الجيش اللبناني ينفي شائعات عن استقالة ضباط

تمكنت جرافات الجيش اللبناني أمس من فتح طريق المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا وإبعاد جميع المتظاهرين عن الطريق الذي ظل مغلقاً منذ اندلاع المواجهات بين المعارضة والأكثرية في السابع من مايو· ونفت قيادة الجيش من جهة ثانية شائعات تناقلتها وسائل الإعلام حول استقالة بعض ضباطها بسبب الأحداث الأخيرة، وطلبت من جميع الوسائل الإعلامية عدم التعرض إلى الأمور الداخلية للجيش، ونشر أي معلومات قبل التأكد من صحتها· وقال شهود إن الطريق الدولية فتحت على مسرب واحد يشهد حركة مرور السيارات بالاتجاهين· فيما بقي المسرب الآخر مقطوعاً بساتر ترابي· وقال مصدر أمني إن أهالي المنطقة ساعدوا الجيش باستقدام الجرافات والبدء بازالة السواتر الترابية بين بلدة بر الياس ومعبر المصنع· في حين لا تزال قوى المعارضة تقطع طريقي مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت· واصبح المطار نقطة استراتيجية لمسلحي ''حزب الله'' الذي أقاموا نقطة تفتيش رئيسية عند مدخله حيث يعمدون إلى إيقاف موظفي المطار وآخرين ويقومون بفحص هوياتهم· وتم إيقاف الصحافيين الذين توجهوا إلى هناك لتغطية وصول وفد اللجنة الوزارية العربية وتم سؤالهم عن بطاقاتهم الشخصية والجهة التي يعملون لصالحها· واحتج أحد الصحافيين على الطريقة الاستفزازية لمسلحي الحزب· وقال دبلوماسي عربي في المطار بينما كان في انتظار استقبال الوفد العربي إن ما رآه وهو في طريقه إلى المطار غير مقبول· وأضاف أن هذه الإجراءات لا تستهدف معاقبة الحكومة اللبنانية بل الديمقراطية اللبنانية· إلى ذلك، أفاد مصدر أمني أن حصيلة أعمال العنف التي جرت بين المعارضة والأكثرية في مختلف المناطق اللبنانية منذ 7 مايو ارتفعت إلى 65 قتيلاً ونحو مئتي جريح· ورد رئيس تيار ''المستقبل'' النائب سعد الحريري على ما بثته قناة ''المنار'' التابعة لـ''حزب الله'' من مشاهد مصورة عن مجزرة ارتكبت في بلدة حلبا في عكار وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً من الحزب القومي السوري الاجتماعي· وقال إن القناة دأبت على تنظيم حملة تلفيق أخبار وبث سلسلة افتراءات وقلب وقائع مكشوفة في محاولة مفضوحة لتحميل مسؤولية الأحداث لتيار المستقبل وإظهار الحزب السوري القومي مفتعل الأحداث بمظهر الضحية المعتدى عليها· وأكد أن ما حصل في عكار مثبت بالوقائع، وحذر ''حزب الله'' من مغبة التعرض لمفتي عكار أو أي رجل دين في لبنان· وعلى الرغم من هدوء الشارع اللبناني من الصدامات إلا أن النفوس لم تهدأ بعد· وقالت رجاء اللبنانية السنية التي تشتري منذ ثلاثين سنة من دكان حسن الشيعي قبالة منزلها غرب بيروت الخضار والفاكهة، إنها لن تعبر الشارع مجدداً ولن تشتري منه شيئاً· وأضافت ''لن اتعامل معهم (الشيعة) بعد الآن·· لقد تغير كل شيء·· زرعوا الحقد في قلوبنا·· لقد ارعبونا وحاصرونا''· وتعم حالة من الغضب الشديد السكان في بيروت ما يثير المخاوف من أن تكون الأحداث أثارت صدعاً لا يمكن ترميمه بين السنة والشيعة· وراى المحامي مالك عويدات (72 عاما) ''أن النار مشتعلة تحت الرماد''· وقاطعه صديقه نبيل زيدان ''قولوا للعالم أجمع أن يرسل لنا سفناً حتى نرحل عن البلد·· لم يعد في وسعنا العيش هنا بعد الآن''· وأضاف زيدان المقيم في الطريق الجديدة والتي باتت شوارعها مقفرة ''صرنا نخشى الكلام وعدنا كما في عهد الوجود السوري''· وإن كانت الشوارع خلت من المسلحين، إلا أن مجموعات من الشباب تجوب الأحياء من دون سلاح ظاهر· وقال توفيق عيتاني (70 عاماً) وهو يجلس عند احد مفترقات حي مار الياس الذي شهد مواجهات عنيفة ''ما زالوا هنا وسينزلون مجدداً إلى الشوارع لحظة يتلقون أمراً بذلك''· وقالت مهى (36 عاماً) وهي تمسك بيد ابنها ''كل ما أشعر به هو الظلم جراء كل ما حصل·· ماذا فعلنا لهم؟ لم نهاجمهم يوماً''· وقالت امرأة شيعية متزوجة من سني طالبة عدم كشف اسمها إنها مشمئزة من تصرفات ''حزب الله''· وروت حكاية الخوف الذي انتابها حين تمهلت سيارة تقل انصاراً للمعارضة قربها الأحد الماضي وهي تبث خطابات لنصر الله عبر مكبر للصوت· وقال عبد الكريم شري (78 عاماً) المقيم في رأس النبع ''إن التوتر والاحتكاك يتزايدان بين مختلف الطوائف''· وقالت رجاء بوضوح ''كنا أشقاء والآن أصبحنا أعداء''·