الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدربون المواطنون: نريد حلاً

المدربون المواطنون: نريد حلاً
28 فبراير 2015 21:50
فتح الدكتور عبد الله مسفر ملف المدرب المواطن، في حواره الذي أدلى به أمس لصحيفة «الاتحاد»، عندما تحدث بصراحته المعهودة، عن نوع العلاقة بين الأندية والمدربين المواطنين، وقال إن إدارات الأندية ما زالت تعتقد أن المدرب المواطن ما زال جاهلاً، ولا تمنحه الثقة، وتلجأ إليه عند الضرورة، رغم وجود عدد كبير من المدربين المواطنين المؤهلين، والحاصلين على أعلى الشهادات والدراسات. ووجدت كلمات مسفر صداها في المدى، وتوالت لها ردود فعل واسعة عند كل زملائه المدربين المواطنين الذين تفاعلوا مع الأمر، خصوصاً أنهم لا يتركون مناسبة في تأهيل أنفسهم، والتسلح بالدورات المتقدمة، في حين أن فرص الأندية ما زالت «محلك سر»، وحرصنا على أن نفعل القضية، وأن نطرحها للرأي العام من زاوية جديدة، تركز على حقوق المدرب المواطن في الحصول على الفرصة المناسبة، بشرط أن يكون مؤهلاً، وواجبات الأندية والمؤسسات الرياضية، في دعم مسيرته المهنية من أجل تطوير مستواه، خاصة أن اتحاد الكرة نفسه يتبنى الموضوع، ويركز على تعيين الكفاءات الوطنية المميزة على رأس المنتخبات الوطنية المختلفة. أمين الدوبلي (أبوظبي) في البداية، يقول عبد الحميد المستكي المستشار الفني لأكاديمية كرة القدم بنادي الجزيرة إنه منذ أن كان لاعباً بفريق العين، وبعد أن تحول إلى عالم التدريب، وبدأ مشواره مدرباً مواطناً، وجد كل الدعم والمساندة والثقة من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، رئيس مجلس إدارة نادي العين، لافتاً إلى أن كل المهام التي أسندت إليه لتدريب فرق المراحل السنية بنادي العين، كانت بأمر من سموه، خاصة تلك التي تضم لاعبين متميزين ينتظر انتقالهم إلى الفريق الأول. وأضاف: «أصدر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، قراراً يقضي بأن يكون مساعد مدرب الفريق الأول في جميع أندية دبي من المدربين المواطنين، وهو ما يحدث اليوم في الجزيرة الذي يمضي في الاتجاه نفسه، وطالما القيادات الرياضية العليا أعطت المدرب المواطن حقه، ووضعت فيه الثقة، يجب على إدارات الأندية أن تحذو حذوها، خاصة أن لدينا أكثر من 40 مدرباً مواطناً مؤهلاً يحملون الشهادة في التدريب». وأضاف: «هناك بالفعل عدم ثقة من إدارات الأندية في المدرب المواطن، لدرجة أطلقوا عليه «مدرب طوارئ»، يستعينون به لأيام معدودة، قبل التعاقد مع المدرب الأجنبي، ولكن إذا قدر لمدرب الطوارئ أن ينقذك، فمن باب أولى أن تقف بجانبه وتدعمه، ويجب عليك أن تكافئه على نجاحه، وتمنحه كامل الثقة في مهمته مع الفريق الأول، وكلنا نعرف أن طبيب الطوارئ يكون في العادة الأكثر خبرة وكفاءة، لأنه لو أنقذ المريض في الوقت المناسب تسير أموره بخير بعد ذلك». ومن جانبه، أشار عيد باروت المدير الفني لفريق الشعب إلى أن المدرب المواطن عبر عن نفسه بشجاعة في الكثير من المناسبات، عندما أعطي الفرصة، والدكتور مسفر نفسه، عندما أتيحت له الفرصة في الظفرة، حقق نجاحاً عجز عن تحقيقه من جاء بعده، وقال «زميلنا سالم العرفي أيضاً قاد بني ياس إلى حصد بطولة مهمة لم يسبق لـ «السماوي» أن حققها، ولدينا حالياً الكابتن مهدي علي يقود المنتخب الأول باقتدار، والصفحات المشرفة كثيرة في سجل المدربين المواطنين، لكنها كلها تحتاج إلى الدعم من إدارات الأندية». وقال: «للعلم كل الدول تمنح مدربيها الفرص، وكل الدوريات المتطورة أغلبها تعج بالمدربين المواطنين، من أبناء بلدانهم، والأندية عليها مسؤولية كبيرة، في أن تسهم في تكوين خبرات الكادر البشري التدريبي الإماراتي، عندما يسلح نفسه بالعلم، ويجب ألا تحكم عليه بالإعدام بعد أول تجربة، خصوصاً أن المدرب من الوارد أن ينجح في مكان، ولا ينجح في آخر، وأن ينجح