الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن المودن يقرأ الرواية من منظور التحليل النفسي

حسن المودن يقرأ الرواية من منظور التحليل النفسي
28 يونيو 2009 01:08
صدر للاكاديمي والناقد المغربي الدكتور حسن المودن كتاب نقدي جديد بعنوان «الرواية والتحليل النصي.. قراءة من منظور التحليل النفسي». ويأتي هذا الكتاب الصادر بصورة مشتركة بين الدار العربية للعلوم «ناشرون» في بيروت ومنشورات «الاختلاف» في الجزائر ومكتبة الأمان في الرباط، بعد كتابيه النقديين «الكتابة والتحول» و»لاوعي النص في روايات الطيب صالح» وترجمة كتاب بعنوان «التحليل النفسي والأدب». والكتاب في عمقه البحثي هو اشتغال فريد في منهجه على أعمال روائية ل 15 روائيا من الذين غطّت أعمالهم سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم، وهي أعمال لكتاب من المغرب العربي وبعض البلدان العربية وهم: محمد شكري، محمد برادة، مبارك ربيع، محمد عز الدين التازي، إبراهيم الكوني، بشير مفتي، عبد الحكي مودن، جمال بوطيب، أحمد الكبيري، سهيل إدريس، مجيد طوبيا، الطيب صالح، يوسف القعيد، فوزية شويش السالم، عبد الله زايد. ويؤكد المودن على غلاف هذا الكتاب انه يواصل «تجريب منهج نفسيّ يتميّز عن النقد النفسي التقليدي في مقاصده وإجراءاته المنهجية، ويتعلّق الأمر بمنهج التحليل النصّي الذي يفتح الطريق ليصبح النص الأدبي هو بؤرة التحليل، دون إقصاء كلّيّ للكاتب أو القارئ أو السياق. وقيمة هذا المقترح المنهجي أنه لا يحوّل النص إلى ذات مطابقة لذات الكاتب، ولا يتّخذه وسيلة لتحليل لاوعي الكاتب أو الشاعر، ذلك لأن هذه المطابقة لا تخلو من اختزال أو تعسّف يؤدي إلى تجاهل خصوصية النص واستقلاليته، كما يؤدي إلى إهمال الجوانب الشكلية والفنّية، فالنقد النفسي التقليديّ، إذ يركّـز على المدلول الروائي، يكون بعيدا عن إدراك القوة التي يمكن أن تكون للدالّ الروائي». وبعبارة أخرى يقول الدكتور المودن «تتجلى قيمة هذا المقترح المنهجي في كونه يسمح بإبراز العناصر المختلفة التي تكوّن النص الروائي، من موضوعات وأشكال وتقنيات وأساليب وتخيلات ولغات، ويجعل من الكتابة فضاء تخيليا يشرع نوافذه على المناطق الملتبسة التي تحفّ مشاعر وتجارب الذّات (الكاتبة والقارئة) في عالم يمور بالتحولات والارتجاجات العنيفة». ويتألف الكتاب، من مدخل نظري وقسمين تطبيقيين. يهدف المدخل النظري إلى إعادة النظر في ثنائية: الأدب والتحليل النفسي، وإعادة مساءلة العلاقة بينهما. وفي القسمين التطبيقيين، نجد تحليلا نصّيا بالمعنى الذي يقصده الناقد النفساني جان بيلمان ـ نويل، أي تلك المقاربة التي تستفيد من الدراسات النصية المعاصرة مع إدماجها ضمن مقاربة نفسانية مفتوحة ومنفتحة. والغاية ليست الكشف عن أمراض الكتّاب وعقدهم، بل هي مقاربة هذه العلاقات والروابط المعقّـدة بين السرديّ والنفسيّ، بين الكتابة واللاشعور، بالشكل الذي يسمح بفتح آفاق أخرى أمام المعرفة التي تتأسس عن الأدب والكتابة. كما يتصدر مدخل نظريّ يدعو إلى إعادة طرح الأسئلة، وإعادة النظر في المسلّـمات، والتفكير من جديد في العلاقة بين الأدبي والنفسي، ومساءلة محدودية تطبيق المنهج النفسي على الأدب، والعمل على قلب السؤال، فاليوم لم يعد السؤال هو: هل يمكن تطبيق التحليل النفسي على الأدب. وتقود هذه المقاربات – كما كتب المودن في تقديم الكتاب – إلى هذا «الموطن اللغوي هو الذي يعبّـر فيه الواقع السّـرّي للإنسان عن نفسه بشكل وقوة خاصّـين. فالأدب هو هذه اللغة الأخرى التي ينبغي النظر إليها على أنها عمل أو اشتغال يقع بين الرغبة والمحكي، وتسمح بإسماع كلام آخر غير الكلام المألوف، فاللغة الأدبية لا تجعلنا نسمع أصوات الآخرين فقط، بل هي اللغة الأخرى التي تكاد تتخصّـص في إسماع ذلك الآخر الموجود في الداخل، في داخل الذات (الكاتبة والقارئة)»
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©