هالة الخياط (أبوظبي) - التحق 45 طالباً وطالبة من الصم ببرنامج عملي ونظري، لتطوير مهاراتهم في التعامل مع عدد من المشكلات المجتمعية، بما في ذلك حماية المعاق من العنف الأسري، إلى جانب تعريفهم بدور الشرطة.
وشهدت حلقات التدريب العملي، تفاعلا من قبل الطلاب والطالبات من فئة الصم الملتحقين بمركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تدريب الطلبة على الطابور العسكري، والحركات العسكرية التي تعطيهم القوة في الدفاع عن النفس.
وبالرغم من الصعوبة التي شهدتها أولى أيام التدريبات لصعوبة التواصل بين المدربين من الشرطة والطلاب من هذه الفئة لعدم وجود لغة واحدة للحوار، إلا أن التصميم والإرادة من قبل الطلاب والمدربين، دفعت المدربين إلى إيجاد لغة إشارة عسكرية بينهم وبين الطلاب والطالبات ساعدت في تعلم الصم للحركات العسكرية بسهولة ويسر.
ويؤكد الطالب محمد يونس من فئة الصم، وهو في الصف التاسع، أن اشتراكه في الدورة التي تنفذ بالتعاون بين وزارة الداخلية ومؤسسة زايد العليا ممثلة في مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل أكسبته مهارات جديدة، رغم أن البداية كانت صعبة في تعلم هذه المـهارات، متمنــيا أن يؤدي العرض العسكري أمام سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية.
وأوضح، أن المهارات التي تعلمها تمثلت في أداء الحركات العسكرية بما في ذلك الطابور، وأداء التحية الشرطية.
من جانبها، أوضحت مها الوحدي 17 سنة من فئة الصم، أن التدريب النظري والعملي ساعدها في التعرف على دور الشرطة المجتمعية، وتعريفهم بالعديد من القضايا والمشاكل المجتمعية، وكيفية التعامل معها، بما ذلك الإدمان على المخدرات.
وأكدت أهمية البرنامج التدريبي في إثبات الطلبة الصم مقدرتهم على تلقى المعلومة من المدربين وإتقانهم للحركات الشرطية يثبت للمجتمع أن المعاقين من فئة الصم لديهم القدرة على التعلم وليسوا بأغبياء، ولكن يحتاجون إلى الصبر من قبل من يتعامل معهم، بما يضمن وصول المعلومة الصحيحة.
وأكد معضــب المــزروعي مـدرب شرطي من شرطة إدارة المدارس التابعة لوزارة الداخلية، أن تجربته في تدريب الطلبة من فئة الصم أكسبته مهارات في كيفيــة التعامل مع هذه الفئة، حتى إنه تم صياغـة لغـة إشارة عسكريـة سـاعـدته علـى التـواصل مع الطلبـة.
أوضحت مريم سيف القبيسي رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن البرنامج التدريبي الذي بدأ منذ شهر أكتوبر الماضي ويستمر حتى نهاية العام الحالي، يعقد بمبادرة من وزارة الداخلية، والتي تعد من الشركاء الاستراتيجيين وأحد الداعمين لنشاطات مؤسسة زايد العليا، ويهدف إلى توعية المعاقين من فئة الصم بدور الشرطة المجتمعية، وكيفية مواجهة بعض القضايا الاجتماعية بما في ذلك مشكلة تعاطي المخدرات والتدخين.
وأشارت القبيسي، إلى أن الهدف من البرنامج تعريف فئة الصم بمهارات العمل الشرطي والحس الأمني والقوانين الدراجة في الدولة والتحقيق الجنائي وحقوق الإنسان، ومفهوم الأمن والجريمة والضحية ودور الشرطة في منع الجريمة.
وقالت: إن الأصم بعيد عن المجــتمع، فهــو لا يسمع ولا يتكلم، ما يتطلب تطوير مهــاراته الاجتماعية العامة وكيفية التعامل مع مشكـــلات المجتمع وكيفية حماية نفسه من السائقين والخدم، وتعريفه بالعنف الأسري وكيفية حماية نفسه.
من جانبها، أكدت مريم الزعابي رئيس قسم الصم في مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، أن البرنامج التدريبي يفيد في دعم ثقة الطلاب من فئة الصم بأنفسهم، والمقدرة على الدفاع عن النفس وفهم وإدراك دور الشرطة في المجتمع، بما يخلق لديه سلوكا اجتماعيا صحيحا، مشيرة إلى أن التدريب النظري والعملي من قبل مدربي الشرطة، سيكسبهم مفاهيم تسهل عليهم التعامل والتصرف بسرعة في المواقف الحياتية، وتثقيفهم في مشاكل تعاطي المخدرات والمسكرات والتدخين، وترك الدراسة.
ولفتت الزعابي إلى أن 45 طالبا وطالبة من ذوي الإعاقة الذين التحقوا بالدورات تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و 17 عاماً، ويساعد مدربي الشرطة مترجم في لغة الإشارة، ما سهل إيصال المعلومات بيسر إلى الطلبة، لافتة إلى أنه مع انتهاء البرنامج التدريبي سيتم منح المتدرب شهادة معتمدة بإنجاز التدريبات من وزارة الداخلية، تؤهله للانخراط في السلك الشرطي.
عدد اليوم
