السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفنان مرعي الحليان: الفرق المسرحيــة إلى مصير بائس

الفنان مرعي الحليان: الفرق المسرحيــة إلى مصير بائس
20 مايو 2016 21:21
ظافر جلود (دبي) قال الفنان المسرحي مرعي الحليان: «إن الفرق المسرحية في الدولة تواجه مصيراً بائساً، إذ إن ميزانياتها فقيرة، وتشعرك بأنها باتت حملاً ثقيلاً على وزارة الثقافة، وكأنها ارث قديم يراد له أن يعدم». وأضاف الحليان: «إن نجاحات الفرق الحالية جاءت بفضل دعم المهرجانات المحلية، وتضحيات المسرحيين أنفسهم». موضحاً أن الشارقة هي جنة المسرح، ولولا اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لانتهى شيء اسمه الحركة المسرحية في الإمارات، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان». وكشف الحليان في حديث خاص (للاتحاد) عن حركة نشيطة في المشهد المسرحي، تتمثل في اطلاق العديد من المبادرات والافكار الجديدة، منها مهرجان المسرح الصحراوي في الشارقة الذي يتزامن مع موسم الرحيل إلى الصحراء في ليالي الشتاء، ومهرجان المسرح الثنائي في مدينة دبا الحصن، إضافة إلى المهرجانات والمواسم المسرحية التي تملأ أجندة العام.. وأضاف: «اعتقد أننا الوحيدون في منطقة الخليج الذين تزدحم لديهم أنشطة المسرح وعروضه، وحول هجره للصحافة، رد قائلاً: أنا ابحث عن نفسي في المسرح بصورة عامة، وكل مفاصل العملية المسرحية، وصناعة العرض تعنيني، لذا لا استطيع تأطير نفسي في مجال معين، الفكرة تلح، وعليً أن أخدمها لكي تصبح واقعاً، فانا اعشق المسرح منذ صغري، عندما كنت تلميذاً في المدرسة، وهذا لا يعني أن الصحافة لم تقدم لي شيئاً، بل بالعكس، فهي كانت مدرستي التي تعلمت منها كيف تبدو الحياة في هيكل المجتمع، وغذتني بالثقافة، وجعلتني على تماس مع أدق الهموم.. وعرفتني بالناس، ودعمت قلمي وكتاباتي من خلالها.. لهذا اكن للصحافة كل الاجلال والاحترام، واعتبرها مرجعي.. وسببا لنجاحي في المسرح». وعن تميز عروضه بين التراث والسياسة يقول الحليان: انا ابن بيئتي، ومهموم بها إلى حد النخاع.. هذا ما قاله النقاد الذين لاحظوا ذلك في كثير من أعمالي المسرحية، بدءاً من باب البراحة، وحتى مقامات بن تايه.. هذا ليس توجهاً، أو قراراً اتخذته، وإنما أشعر بأنني أعبر عما يهيج مشاعري، وما يعتمل بصدري.. فانا ابن البحر وابن الشاطئ وابن الاصداف، أحن إلى رائحة البحر، لأن طفولتي مغموسة فيه.. لهذا يحضر البحر كثيراً في أعمالي، وتحضر مجتمعاته وشخصياته البسيطة المنهكة والمعذبة. وحول منافسيه يقول: إن الذي نافسني على جائزة أفضل تمثيل هو الفنان عبد الله مسعود، وأنا أعشق أداء هذا الفنان فوق خشبة المسرح، وتبهرني امكاناته.. وقد ترشحت معه، وكان ثالثنا الفنان جمال السميطي، وذهبت الجائزة إلى صالح عبدالله مسعود.. وهذا ما يدفعني إلى مزيد من التحدي الشريف.. أما جائزة النص فأخذها مني استاذي ومعلمي ناجي الحاي». ويقول الفنان مرعي، حول الخلط بين التجريب والعبث في المسرح: بعد مايرخولد، وبريشت، وتجارب مسرح ما بعد الحداثة، والدراماتورجيا، وما بعدها.. وكل الدعوات التي أرادت تحويل المسرح إلى صورة وحركة، وتقريبه من المشهدية السينمائية، عاد الجميع لكي يؤكد على الاصل.. ولن يخرج المسرحيون في العالم عن المبدأ الارسطي وثلاثية الحدث، الزمان، المكان وتراتيبية الحبكة المسرحية.. وستحدث محاولات للخروج عن هذا التابو، وهذه الاصولية الفنية، لكن سيبقى لب العملية المسرحية، كما هو، لكي يبقى المسرح مسرحاً خالصاً، له مواصفاته الخاصة. وعن نقده الحاد للجان تحكيم المهرجانات، يقول الحليان: لا يمكن أن تتفق التقييمات بين لجنة تحكيم وأخرى.. فالمسألة نسبية، لانك تتعاطى مع ابداع لحظي يحدث أمامك.. والعرض المسرحي ربما يكون قويا أثناء التدريبات ويخفق في العرض الرئيس، والعكس صحيح.. الامر نسبي. وكل مجموعة محكمين تسيطر عليهم حالة اللحظة التي يتلقون فيها العرض.. والمفرح في الدورة الأخيرة لأيام الشارقة المسرحية، هو التنوع في الفرجة والعدد المشارك من العروض والاسماء أيضاً. وأخيراً يقول الفنان المسرحي مرعي الحليان: إذا اقنعت نفسي أنني حققت شيئاً ثميناً ومهماً، فذلك يعني أنني أعلن نهايتي، لأن الابداع عالم سرمدي لا حدود له، ولا يمكن ان يصل أي أحد إلى قمة الابداع.. وإن كانت فهي قمم خادعة، فالانسان يبدع، ويستمر في محاولة منه للوصول إلى الكمال، لكن لا كمال في ما لا نهاية له.. فانت تجتهد وتقدم اعمالاً ملفتة للنظر، لكن هنالك دائماً ما هو ساحر، وأعمق، ومؤثر ومثير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©