الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا تسيطر على عفرين وقواتها تتورط بأعمال نهب

تركيا تسيطر على عفرين وقواتها تتورط بأعمال نهب
19 مارس 2018 08:13
عواصم (وكالات) سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها أمس، على مدينة عفرين في شمال سوريا إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي. وتحدثت أنباء عن تورط القوات التركية والموالين لها في عمليات نهب وحرق المحال التجارية بعفرين، بينما توعد الأكراد بالمواجهة و«ضرب» القوات التركية حتى استعادة كامل المنطقة، في حين زار الرئيس السوري بشار الأسد الجنود السوريين في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والتي استعادت القوات الحكومية السيطرة على أكثر من 80% من مساحتها، وأمهل مقاتلي المعارضة المسلحة ساعات للانسحاب. وانتشر مقاتلون من الجيش السوري الحر الموالي لأنقرة وجنوداً أتراكاً في أحياء عفرين أمس بعد انسحاب المسلحين الأكراد منها، ووقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، فيما أطلق مقاتلون النار في الهواء احتفالاً وهتف آخرون «الله أكبر». ورفع جندي العلم التركي فوق شرفة أحد المباني الرسمية التابعة للإدارة الذاتية الكردية. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيطرة قوات جيشه في عملية «غصن الزيتون» على مركز عفرين، وقال خلال كلمة ألقاها أثناء مشاركته في احتفالات إحياء ذكرى شهداء معارك ولاية «جناق قلعة» غرب تركيا «رموز الأمن والسكينة ترفرف في مركز مدينة عفرين بدلاً عن أعلام الإرهاب، في عفرين الآن ترفرف الأعلام التركية وأعلام الجيش السوري الحر». وفي وقت لاحق، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية لعفرين إن «حربنا ضد الاحتلال التركي دخلت مرحلة جديدة»، مضيفة إن «قواتنا توجد في كل مكان من جغرافيا عفرين، وستقوم هذه القوات بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته في كل فرصة». وأكدت «ستتحول قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم، المقاومة في عفرين ستستمر إلى أن يتم تحرير كل شبر من عفرين». وبعد التقدم الأخير في مدينة عفرين، باتت القوات التركية تسيطر على كامل «إقليم» عفرين الكردي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعمد بعض المقاتلين الموالين لأنقرة، إلى إحراق المتاجر وتدمير تمثال «كاوا الحداد»، الذي يعد رمزاً للشعب الكردي، وقال أحد السكان إنه شاهد مقاتلين يفتحون محال تجارية وينهبون محتوياتها. وأسفر الهجوم التركي منذ نحو شهرين عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي، وفق المرصد الذي أوضح أن «غالبيتهم قتلوا في غارات وقصف مدفعي للقوات التركية». ووثق المرصد مقتل 400 مقاتل من «الحر»، و46 جنديا تركيا، كما قتل 289 مدنياً بينهم 43 طفلاً. وحمل الأكراد التحالف الدولي، جزءاً من المسؤولية لعدم منعه تركيا من شن هجومها، وأكد المرصد أن فرار 250 ألف شخص من عفرين منذ الأربعاء، توجه معظمهم إلى مناطق سيطرة النظام السوري شمال حلب، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن عفرين «بدت شبه خالية من السكان». واتهمت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أمس، روسيا بفتح المجال الجوي «لإبادة شعب عفرين في ظل صمت المجتمع الدولي»، وقالت إن «الهجوم على عفرين بدأ باتفاق مع روسيا وبتواطؤ من قوى إقليمية». وعلى جبهة أخرى، زار الرئيس السوري بشار الأسد أمس، الجنود السوريين في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والتي استعادت القوات الحكومية السيطرة على أكثر من 80% من مساحتها. ونقلت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للأسد وقد تجمع حوله جنود أمام دبابة. وعلى وقع المعارك والقصف، واصل آلاف المدنيين فرارهم من مناطق لا تزال تسيطر عليها الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية باتجاه أخرى تسيطر عليها القوات الحكومية التي فتحت معابر لخروج المدنيين قبل نقلهم إلى مراكز إيواء. وأفاد المرصد أن 15 ألفاً فروا أمس، ليرتفع إلى 65 ألفاً عدد النازحين منذ الخميس. وتزامن خروج المدنيين مع هدوء يسود الغوطة تخلله تحليق طائرات في سماء المنطقة وسقوط قذائف على مناطق في بلدة عين ترما. ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالا تحت سيطرة فصيل «جيش الإسلام»، وحرستا غرباً حيث «حركة أحرار الشام»، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن». وأمهل النظام السوري مقاتلي المعارضة في حرستا ساعات للانسحاب. وكشفت معلومات للمرصد أن هذا الهدوء يأتي في انتظار الوصول إلى إعلان عن الاتفاق الذي من المفترض أنه جرى التوصل إليه بين «فيلق الرحمن» والجانب الروسي، لإخراج مقاتلي «فيلق الرحمن» إلى الشمال السوري، حيث لا يزال يسيطر على كل من عربين وزملكا وعين ترما وأجزاء من حي جوبر الدمشقي. وأكد وائل علوان المتحدث باسم «فيلق الرحمن» من مقره في اسطنبول في تسجيل صوتي، وجود مفاوضات مع وفد من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة. وقال «نقوم بترتيب مفاوضات جادة لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم». وذكر أن موضوع «الخروج» من الغوطة غير مطروح على الطاولة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©