في مرحلة، ولا ينجح في أخرى، وأنا أتساءل إن لم يحصل أبناؤنا وزملاؤنا المواطنون على فرصهم في أنديتنا فهل يحصلون عليها فوق القمر؟». وقال باروت: «ليس بالضرورة أن يكون المدرب المواطن لديه عصا سحرية بأن يفعل المستحيل بمجرد تولي المسؤولية، ولابد أن نضع نسبة للنجاح، ومقابلها نسبة أخرى لعدم النجاح، لكن الهدف الأساسي والتوجه، لابد أن يكون موجود بدافع وطني لدى أنديتنا، وهو الدفع بالمدربين المواطنين، كلما كانت الفرصة متاحة، ولدي اقتراح أتمنى أن يجد صداه، وهو أن نعطي الفرصة في الموسم القادم أو بعد القادم، في كل أنديتنا للمدربين المواطنين، لقيادة الفريق الأول في كل الأندية، ثم نحاسبهم في نهاية الموسم، وأنا على ثقة بأنهم لن يقلوا عن الأجانب، وأنا لا أقلل من قيمة المدربين الأجانب، بل بالعكس أنا أعترف بأننا اكتسبنا الكثير من الخبرات منهم، وربما يكون أغلبهم مميزين». وقال: كانت لدينا تجربة في عام 2010 تبناها الاتحاد في عهد محمد خلفان الرميثي، حينما أعلن أن 2010 هو عام المدرب المواطن، وبدأ في أن يمنح له الفرص، ولا أعرف لماذا اختفت تلك المبادرات، خصوصاً أن المدربين المواطنين في تحسن مستمر، وأنهم يحققون نجاحات على الأصعدة كافة، وأقول للجميع امنحوا المدرب المواطن الفرصة ثم حاسبوه. ويرى سليم عبد الرحمن المدرب المساعد بنادي الوصل أنه لابد لأنديتنا أن تمنح للمدرب المواطن فرصته الكاملة، مسترشداً في ذلك بما يقوم به اتحاد الكرة، قائلاً: «رأس الهرم الكروي في الدولة يمنح الفرصة كاملة للمدرب المواطن، وأثبت هؤلاء المدربون كفاءتهم العالية، ولكن ما يحدث في الأندية يسير عكس ذلك، وهنا لابد من وقفة مع أطراف مختلفة، حيث يتطلب الأمر أيضاً أن يقوم المدرب المواطن بتهيئة نفسه لهذا الوضع، من خلال الحصول على دورات تدريبية متنوعة لكي يكون مؤهلاً بشكل كبير لمهمة تدريب الفريق الأول». وقال: «عملت لموسمين متتاليين مع الوصل، وتعاملت مع 4 مدربين خلال هذه الفترة، اثنان في الموسم الماضي وهما الفرنسي لوران بانيد، والأرجنتيني هيكتور كوبر، وفي الموسم الجاري مع البرازيلي كامبوس، وحالياً مع الأرجنتيني جابرييل كالديرون، ومن هذه المدارس المختلفة لدي خبرات متنوعة منهم، وتحملت المسؤولية بشكل طارئ على فترات من الاستغناء عن المدربين، والعمل مدرب طوارئ يختلف بالطبع، ولكنها بالنسبة لي خبرات مهمة في مسيرتي التدريبية». وأشاد سليم عبد الرحمن بما يشاهده من مدربينا المواطنين، قائلاً: «أثبت المدرب المواطن كفاءة عالية، والدليل ما شاهدناه من مهدي علي مع منتخبنا الوطني وكذلك د.عبد الله مسفر، وعيد باروت، ولابد من زيادة الاهتمام بالمدرب المواطن سواء من إدارات الأندية أو من خلال المدربين أنفسهم». وانتقل سليم إلى نقطة أخرى، قائلاً: لست أدري لماذا لا يوجد المدرب المواطن بالشكل المناسب والكافي في دوري الدرجة الأولى، خصوصاً أن هذا الموضوع سوف يقلل تكاليف أندية الدرجة الأولى، كما أن وجود مدرب مواطن يسهل التعامل السريع مع اللاعبين. ماجد سالم: المدرب المواطن مظلوم لأن دوره «طوارئ» محمد سيد أحمد (أبوظبي) يرى ماجد سالم مدرب فريق 18 سنة بنادي الوحدة، والذي تسلم مهمة طارئة مع الفريق الأول بالنادي، بعد إقالة البرتغالي بيسيرو، أن المدرب المواطن مظلوم، وأن دوره يقتصر فقط على المهمات الطارئة، أو مع فرق المراحل السنية. وقال: «خضت تجربتين قصيرتين جداً مع الفريق الأول «خلال موسمين»، لكنني استفدت منهما كثيراً، لأن العمل مع الفريق الأول مختلف، من حيث الضغوط، والتركيز الإعلامي، والمدرب المواطن ما لم يمنح الفرصة كاملة للعمل والثقة الكبيرة، والدعم الكامل من إدارات الأندية، ستظل الحال على ما هي عليه، كما قال الدكتور مسفر، وبالمناسبة هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، بل هي قديمة جداً، وصحيح أن العمل مع الأندية