الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائل إماراتية من نور

17 مايو 2016 23:44
قال الإمام الشافعي منذ قرون «نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيبٌ سوانا. ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ، ولو نطق الزمان لنا هجانا. وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ، ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا». القواسم التي تتشارك فيها دول الربيع العربي وثوراته لا تتباين أو تختلف، بل تتفق إلى حد كبير شكلاً ومضموناً في بداياتها، ولكن ربما تختلف وتتباين في نتائجها الكارثية لما خلفته وتخلفه من دمار.. فموجات المد الثوري هذه كلها وبلا استثناء اندلعت تحمل شعارات نبيلة تنشد التغيير وانضوى تحت لوائها جماهير كثيرة. وشعارها محاربة الفساد والقضاء على ألويته بهدف التغيير الذي هو هدف ومفهوم الثورات عبر التاريخ.. واليوم حين نتطلع إلى المشهد عن كثب نجد أنها كانت شعارات نبيلة ومشروعة استخدمت كوسيلة لأهداف وغايات تخدم مصالح دولية وإقليمية عرفت كيف تستثمر تلك القيم والشعارات والعواطف لأغراض خبيثة.. وخير دليل على تلكم الغايات والأهداف هو مشاهد الفوضى والدمار التي تمتهن الإنسانية ولا تزال كمفهوم حضاري وفكري لتزرع الفتن وتكرس العنصرية بكل أشكالها لتعود بنا قروناً إلى الوراء، فمشاهد الدمار أصبحت حالة يومية كالنشرة الجوية نشاهدها ونسمعها كل صباح ومساء. من هنا لا بد أن نتطلع من حولنا لنعلم أن غياب مفهوم العدل الاجتماعي وإعلاء قيمة الإنسان كأساس وهدف للبناء والتنمية هو الحصن الذي ينأى بنا عن كل تلك الأنواء والأهواء ورياح السموم الصفراء التي تهب علينا دوماً، وهذا هو النهج الذي انتهجته بعض البلاد لتنأى بنفسها بعيداً عن كل تلك الشرور، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية، فمنذ أكثر من نصف قرن كرست مفهوم العدالة والسلام وبناء الدولة الوطنية ورسخت مفهوم المواطنة والانتماء، وكرست إمكانياتها من أجل البناء والتطوير لمواكبة الحضارة والمدنية بكل أشكالها. واتخذت من موقعها الجغرافي المتميز سبباً لتكون همزة الوصل وطريقاً للتجارة بين آسيا والعالم، ومركز إشعاع حضاري وثقافي يبعث رسائل من نور إلى كل الدنيا تحمل معها معاني السلام، ولهذا كله لم تجد تلك الثورات صدى لها وتكسرت كل أمواجها على شطآن استقرارنا وسواحل أمانينا، فلن تجد بضاعتهم سوقاً لها، فبضاعتهم عندنا هي تبور.. وربيعنا دائم منذ أن خلق الله الأرض وقسم الفصول، وربيعهم زائل وبأمر من الله يزول. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©