سوق السفر العربي يختتم فعالياته في دبي

اختتم سوق السفر العربي ''الملتقى ''2008 فعاليات دورته الخامسة عشرة أمس بعد أربعة ايام في الوقت الذي طلب فيه أكثر من 20% من المشاركين حجز مساحات لهم في الدورة القادمة ·2009 وأكد عدد من المشاركين أن المعرض، الذي أنهى أعمال أمس بمشاركة 2208 عارضين من 70 دولة، بدأ من العام الجاري التوجه بقوة نحو التخصص في السياحة والسفر، خاصة بعد خروج شركات التطوير العقاري والسياحي منه الى معرض الاستثمار السياحي والفندقي الذي بدأ دورته الأولى قبل ثلاثة أشهر، لافتين الى أن السمة العامة لسوق السفر هذا العام، توجه العارضين نحو المعارض الأكثر تخصصا، ليصبح الملتقى منصة سياحية ذات خصوصية· وتوقع المنظمون أن يصل العدد النهائي لزوار المعرض الى ما يقارب 20 ألف زائر خاصة مع تخصيص اليوم الأخير ''الجمعة'' للجمهور، كما توقع المنظمون أن يستقطب المعرض في عامه المقبل عارضين جددا وأجنحة وطنية، لاتخاذ المعرض نقطة انطلاق لأسواق العالم، والتعرف على الفرص السياحية المتاحة إقليميا· وقال تيم ماكلوم مدير شركة تسونان للسياحة البريطانية لـ ''الاتحاد'': أعتقد أن السوق العربي يمثل منصة سياحية لسوق الشرق الأوسط وآسيا بما في ذلك آسيا الوسطى وجنوب شرق اسيا، وأفريقيا، والتي تمثل نقاط استقطاب وتصدير سياحة مهمة للعديد من الوجهات· ولفت الى أن سوق السفر يتجه لنوع من التخصص ليصبح منصة سفر وسياحة، بشكل رئيسي وهو ما يدعم ويعزز القطاع السياحي عامة· وقال ''إن شركات العقارات كانت تسيطر على جانب كبير من المعرض في سنواته الاخيرة، وربما كانت تحصد ما بين 30% الى 40% من المساحات، ولاحظنا أن الصورة اختلفت تماما هذا العام· وأشار تيم الى أن شركات الطيران والناقلات الجوية أصبحت تتجه للمعارض المتخصصة أكثر، وذلك بالتوازي مع ما قامت به شركات التطوير العقاري، ودفع كل هذا سوق السفر الى دخول المتخصصين وتركيز نشاطهم على التعريف بالمنتجات السياحية والفندقية، والخدمات السياحية المباشرة· ويشير فرانك أدميان مسؤول السياحة في هيئة السياحة السنغافورية في تصريحات لـ ''الاتحاد'' الى أن مشاركات قطاع الطيران اقتصر على شركات العطلات، أو أجنحة صغيرة ضمن مشاركات بلدانها، وأصبح التواجد المكثف للمنظمين السياحيين وصناع السفر والسياحة والعطلات· ونوه الى أن هذا التحول جيد ويدفع بسوق السفر الى مرحلة جديدة بعد 15 عاما من النشاط، خاصة بعد وجود منصات جديدة للمشاركين من القطاعات الأخرى للتعريف بمنتجاتهم· وقال علي بومنصر نائب الرئيس لشركة نت تورز: لا شك أن هذا ملمح جديد ومهم في سوق السفر العربي وربما لم يلحظه الا المتابعون للمعرض، فهذا العام لاحظنا هدوءا غير عادي في المعرض، وتركز الزوار المعنيين بالقطاع السياحي، وهذا يحقق نتائج جيدة جدا· وقال: أعتقد أن النتائج في مناخ متخصص ستكون أكثر فائدة لجميع الأطراف، فمن يريد العقارات بما فيها ذات الصلة بالسياحة سيجدها في معرض الاستثمار الفندقي، ومن يريد طيرانا سيجده في معرض دبي للطيران، والسياحة تبقى في سوق السفر· ويرى جورج موسى رئيس مجموعة ''بلانيت'' أن سوق السفر في عامه الخامس عشر دخل في اتجاه التخصص، ففي السنوات الماضية كان من بين كل خمس زوار يسأل ثلاثة عن مشروعات عقارية، واثنان وربما أقل يسألان عن عروض ومنتجات سياحية، إلا أن الصورة اختلفت هذا