الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إهمال علاج إسهال الأطفال يهددهم بالجفاف

إهمال علاج إسهال الأطفال يهددهم بالجفاف
10 مارس 2014 22:27
أبوظبي (الاتحاد) ـ يتعرض الأطفال في مختلف أعمارهم من حين لآخر للإصابة بالإسهال، ويُعتبر الإسهال من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال. إلا أن الإسهال يكون أشد خطراً على الأطفال الصغار ممن هم دون سن الخامسة بسبب ارتفاع نسبة الماء في جسم الطفل. كما أن نوبات الإسهال المتكرر وما ينتج عنها من سوء التغذية تُنهك الطفل وتُضعف مقاومته فلا يعود قادراً على تعويض ما يخسره جسمه من مواد غذائية ضرورية وسوائل وأملاح وهكذا تتدهور صحته ويتعثر نموه. توضيح الدكتورة زينب الجباس، أخصائية الأطفال في مستشفى النور في أبوظبي، توضح أن إسهال الأطفال، تغير في براز الطفل بحيث يصبح سائلاً مع زيادة عدد مرات الإخراج، وقد يختلف من طفل لآخر حسب طبيعة الأمعاء لكل طفل. وعادة ما يكون الإسهال حاداً أو مزمناً، ويُعتبر الإسهال مزمنا إذا استمر أكثر من 14 يوماً، وفي هذه الحالة يجب تحويل الطفل لأخصائي الأطفال لتشخيص الحالة وتقرير العلاج المناسب. ويمكن تصنيف الإسهال إلى نوعين: الإسهال المائي، وينتج عادة عن الالتهابات التي تسببها الفيروسات والجراثيم الأخرى وينتج عن مثل هذه الإصابات براز سائل ويسبب عادة الجفاف الذي قد يؤدي بدوره إلى مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة. وهناك الإسهال الزحاري، وينتج عادة عن الالتهابات التي تسببها الجراثيم مثل الشيغيلا والاميبا وغالباً ما يكون البراز في هذه الحالات ممزوجاً بالدم والمخاط وهنا احتمالية حدوث الجفاف قليلة لأن نسبة السوائل والأملاح التي يفقدها الجسم قليلة. الأسباب تقول الدكتورة الجباس، إن الجراثيم التي تغزو الجهاز الهضمي هي التي تسبب الإسهال عادة، وأكثرها انتشاراً الفيروسات، بالإضافة الى الجراثيم الأخرى مثل البكتيريا والأميبيا وغيرهما، وهناك خطران رئيسان ينتجان عن الإسهال، ويجب عدم إغفالهما: الأول الجفاف، عندما يصاب الطفل بالإسهال يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل والأملاح، وهذا يؤدي إلى إصابة الجسم بالجفاف، وإذا لم يُعالج الجفاف البسيط في الحال فإنه قد يتحول سريعا إلى جفاف شديد يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. والثاني، سوء التغذية: لأن نوبات الإسهال المديد أو المتكرر تؤدي إلى سوء التغذية مما ينتج عن ذلك نقص في الوزن وضعف عام، ويفقد الطفل قوته ومناعته ويصبح عرضة للعديد من الأمراض الأخرى. وإذا كان الطفل مصاباً بسوء التغذية وتعرض لنوبة إسهال فإن الإسهال سيزيد من سوء حالته لأنه سيفقد المزيد من السوائل والأملاح والغذاء والطاقة وسيفقد أيضاً شهيته للطعام. وسيزداد الأمر سوءاً عندما تتوقف الأم عن إطعام الطفل المصاب بالإسهال اعتقاداً منها بأن ذلك سيريح معدته ويخفف من حدة الإسهال. وهذا بالطبع اعتقاد خاطئ ويضر بالطفل. تقول الدكتورة الجباس « إذا أصيب الطفل بالإسهال الحاد، فمن الضروري أن يبدأ فوراً بعلاج الإسهال لمنع حدوث الجفاف، وذلك بإعطاء المصاب السوائل والمحاليل ومنها محلول الجفاف عن طريق الشرب. وإذا كان الطفل يرفض شرب المحلول بالملعقة أو يبصقه فيمكن استخدام قطارة بلاستيكية نظيفة توضع في فم الطفل بين الخد واللثة وبذلك سيقوم الطفل ببلع المحلول بعد الضغط على القطارة. ويجب أن تستمر الأم في إطعام طفلها منذ بداية إصابته بالإسهال وقبل حدوث الجفاف وخاصة الرضاعة، أما إذا كان الجفاف قد حدث فيجب أولاً البدء بعلاج الجفاف، وذلك بإعطاء محلول الجفاف عن طريق الفم. وعندما يصبح الطفل قادراً على تناول الأغذية فيجب معاودة إعطائه الأطعمة والسوائل التي كان يتناولها في السابق. إن الاستمرار بالرضاعة الطبيعية أمر حيوي ومهم جداً أثناء نوبة الإسهال ومن الخطأ إيقاف الرضاعة الطبيعية بهدف إراحة معدة الطفل والتخفيف من حدة الإسهال فهذا اعتقاد خاطئ ويضر كثيراً بصحة الطفل». الجفاف وتضيف الدكتورة الجباس:« من علامات الجفاف نقصان وزن الطفل ويكون فم الطفل ناشفاً والعيون بدون دموع ويختفي لمعانها ويقل نشاط الطفل ويصبح غير قادر على الشرب والأكل إضافةً الى العلامات الأخرى التي يقدرها الطبيب، لذا على الأم في حال ملاحظة العلامات المذكورة على طفلها مراجعة الطبيب بالسرعة الممكنة. وأن تقي الطفل من الجفاف بأن تعوض السوائل والأملاح التي يخسرها الجسم، وعلى الأم أن تلاحظ أن هذا المحلول لن يوقف الإسهال الذي سيستمر لبضعة أيام ثم يتوقف تلقائياً، ولكنه سيعوض السوائل والأملاح التي يفقدها الجسم ويمنع الجفاف أي أنه ليس علاجاً سحرياً كما يتوقع الكثيرون من أنه سيوقف تغوط الطفل بشكل قطعي. ويكون هذا المزيج المؤلف من الملح والسكر معبأ في شكله التجاري (بودرة أو أقراص)، تُمزج محتويات الكيس أو القرص في كمية محددة من ماء الشرب النظيف ويُفضل أن يُغلى الماء ثم يُترك ليبرد قبل إضافة المزيج إليه. ويُستعمل المحلول لمدة 24 ساعة فقط ويجب عدم استعماله بعد ذلك نظراً لاحتمال تلوثه بالجراثيم، وإذا كانت هنالك ضرورة إلى استعمال المزيد في اليوم التالي فيجب إعداد محلول جديد، وتتوفر محاليل سائلة جاهزة للاستخدام تم إعدادها مسبقاً. يجب إعطاء الطفل من المحلول قدر المستطاع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©