الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاريع صغــيرة للشابات في مهب الريح

مشاريع صغــيرة للشابات في مهب الريح
21 مايو 2016 20:24
مهجة أحمد (عدن) تحولت مشاريع عدد من الخريجات الجامعيات والفتيات إلى بقية أحلام أخذت في مهب الريح، مشاريع، لم تصمد طويلاً، ولم تأخذ حقها الكافي من الإثبات والنجاح، والأسباب عدة، أهمها: الأضرار الاقتصادية التي نتجت من حرب مليشيات الحوثي وصالح وانقلابهم على الشرعية في اليمن، فتدهور الوضع داخل اليمن الذي لم ينج منه الحرث والنسل أو حتى آمال وطموح الشباب بأن يجدوا مخرجاً للحد من الفقر والبطالة التي اصطدمت هي الأخرى بهذا الوضع. وحسب إحصاءات حكومية، فقد تكبّد الاقتصاد والموازنة العامة خسائر تقارب 1.48 تريليون ريال «6.9 مليار دولار»، جراء التخريب المتكرر لخطوط نقل النفط والغاز وشبكات الكهرباء، بين عامي 2012 و2014م، كما أصابت الخسائر شركات القطاع الخاص، نتيجة الوضع الأمني المتدهور، إذ يرى بعض المستثمرين اليمنيين أن عدم الاستقرار الأمني، يجعل الاقتصاد اليمني على المحك، في ظل الأزمات التي يعيشها ما يتسبب في خلق حالة من الخوف لدى رجال الأعمال داخل وخارج البلاد، الأمر الذي يؤدي إلى هروب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، كما يؤدي إلى تراجع المانحين عن تقديم المساعدات والإيفاء بالتعهدات في ظل ضبابية الوضع الأمني والسياسي في البلاد، ووفقاً لتقرير حديث لمنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة في اليمن، فقد حذرت هذه المنظمة في تقرير صدر عنها في فبراير العام الماضي، من أن الوضع الاقتصادي في اليمن أصبح على حافة الانهيار، مشيراً إلى أن من هم تحت خط الفقر يصلون إلى 60% من عدد سكان البلاد البالغ 26 مليوناً. ولا شك أن تحسن الآفاق الاقتصادية لليمن مرهون بشكل أساسي بإيجاد حل للأزمة الراهنة التي لا يمكن تقدير نتائجها السلبية في الوقت الحالي سواء على الأوضاع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية لليمن أو الدول العربية الأخرى التي سيؤثر عليها هذا الوضع الأمني، الأمر الذي يتطلب الإسراع في جهود عودة المؤسسات الرسمية لليمن إلى عملها والحفاظ على ما تبقى من مقدرات اليمن الاقتصادية. «مشاريع في مهب الريح» لم تخف أمنية جمال، صاحبة مشروع «موني الستايل»، حزنها، والأضرار المعنوية والمادية التي تركتها العواقب الاقتصادية الناتجة من الحرب على تجارتها، ومشروع عمرها كما تصفه، هي لم تتصور أن تدوم الحرب طويلاً وتأتي عليها بخيبة أمل وألم، موضحة أن الحصار الذي ساد البلاد خلال الحرب، أدى إلى صعوبة وصول البضائع أو شحنها عبر أكثر من دولة، وما ترتب عليه غلاء في الشحن، بالتالي تحول إلى غلاء في البضاعة والسعر القديم سيتغير وسيرتفع مما يؤدي إلى عدم شراء المستهلك نظراً لارتفاع السعر، مبينة أن الشغل حالياً تقريباً فيه ركود، والمبيعات قلت عن السابق. وتشاركها الرأي، شوق عيسى، مؤسسة مشروع «إبداعات شوق» لبيع الإكسسوار والزينة، بلسان الأسف والامتعاض عن حالتهن