الكبيرة يختلف عن الصغيرة، لكن قناعتي أن المدرب المواطن لا يقل عن نظيره الأجنبي، هو فقط يحتاج لأن يكتسب الخبرة، وهذا لا يتأتى، إلا بوجود الفرصة الحقيقية التي تجعل خبرته تتراكم، ويتطور أكثر في هذا المجال». وأضاف: «الأمر يحتاج إلى شجاعة من المدربين المواطنين، إذا وجد الدعم من الإدارات، ولا بد أن يثبت بأنه يستحق الفرصة، بتجويد العمل، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لا يوجد اختلاف بين ما نقوم به مع فرقنا في المراحل السنية، أو بين الفريق الأول، باستثناء بعض التفاصيل الصغيرة، لذلك لا يوجد مدرب مواطن جيد غير قادر على العمل مع الفريق الأول، ومتى ما سنحت له الفرصة، ووجد الدعم سواء منحه الوقت الكافي، ودعم الفريق بعناصر متميزة، فهو قادر على الإبداع في الجوانب الخططية والتكتيكية وقيادة الفريق بالشكل المطلوب». النمر: أصبحنا مؤهلين للتدريب في «المحترفين» عماد النمر (الشارقة) اتفق عبد المجيد النمر مدرب كرة القدم السابق بنادي الشارقة مع الآراء السابقة، وأكد أن المدرب المواطن لم يأخذ حقه في الأندية، حتى الآن، رغم النجاحات التي حققها المدربون في الفرق التي تولوا فيها المسؤولية، وقال إن المدرب مهدي علي يعتبر أفضل نموذج للمدرب المواطن، وأنه حقق نجاحات غير مسبوقة، وأن الدكتور مسفر نموذج آخر ناجح، وغيرهم العديد من أكفأ المدربين المواطنين، لكن إدارات الأندية لا تلتفت إلى المدرب المواطن، إلا عند الأزمات، ولفترة محددة، لحين التعاقد مع مدرب أجنبي، رغم نجاح المدرب المواطن في مهمته التي أوكلت إليه، وأوضح أن المدرب المواطن أصبح مؤهلاً لتولى مسؤولية فرق دوري المحترفين، بعد حصول 17 مدرباً مواطناً على أعلى رخصة للمحترفين، من الاتحاد الآسيوي، وهي آخر الشهادات في عالم التدريب، وأنه أصبح أول مدرب شرقاوي يحصل على رخصة تدريب المحترفين، موضحاً أن العديد من المدربين، تولوا مسؤولية فرق في وضعية صعبة، وتنافس على الهبوط، ونجحوا في مهمتهم، لكن تم الاستغناء عن خدماتهم بعد ذلك، تأكيداً لنظرة البعض أن المدرب المواطن للطوارئ فقط. وطالب إدارات الأندية بإعطاء الفرصة للمدرب المواطن صاحب الشهادات، من أجل اكتساب الخبرات، لكون الشهادة وحدها لا تكفي لنجاح المدرب، الذي يحتاج إلى ممارسة العمل، حتى يصل للخبرات المطلوبة. العرفي: «المواطن» لا يقل شأناً عن «الأجنبي» عبد الله القواسمة (أبوظبي) قال سالم العرفي عضو الجهاز الفني لفريق بني ياس، إن المدرب المواطن لا يقل شأناً عن المدرب الأجنبي، فيما يتعلق بالخبرات الفنية، والقدرة على شغل موقع مؤثر في الأجهزة الفنية الخاصة بالأندية، لافتاً إلى أن عدم تقدم المدربين المواطنين، لشغل موقع الصدارة في أندية المحترفين، في بعض الأحيان، لا يعود إلى عدم ثقة الأندية بهم بالدرجة الأولى، بل إلى ظروف المدربين أنفسهم، وغالبيتهم على حد وصفه مرتبطين بوظائفهم الخاصة، وغير متفرغين، وهو ما يعد أحد متطلبات النجاح الرئيسية، كما أنهم لا يملكون الجرأة على التضحية بوظائفهم الخاصة في سبيل التفرغ للتدرب، لأنه لا وجود للآمان الوظيفي في عالم كرة القدم، ومهنة التدريب مرتبطة دائماً بالنتائج التي تؤدي بالمدرب إلى خسارة وظيفته ومصدر رزقه. ويرى سالم العرفي أن تعزيز حضور المدرب المواطن في الأندية يتطلب منحه هامشاً مريحاً للعمل في مهنة التدرب، بعيداً عن الضغوطات الوظيفية، ومن هنا فإن الكرة ستكون في ملعب الأندية، والتي من مصلحتها استقطاب المدربين المواطنين، خاصة أنهم أكثر خبرة ودراية في شؤون كرة القدم المحلية وقدرات اللاعبين. واعتبر سالم العرفي أن تجربته مع بني ياس تدل على مدى الخبرات، التي يضطلع بها المدرب المواطن، بعدما سبق له، وأن قاد الفريق إلى احتلال المركز الرابع ببطولة الدوري إلى جانب الفوز بلقب البطولة الخليجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©