إن الجمال منحة ربانية يجب الحفاظ عليها وعدم إهدار معالمها بما لا يسمن ولا يغنى من جوع فالحس الجمالي مقسم بين بنات حواء لكن على المرأة أن تكتشف هذا الحس مع تحقيق التوازن بين جمال الشكل وجمال الخلق والدين فليس كنز المرأة الحقيقي جمال المظهر وأعنى الطبيعي لا المصطنع بألوان شتى من المساحيق الكيميائية التي يظهر خطرها على المدى البعيد أو التفنن بتقليد القصات بأشكال متنوعة.
وجمال المظهر إن لم يدعمه جمال الخلق يصبح بلا قيمة ويجلب الألم والتعاسة لكنى أرى أن الجمال الحقيقي يكمن في جمال الروح وبساطة الطبع فالروح الفضفاضة تفيض بالبهجة والسرور على نفسها ومحيط أسرتها وكل من تعرف لأنها بطبيعتها تتمتع بالبساطة وعذوبة اللسان وحياء التعفف. تسحر بطلاقة وجهها القلب قبل العين لأن تصديق العين للقلب أعظم وأعمق رؤية من تصديق القلب للعين ومعيار الاختيار المعتمد على الأخلاق وذات الدين أدوم وأبقى من معيار الجمال المؤقت فجمال اللسان بطيب الكلم وعذوبة المنطق وجمال العين بحفظها عن المحرم وجمال القلب باطمئنانه وسكونه للاستقامة . إن الجمال ليس حكراً على أحد ولم يحرم منه أحد لكن تحصينه أمر واجب ليظل براقاً على مر السنين ولكم تضفي الأخلاق المحصنة بالأدب والحياء على الوجه كثيراً من الإيحاءات الجمالية والانطباعات النفسية المريحة أضف لذلك الشعور ألا إرادي بالاحترام والتقدير لهذه الأنثى المتوجة بالأخلاق والتي أراحت نفسها من ثقل الأعباء المادية التي تهدر جراء الزينة المصطنعة التي لا طائل من ورائها. تصنيفات الجمال واضحة وعلى المرأة الاختيار من بينها لتشعر بحقيقة جمالها الفطري وتؤصل معنى الأنوثة الصادقة ولن يتأتى ذلك إلا باكتشافها للحس الجمالي بداخلها دون إفراط أوتفريط.
محمد زكريا النجار
عدد اليوم
