الدولار يصعد مع تجدد الإقبال على المخاطرة

ارتفع الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية، غير أن المكاسب كانت محدودة بسبب مخاوف من أن تطغى بيانات مبيعات التجزئة الأميركية على التوقعات بتوقف موجة خفض أسعار الفائدة بالولايات المتحدة· وكان الجنيه الاسترليني أكبر الخاسرين أمام العملة الأميركية بسبب عوامل محلية، حيث أثرت بيانات بشأن الإسكان ومبيعات التجزئة على الأجواء· وعكست بيانات بشأن أسعار المستهلك في بريطانيا من المقرر صدورها اليوم زيادة الضغوط التضخمية فيما يعمق أزمة السياسة التي تواجه بنك انجلترا في وقت يكافح فيه لإحداث توازن بين تباطؤ النمو ونمو التضخم· وأظهرت بيانات رسمية أمس أن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود رفع معدل التضخم في بريطانيا ليسجل أكبر صعود منذ نحو ست سنوات ويصل إلى ثلاثة في المائة، الأمر الذي يتوقع أن يؤثر على الآمال في تخفيضات جديدة لأسعار الفائدة· وبعدما خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بمقدار 325 نقطة أساس منذ سبتمبر إلى اثنين بالمائة يتوقع أن يتوقف المجلس لبعض الوقت عن الخفض الذي يهدف للحد من الخسائر التي تسببها أزمة الائتمان المستمرة للنمو· وخلال تعاملات الأمس، ارتفع الدولار 0,1% مقابل سلة تضم ست عملات رئيسية إلى ،73,10 بينما تراجع اليورو بنحو 0,2% إلى 1,5520 دولار لتتراجع العملة الأوروبية الموحدة الآن بنحو ثلاثة بالمائة عن مستواها القياسي الذي بلغته الشهر الماضي عند ·1,6018 وقال متعاملون: إن الدولار استفاد أيضاً من تحسن أجواء الإقبال على المخاطرة مع صعود أسواق الأسهم الأوروبية· وهبط الدولار 0,2% أمام الين إلى 103,54 ين· وكان الجنيه الاسترليني أكبر الخاسرين أمام الدولار، حيث تراجع نحو 0,5% إلى 1,9486 مقترباً من أدنى مستوى له في شهرين ونصف الشهر بلغه في الجلسة الماضية، بينما صعد اليورو إلى أعلى مستوى خلال ثلاثة أسابيع 79,68 بنس· وسلطت بيانات أظهرت انخفاض مبيعات الإسكان والتجزئة البريطانية الضوء على الضعف الاقتصادي الناجم عن أزمة الائتمان وسط زيادة في الضغوط التضخمية· وقال متعاملون في آسيا أمس: إن علامات على امتداد تباطؤ النمو إلى مناطق أخرى ربما تساعد في دعم الدولار، لكن استمرار الشكوك بشأن انتهاء أسوأ مراحل الاضطرابات في سوق الائتمان من المرجح أن تقيد صعود العملة الأميركية· وقالوا: إن المستوى الحالي يجعل المستثمرين أقل حرصاً على شراء الدولار في حين من المرجح أن ينتظر البائعون مزيداً من الارتفاع للدولار وهو ما يبقي كلا العملتين في نطاقات ضيقة·