بعد توقف مشاريعهن البسيطة، بالقول: توقفت عن العمل من شهر مارس من العام الماضي حتى نهاية العام، رغم الطلبات التي سبقت الحرب لكن تم رفضها بسبب تدني الأوضاع وعدم توفير المواد اللازمة للعمل، إضافة إلى النزوح من منطقتي إلى منطقة أخرى، وانقطاع الكهرباء والاتصالات، لم أتمكن من عرض أعمالي أو إيصال إشغالي، والحالة النفسية التي مرت بها جعلتها غير قادرة على العمل، مبينة أنها رجعت إلى الصفر في مشروعها، وذلك لعدد من الأسباب، أبرزها تغير الأسعار والارتفاع في أسعار المواد الخام، والعرض والطلب ليس كما في السابق، وهي تحاول حسب مقدرتها الحفاظ على سعر متوسط للمحافظة على الزبونات، وأضافت: الأوضاع الآن تشكل حالا أفضل من الحرب، صحيح أسعار المواد الأولية غالية، لكن البيع عبر الإنترنت صار أفضل بكثير من فتح محل في الوضع الراهن، الدخل لا يغطي النفقات. وتقول، حنان سعيد، مالكة مشروع «أعمالي من مطبخي» للأطعمة الجاهزة والمخللات، عملي في هذا المجال أحبه وهو مصدر دخلي الوحيد لي ولأسرتي، عانينا الأمرين في هذه الحرب التي لم تجر على البلاد إلا الخراب وتعطيل أعمال الناس، فالخوف الشديد والمعاناة من القصف والقتل وغياب الخدمات، إضافة إلى مأساة النزوح والعيش في ظروف إجبارية، كتجمع أكثر من عائلة في منزل واحد، قد يفتقد الكثير من الأساسيات والخصوصيات التي تحتاجها كل امرأة وأم، مبينة أنها توقفت عن العمل كلياً بسبب الحرب والأوضاع الأمنية، والنزوح لمنطقة أخرى. «بازار لدعم المشاريع الشابة» حاجة هؤلاء ومشاريعهن في المرحلة الراهنة للتحفيز وتقديم أبسط الوسائل الممكنة لهن، من أجل مساعدة الشابات في الإشهار والترويج والإعلان عن نشاطاتهن ولأجل بيع إنتاجهن وتعريف السوق بإمكانياتهن والتشبيك مع الجهات التجارية والصناعية وخلق علاقات تجارية، فقد قام مكتب سيدات الأعمال في مدينة عدن بتنظيم سوق تجاري نسائي لهذا الغرض، للاطلاع على مصنوعات ومشغولات الفتيات وتشجيعهن على محاربة البطالة وقهر الفقر وتجاوز محنة الحرب، من خلال هذه المشاريع الصغيرة التي تدر لهن دخلا لتحسين معيشتهن، وفي هذا السياق تحدثت، لـ «الاتحاد»، رئيسة مكتب سيدات الأعمال بعدن، كلثوم ناصر، عن أهمية دعم الشابات ومشاريعهن والاستفادة من خبرات من سبقوهن في هذا المجال، مستعرضة نشاط المكتب ودوره في دعم النساء والمشاريع الشابة في مجالات التجارة بالقول «يبذل المكتب بعدن جهودا حثيثة، ورغم الإمكانيات البسيطة والمتواضعة، يعمل من خلالها على تحسين وضع المرأة في مجال التجارة وتدريب وتأهيل أكبر عدد ممكن من الشابات العاطلات عن العمل في الأحياء الفقيرة، وإيجاد صناديق اقتراض معقولة تراعي الوضع الاقتصادي للمقترضة وظروف السوق، مشيرة إلى أن دور المنظمات الدولية في هذا المجال لا يقدم دعماً مالياً لأي مشروع من مشاريع سيدات الأعمال، بل يقتصر على تقديم الدعم التأهيلي لرفع القدرات من خلال إقامة الدورات التدريبية والتأهيلية فقط، موضحة أن الجهات المعنية بشؤون المشاريع تعلم تماماً مدى معاناة المستثمرة المحلية والمشاكل التي