مواجهات دامية في الجبل وجنبلاط يفوض أرسلان تسليم المنطقة للجيش

اندلعت اشتباكات عنيفة امس بين انصار ''الحزب التقدمي الاشتراكي'' احد اطراف الاكثرية البرلمانية وانصار المعارضة في جبل لبنان شهدت للمرة الاولى استخدام المدفعية الثقيلة مما اسفر وفق حصيلة اولية عن سقوط 5 قتلى بما يرفع حصيلة المواجهات منذ اندلاعها الاربعاء الماضي باجتياح المعارضة بقيادة ''حزب الله'' شوارع بيروت وما تبعها من صدامات في الشمال الجنوب والبقاع الى 49 قتيلا و164 جريحا على الاقل· واندلعت اشتباكات الجبل في وقت كان الجيش اللبناني يعزز انتشاره في طرابلس وعكار التي شهدت هدوءا حذرا بعد المواجهات الدامية خلال الايام الماضية بين انصار ''تيار المستقبل'' وانصار المعارضة· في وقت شهدت بيروت غيابا ملحوظا للمظاهر المسلحة لكن وسط استمرار المعارضة بقطع الطرقات الرئيسية لاسيما طريق مطار رفيق الحريري الدولي· وسارع رئيس الحزب التقدمي النائب وليد جنبلاط الى تفويض خصمه الدرزي رئيس الحزب ''الديمقراطي اللبناني'' طلال ارسلان بإجراء اتصالات مع المعارضة وخصوصا مع ''حزب الله'' لتسليم مناطق الجبل والسلاح الى الجيش اللبناني قائلا ''ان ايام الحرب الأهلية ولت''· وطالب جنبلاط الامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله الا يجعل بني معروف (الطائفة الدرزية) تدفع ثمن ''ثأر شخصي لخلاف سياسي'' عليه والقبول بالتعاون بناء على التفويض الذي اعطاه الى ارسلان· وتخوف جنبلاط من ان يكون انصار له يحاولون الانتقال من منطقة الشوف المجاورة الى عاليه للمشاركة في المعارك، وقال ''اقول للذين ربما أتوا من الجبل او الشوف ان لا خوف ولا خطر نعمل على حصر الموضوع من اجل ان نحافظ على العيش المشترك''· وأكد ارسلان أن ''حزب'' الله لن يدخل إلى المناطق الدرزية وأن الجيش وحده من سيدخل إليها، داعيا المشايخ الدروز للعب دور في ''لملمة الناس من الشوارع''· وقال انه يجري اتصالات مع قيادة الجيش لنشر قواتها في المنطقة وهو ما حدث ليلا ببداية انتشار الوحدات العسكرية في عاليه والشويفات احد مداخل الجبل· وكان احتدم القتال العنيف بين انصار جنبلاط والمعارضة والذي انهار امام اتفاقين لوقف اطلاق النار في عاليه وكيفون وبيصور وعيتات والقماطية والشويفات حيث اشارت مصادر امنية الى سقوط 5 قتلى على الاقل واصابة 12 بجروح· وقالت المصادر ان مقاتلي ''حزب الله'' سيطروا على عدد من القرى التي تصاعدت فيها سحب الدخان وسط تلال اشجار الصنوبر· وذكر تلفزيون ''المنار'' أن مناصري جنبلاط أخلوا قرى شملان وقبر شمون وسوق الغرب وتلة ،888 كما سلموا أسلحتهم في الشويفات· واضافت ان انصار ارسلان والحزب ''السوري القومي الاجتماعي'' وتيار ''التوحيد اللبناني'' تمكنوا من طرد مناصري جنبلاط من صوفر· فيما طالب النائب السابق فيصل الداوود عناصر جنبلاط بتسليم أسلحتهم ومراكزهم في حاصبيا وراشيا· ووصف وزير الاعلام غازي العريضي الذي احترق منزله في بيصور خلال المواجهات الموقف بأنه خطير للغاية، داعيا الى وقف حمام الدم قبل خروج الوضع عن السيطرة والدخول فى المجهول· واعرب عن امله بنجاح ارسلان في مهمته لأن ليس امامه الا النجاح من خلال تواصله مع نصر الله''· وقال ''مهما جرى اؤكد ان بيتي كان دائما بيت مقاومة وسيبقى مفتوحا لكل المقاومين الشرفاء''· وجابت وحدات الجيش اللبناني امس شوارع بيروت بعد انسحاب مقاتلي ''حزب الله'' من المناطق التي كانوا سيطروا عليها· وأقام مئات الجنود المدعومين بالسيارات المدرعة حواجز طرق واتخذوا مواقعهم في الشوارع التي اختفى منها تقريبا المسلحون وان كان بعضهم أبقى حواجزه في بعض الطرق الرئيسية مما أدى لاستمرار إغلاق مطار ومرفأ بيروت· واتهم ''تيار المستقبل'' امس في بيان ''حزب الله'' واعوانه بالسعي الى ''تحويل بيروت الى بغداد ثانية''· واوضح ان ميليشيات حزب الله وملحقاته يتلطون وراء عملاء الاستخبارات السورية لينفذوا عمليات الاعتداء على حريات المواطنين واهانتهم واعتقالهم''، معددا احياء منها الزيدانية ساقية الجنزير عائشة بكار عين المريسة· واضاف ''ان المعتدين على السلم الاهلي وبعد مرور خمسة ايام على جهادهم في العاصمة وضد اهليها يأبون الا ان يستكملوا السعي الى تحويل بيروت إلى بغداد ثانية وزرع الفتنة المذهبية''· وهدأت الاشتباكات المسلحة التي شهدتها طرابلس في شمال لبنان بين انصار الاكثرية والمعارضة لاسيما مع بدء وحدات الجيش بالانتشار في منطقة المواجهات· وقال مصدر امني ان امرأة قتلت في منزلها في الاشتباكات التي اندلعت ليل اول من امس بين منطقتي باب التبانة القبة ومنطقة بعل محسن والتي دفعت الى نزوح حوالى سبعة آلاف شخص· وذكر مصدر في الصليب الاحمر اللبناني انه عثر على جثة رجل مجهول الهوية مقتولاً بالرصاص داخل قارب صيد اسماك على شاطئ خلدة مدخل مدينة بيروت الجنوبي، يعتقد انه من ''حزب الله'' الذي كان تسلم جثتين قبل يومين اتهم عناصر جنبلاط بخطفهما وقتلهما· وفي البقاع تمكنت وحدات الجيش من اعادة فتح طريق ضهر البيدر الدولية باتجاه بيروت، بعد انسحاب مسلحي الاكثرية والمعارضة، في حين فشلت مفاوضات قادها الجيش في اعادة فتح طريق المصنع الدولية بعدما اصر انصار ''تيار المستقبل'' على شرطهم بأن اعادة فتح الطريق، سيكون مقابل فك الحصار الذي يفرضه ''حزب الله'' على المطار والمرفأ في بيروت·