الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصومال والدور العسكري لدول الجوار

الصومال والدور العسكري لدول الجوار
26 يونيو 2009 23:14
سواء بتفويض دولي، أو من دونه يبدو أن القوات الإثيوبية قد دخلت الأراضي الصومالية لدعم حكومة مقديشو التي باتت على وشك الانهيار، فقد أكدت مصادر مقربة من السفارات الغربية في العاصمة الكينية نيروبي التقارير الإخبارية التي تحدثت عن اتخاذ القوات الإثيوبية مواقع قتالية في بلدة «بلدوين» وسط الصومال، كما أكدت تحرك الجيش الإثيوبي في منطقة «جيلجاود» شمال العاصمة. وحسب تقارير وسائل الإعلام، تحشد كينيا قواتها على الحدود الصومالية كإجراء دفاعي تحسباً لما وصفه وزير الخارجية الكيني في مؤتمر صحفي بـ «تهديد الأمن القومي» للبلاد، ويأتي التدخل العسكري الذي نفته رسمياً السلطات الإثيوبية بعد النداء العاجل الذي أطلقه رئيس البرلمان الصومالي شيخ «عدن محمد نور مدوبي» يوم السبت الماضي لتدخل الدول المجاورة عسكرياً في غضون أربعة وعشرين ساعة. ويبدو الوضع حالياً في العاصمة متردياً بالنسبة للقوات الحكومية التي تسيطر ومعها ثلاثة آلاف من قوات حفظ السلام الأفريقية على بضعة أحياء محيطة بالقصر الرئاسي، بالإضافة إلى المطار والميناء، فيما سقطت المناطق الأخرى في أيدي الميلشيات الإسلامية المتشددة. وعن تهاوي السلطة الحكومية في مقديشو، يقول أحد المحللين المقربين من السفارات الغربية في نيروبي «إن العاصمة أصبحت تحت سيطرة حركة الشباب وحزب الإسلام، ولم يعد من الممكن التنبؤ بما سيؤول إليه الوضع بسبب السياسة العشائرية، وهناك إشاعات تقول إن الولايات المتحدة تريد إرسال الذخيرة إلى الحكومة، لكنهم لا يعرفون إلى من يسلمونها، بحيث تبرز مشكلة الولاءات المختلفة والمشتتة بين قادة الميلشيات». وليس من السهل التدخل في بلد مثل الصومال لما يمثله ذلك من حساسية بالغة، لا سيما بعد التجارب الفاشلة في هذا المجال مثل التدخل الأميركي في التسعينات كجزء من قوات حفظ السلام الأممية لحماية الإمدادات الإنسانية، وهو المجهود الذي تعرض في النهاية إلى الفشل بعد إخفاق أميركا في القضاء على أمراء الحرب. وبعد سنتين من التدخل العسكري الإثيوبي لدعم حكومة عبدالله يوسف، انسحبت القوات الإثيوبية في ديسمبر من العام 2008 لتسقط الحكومة بعد ذلك مباشرة، لكن رغم التجارب الفاشلة، يبدو أن خطر سقوط الصومال في أيدي الجماعات الإسلامية المتشددة التي لها صلات بتنظيم «القاعدة» لم يترك الخيار لإثيوبيا وكينيا عدا التدخل مهما كلف ذلك من ثمن. غير أن الإسلاميين من جانبهم توعدوا باستهداف القوات الأجنبية إن هي اجتازت الحدود ودخلت الأراضي الصومالية، وهو ما عبر عنه بوضوح المتحدث باسم حركة الشباب الشيخ «علي محمد راجي» في مؤتمر صحفي عقده يوم الأحد الماضي بمقديشو قائلاً «نحن نبعث بتحذيرنا الواضح للدول المجاورة إذا أرسلتم قواتكم إلى أراضينا المقدسة فسنعيدهم لكم داخل توابيت». وترى «بولا روك»، الخبيرة في منطقة القرن الأفريقي بمعهد الدراسات الأمنية بجنوب أفريقيا أن التدخل يشكل في هذه المرحلة «إجراء وقائياً الهدف منه تحييد الإسلاميين، فنحن نعرف على كل حال منذ الهجمات التي استهدفت السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام أن (القاعدة) موجود في المنطقة، لكننا ربما شهدنا في المرحلة القادمة خليطاً من قوات الشباب المتمرسة على القتال وعناصر أخرى ذات تدريب عالٍ جاءت من آسيا الوسطى». ويعتقد خبراء الأمن أن تدفق المقاتلين الأجانب على الصومال يمثل خطراً حقيقياً يتجاوز الصومال إلى المنطقة برمتها، وهو ما تؤكده الباحثة «روك» قائلة: «لقد وصلتنا تقارير تفيد بدخول أكثر من ألف مقاتل تابع لـ(القاعدة) إلى الصومال ومعهم قادة عسكريون من رتب متوسطة، وإذا ما سيطرت حركة الشباب على جنوب الصومال فسيكون من الممكن لـ(القاعدة) إقامة موطئ قدم له في المنطقة». وبعد انتهاء الفترة القصيرة من المفاوضات التي رعاها أعيان القبائل بين حكومة شريف والشيخ عويس، عادت المعارك لتندلع مجدداً، حيث خلفت المواجهات العنيفة التي شهدتها وسط العاصمة عشرين قتيلاً على الأقل خلال اليومين السابقين وجرح حوالي ستين آخرين. ومن بين الأدلة الدامغة على وجود العناصر الإسلامية الأجنبية في الصومال الاغتيالات التي استهدفت شخصيات بارزة في الحكومة الصومالية مثل التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة وزير الأمن «عمر هاشي» في بلدة «بلدوين» ومحاولة اغتيال أخرى طالت وزير الدفاع شيخ «عبدالقادر علي عمر»، وإن كان الاعتماد المتزايد على التفجيرات الانتحارية، قد أثار استياء بعض قادة الميلشيات الإسلامية من بينهم عويس نفسه قائد حزب الإسلام. سكوت بالدوف - جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©