العام فيكاد يكون كل الزوار مهتمين بالقطاع السياحي بمختلف منتجاته، وهذا ما كنا نتمناه حتى نحقق الهدف من المشاركة· وقال: لا ضير من التعريف بمنتجات أخرى حتى لو كانت عقارية بشرط أن تكون ذات صلة بالسياحة مثل الفنادق، وبشرط أن لا يطغى ذلك على النمط السياحي العام· وأوضح أن السوق بها الآن العديد من الفعاليات والمعارض التي توفر منصة للقطاع العقاري الفندقي مثل معرض الاستثمار السياحي والفندقي· وذكر جورج موسى: لا شك أن التخصص في معرض سوق السفر العربي، سيدفع بالحدث الى مزيد من التطور في السنوات القادمة، بل ستزيد الشركات من حجم مشاركتها، والمساحات· ولفت الى أن انتقال المعرض في السنوات القادمة الى مدينة المعارض بدبي اللوجستية في دبي وورلد سنترال بجبل علي سيوفر مساحات أكبر لحرية أعلى من الحركة داخل المعرض· وقال طارق شريف المدير الاقليمي للمبيعات والتسوق في فنادق: لاحظا فعلا هذا التحول في المعرض، والذي انعكس على مساحات الممرات بين الأجنحة، وطبيعة الزوار وأسئلتهم، كما أتاح لنا عقد العديد من اللقاءات مع أصحاب المصلحة الحقيقيين، والتفاوض على عقود مباشرة لنزلاء الفنادق، أو من خلال إبرام عقود خاصة لإدارة فنادق داخل وخارج الدولة· وأشار الى أن السوق شهدت معرضا جديدا متخصصا في سياحة وسفر رجال الأعمال، وبدأ دورته الأولى في أكتوبر من العام الماضي، ويدخل دورته الثانية في الربع الأخير من العام الجاري، وهو ما أتاح مجالا جديدا لمفهوم أكثر تخصصا في القطاع السياحي والسفر· وأشار سيمون بريس مدير معرض سوق السفر العربي في شركة ''ريد ترافيل اكزيبيشنز'' الى أن الحدث سجل أرقاما قياسية في عدد الزوار كما استقطب أعدادا أكبر من كبار الشخصيات، وهو ما يعكس المؤشرات الإيجابية لمكانة الملتقى كمنصة تجمع المشترين وشركات السفر والسياحة والوجهات من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات والآراء وإبرام صفقات واتفاقيات مشتركة· وتوقع أن يحقق المعرض المقبل عددا جديدا في المشاركين، ليتجاوز 2300 عارض، مقابل 2208 عارضين من 70 دولة في الدورة الخامسة عشرة المنتهية، خاصة مع طلبات الحجوزات التي تتلقاها شركة ''ريد ترافيل اكزيبيشنز'' المنظمة للحدث، كما أن زوار المعرض سيسجلون ما بين 17 إلى 20 ألف زائر· وشدد على أهمية دعوة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لطيران الامارات خلال افتتاح المعرض إلى إيجاد تنسيق أكبر بين المنتجات والخدمات السياحية في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أهمية هذه الخطوة في استمرارية مستويات نمو القطاع· ونوه الى أن المشاركات في المعرض تعكس حجم التطور الذي يشهده قطاع السياحة في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يعزز من أهمية دعوة سمو الشيخ أحمد بن سعيد لاتخاذ خطوات جادة وواضحة للتكامل بين الخطط والبرامج السياحية الإقليمية لضمان توافق الاستراتيجيات والمنتجات المُقدمة للسياح في مختلف دول المنطقة· ويذكر أن المعرض تضمن 15 ندوة متخصصة وذلك للمرة الأولى تناولت أهم القضايا والتحديات بما في ذلك الموارد البشرية، ومبادرات السياحة العلاجية، واستراتيجيات التوظيف والتعويضات في صناعة الفندقة وخدمات الضيافة في منطقة الشرق الأوسط، ومستقبل وكلاء السفر، ومنصات حجز الرحلات الجوية إلكترونيا، وتقنيات التسويق عبر الانترنت·