الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منتجات قطر التراثية تُنعش الأسواق القديمة وتحفظ الهوية

منتجات قطر التراثية تُنعش الأسواق القديمة وتحفظ الهوية
21 يونيو 2009 01:25
يدعو التوجه الرسمي في دولة قطر إلى الحفاظ على الموروث الحضاري والشعبي من خلال إعادة تنسيقه وبث الحياة فيه ليتعايش معه الناس في واقعهم الحالي، مكرسين للعادات والتقاليد والمحافظة على القيم الأصيلة، وإنعاش ماضي المأكولات والأزياء والفنون الشعبية والأسواق والأماكن التراثية، وذلك حرصا على الهوية العربية الخليجية الخاصة بالشعب والبلاد، دون أن تجرفها أمواج التغيير والتغريب والعولمة في عصر السرعة والانفتاح الاقتصادي الذي تشهده البلدان الخليجية. التعلق بالجذور إن التركيز على التراث يدعم جهود المحافظة عليه، ويديم الأصالة حاضرة على أرض الواقع، فلا توجد حاجة مثلا للسكن في البيوت القديمة أو الاعتماد على المصنوعات التقليدية، لكن الهدف هو الإبقاء على الهوية الثقافية والاجتماعية.. لذلك يجد الزائر للدوحة مدى الاهتمام بهذا الجانب، بحيث يشهد تطورا عمرانيا يتمثل في البنى التحتية والمرافق العصرية والعمارات الشاهقة بطراز حديث، وأبراج ذات واجهات زجاجية، وفنادق ضخمة ومنشآت عامة حديثة. وفي الجانب الآخر من شاطئ البحر على بعد بضعة كيلو مترات يرى منطقة الأسواق مرورا بتشكيل سوق «واقف» القديم الجديد. وانتهاء بتشييد «مؤسسة الحي الثقافي» التي تضم مساحة من الأندية والمراكز التي تهتم بجوانب الموروثات الشعبية، وإلى هذا وذاك إعادة تأهيل متاحف قطر وإنشاء المؤسسات التي تعنى بالتراث عناية فائقة وإشهار مركز للإبداع الشعبي من قبل الهيئة العامة للشباب، ومبان مصممة على الطراز المحلي التقليدي، كما أن الحفاظ على الزي المحلي هو أمر مهم، يجعل المواطن متعلقا بجذوره ومرتبطا بإرثه التاريخي الذي كونته السنوات. إرث كبير من هذا المنطلق يقول السيد حمد المهندس- المسؤول في مركز الإبداع الشعبي التابع لوزارة الثقافة: «إن الحفاظ على الهوية الوطنية يتركز في الاهتمام بالتراث الشعبي، ويأتي ذلك بإعادة تأهيل الأسواق والحرف والقلاع والأحياء القديمة، وهذا الأمر هو شاهد عيان على الحضارة والإرث الكبير الذي ورثناه ولا بد لنا أن نبرزه ونهتم به ونحافظ عليه، وهناك اهتمام ورعاية بالغة في هذه المسألة لتكوين ملامح وخصوصية لمجتمعنا لا تتأثر بالتغيير، لذلك من المفروض أن يكون هناك نوع من الاهتمام التربوي التعليمي في هذا الجانب بصورة موسعة عن صورة الوضع الراهن الذي يقدم التراث بصورة متواضعة حية، وقد أنشأت الدولة عدة مراكز للحفاظ على التراث الشعبي بما فيه الفنون والحرف الشعبية، وهذه الحرف قد تندثر وتنقرض لو لم يتم وضع اهتمام رسمي فيها وللأشخاص الذين يصنعونها». محاضرات في التراث تعمل الدولة للمحافظة على التراث الشعبي، وتقيم مجموعة برامج وأنشطة لدعم التراث، يشير إليها خليفة السيد- باحث تراثي: «نقدم محاضرات تخصصية في مجال التراث للشباب كي يطلعوا على تراثهم ومآثر أسلافهم الراحلين، وهناك دعم للحرف التقليدية المتعددة، واهتمام ملحوظ بالموروث الشعبي من خلال التركيز عليه للحفاظ على الهوية الوطنية، فتقام مهرجانات وفعاليات تهتم بهذا الجانب المهم في حياتنا الذي لا بد أن نبقى محافظين عليه». وفيما يتصل بالمهن القديمة والمصنوعات التقليدية، يقول السيد: «نحن كباحثين في مجال التراث نقدم أفكارا للزائرين حول أهم المصنوعات والأشياء التراثية الأكثر شيوعا في المجتمع القطري ومنها صيد اللؤلؤ وتاريخ ومراحل تطور عمليات صيد اللؤلؤ وأنواعه، وما يصاحب رحلات الغوص من مفارقات ومخاطر أحيانا، وكيفية التعرف على اللؤلؤ وإخراجه من المحارة، وكيف يمكن احتساب عمر المحارة وكل ما يتعلق برحلة الغوص، ودور كل واحد من أفراد السفينة والمسميات المستخدمة لكل منهم، بالإضافة إلى العدد اليدوية والمستلزمات المستخدمة في ذلك الوقت في الغوص». ويضيف: «هناك أيضا مجال المأكولات الشعبية التي تلاقي إقبالا على تناولها من المواطنين والزائرين في المهرجانات، وتعد من قبل مختصين ومختصات في إعدادها، كما أن هناك حرفا لصناعات الملابس، والسجاد والسفن قديما، ولا تزال هذه الصناعات قائمة، ونقدم شرحا موسعا عن العادات مثل العادات في موسم الزواج والعيد، وفي المناسبات العامة، إضافة إلى ذلك الأمثال والألعاب، وكل هذه الأمور تصب في خانة التراث الشعبي، الذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخنا». صناعات رائجة ثمة صناعات قديمة معروفة في قطر، من تلك الصناعات صناعة السجاد، وهي رائجة، وتجلب الخيوط العشبية التي تصنع وتحاك منها السجادة من مناطق في شمال قطر، بحيث تحاك بحسب طلب الزبون. كما أن السيوف القطرية معروفة ومشهورة في كافة دول المنطقة منذ قديم الزمان، وإلى الآن تلقى رواجا عند الناس، وهناك زبائن لها، كما تُمارس بعض الحرف الأخرى يتم الحفاظ عليها ولا تندثر، وتبقى حاضرة وموجودة في حياتنا اليومية ولدى الأبناء من جيل الشباب والأطفال، بما يضمن استمراريتها وعدم أفولها، وهناك صناعات اندثرت أو لم يعد لها وجود، مثل اللؤلؤ وتصنيع أدوات صيده، لأنه لم يعد موجودا ولم يعد هناك غواصون في بحر الخليج بعد ظهور النفط.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©