تقف حائلاً لتعثر مشاريعها وليست الأسباب بقوانين الاستثمار والمزايا والتسهيلات المقدمة لأنه مجرد حبر على ورق، بل هو الفساد الإداري والمالي والقضائي، مؤكدة أن المرأة العاملة في التجارة بعدن لا تشعر بعنصر التمييز بينها وبين الرجل ولم تواجهها أي عراقيل على الإطلاق من المجتمع الذكوري، خاصة التاجر أو القطاع الخاص، بل لمسنا تقديراً ومعاملة مميزة وروحاً أخوية فيما بيننا، فالرجل أصبح ينظر للمرأة على أنها عنصر مهم في المجتمع ولها القدرة على العمل داخل وخارج المنزل. ولمعرفة أوجه الدعم المقدم من الغرفة التجارية والصناعية بعدن في تفعيل دور سيدات الأعمال بالمحافظة، يوضح مدير عام الغرفة التجارية بعدن، خليل طه خليل، أن الدعم المقدم بشكل عام دعم معنوي وتقديم النصح والمشورة إذا دعت الحاجة لكل من منتسبي الغرفة من تجار وسيدات أعمال يزاولن مجال التجارة. وأضاف: نشجع وجود عنصر المال النسائي في أي مجال لما من شأنه الإسهام في تطوير وبلورة الاقتصاد الوطني. مشيداً بالجهد الذي يبذل من قبل مكتب سيدات الأعمال بالمحافظة في تطوير وتأهيل النساء، وتشجيعهن على الانخراط في مجال الاستثمار والمشاريع الصغيرة الذي بدورها يستفيد منها المجتمع المحلي ويستطيع من خلاله توفير فرص عمل وتشغيل أكبر عدد ممكن من النساء والرجال وترتقي بمستوى معيشتهم نحو الأفضل. «بالإرادة تتخطى الصعاب» اشتغلت النساء اليمنيات في التجارة، وعملن في بيع وشراء البضائع المعروفة ولم تختلف كثيرا عما كان يقوم به الرجل، فقمن باستيراد الأقمشة من نوع «الويل» من سويسرا وجيبوتي والأقمشة الحريرية السوداء المتخصصة لصناعة الحجاب العدني المعروف بـ «الشيدر» من الصين وتمويل البواخر بالطعام والماء وأخريات ببيع الخردة والمتاجرة فيها بالسوق المحلية، كانت المرأة العدنية سباقة في خوض النشاط التجاري لغيرها من نساء المنطقة ومثلت حقبة الستينات من القرن الماضي، بوابة دخول المرأة العدنية لمجتمع المال والأعمال، بكفاءة ومهنية وخبرة من خلال بعض البيوت العدنية بقيادة سيدات عملن في نشاطات مختلفة، كان القصد منها فتح مشاريع تسهم في تحسين الظروف الاجتماعية والمعيشية للأسر العدنية الفقيرة، وتؤكد، رحاب الأبيض، تاجرة عطور وأدوات تجميل، بمركز كريتر سنتر سابقاً، أن المرأة اليمنية قادرة على خوض مجال المال والأعمال كرجل وبقوة. وأضافت: كثير من النماذج النسائية في هذا المجال اثبتن جدارتهن وقدراتهن فمثلا الجيل الأول من سيدات الأعمال بمحافظة عدن قدمن للجيل الجديد مثالا على نجاح المرأة في مضمار التجارة، وبينت الأبيض أن دور المرأة أصبح واضحاً خلال هذه السنوات، وخير دليل على ذلك خروج المرأة إلى العمل والانخراط بالمجتمع وممارسة مختلف المهن والأعمال في كافة المجالات. مستعرضة عدة عوامل تجعل من المرأة سيدة أعمال ناجحة تتمثل الصبر والعزيمة وتحمل الأعباء إلى جانب الإيفاء بالتزاماتها نحو الآخرين من زملاء العمل من التجار وأن تضع نصب عينها احترام العادات والتقاليد في المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©