اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس أن قرغيزستان على شفير حرب أهلية. وفيما لمح الرئيس القرغيزي المخلوع كرمان باكييف للمرة الثانية أمس الى إمكانية تنحيه، أصرت روزا أوتونباييفا رئيسة الحكومة المؤقتة على محاكمته بتهمة القتل .
وقال مدفيديف في مداخلة ألقاها في معهد بروكينجز على هامش قمة الأمن النووي في واشنطن “اعتقد أن قرغيزستان على شفير حرب أهلية”. واقترح أن يتنحى باكييف رسمياً قائلاً “ينبغي أن تتخذ بعض الشخصيات السياسية قرارات بروح المسؤولية”. بينما أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لمساعدة حكام قرغيزستان الجدد مما زاد الضغط على باكييف.
ورفضت أوتونباييفا أمس أية تسوية مع باكييف، وطالبت بمحاكمته بتهمة الإسهام في إراقة الدماء في الاحتجاجات التي جرت في البلاد الأسبوع الماضي والتي أسفرت عن 84 قتيلاً.
الى ذلك، قال وزير المالية الروسي أليكسي كودرين أمس إن بلاده ستقدم لقرغيزستان 50 مليون دولار في شكل منح وقروض وذلك بعدما أعلن زعماء الحكومة المؤقتة أنه لم يتبق بالبلاد أي نقود. وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد قال إن المبلغ الذي تمنحه موسكو لقرغيزستان قد يزداد إذا لزم الأمر. وأضاف أن مسؤولين من قرغيزستان أبلغوه ان خزائن الدولة فارغة. وقالت اوتونباييفا للصحفيين بعد أن اجتمعت مع المبعوث الأميركي “يجب أن يحاكم..إذا أمسكنا به سيقدم للمحاكمة لقد كانت أمامه فرصة بالفعل لمغادرة البلاد”. ونفى باكييف إعطاء أمر فتح النار على الحشود لكن شقيقه غني بك باكييف رئيس الحرس الرئاسي اعترف بفعل ذلك.
وجاءت تصريحات أوتونباييفا في الوقت الذي أصدرت كل من الولايات المتحدة وروسيا مؤشرات حذرة تدعم فيها القيادة الجديدة في البلد الاستراتيجي الواقع وسط آسيا. وقالت بعد محادثات مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لآسيا الوسطى والجنوبية روبرت بلايك الذي يزور بشكيك “تجاوز باكييف حدود حصانته من خلال إراقة الدماء والآن عليه أن يمثل أمام القضاء ليحاكم”.
وصرح بلايك أول مسؤول أميركي بارز يزور قرغيزستان منذ الانتفاضة بعد محادثاته مع اوتونباييفا أن سلوك الحكومة الجديدة على الأرض أعطى الولايات المتحدة سبباً للتفاؤل. وتحرص واشنطن على الاحتفاظ بنفوذها في الجمهورية السوفييتية السابقة التي تستضيف قاعدة ماناس الجوية التي تستخدمها القوات الأميركية لدعم العمليات العسكرية في أفغانستان المجاورة.
وفي مؤشر على التوترات في قرغيزستان خرج آلاف من أنصار باكاييف في مواجهة حشد صغير من معارضيه في وسط جلال آباد. وتشعر الولايات المتحدة بقلق من أن الأزمة قد تؤثر في اتفاقها لاستئجار قاعدة ماناس الجوية لمدة خمس سنوات.
عدد اليوم
