باريس «في ظل الديناصورات» حتى العام المقبل

تشهد باريس بعد غد الأربعاء افتتاح معرض تحت عنوان “في ظل الديناصورات” يستمر حتى 14 فبراير من عام 2011. ولا يقتصر هذا العرض الطويل الذي يتضمن الكثير من الفعاليات والندوات والمحاضرات، على تناول النظريات الموضوعة حتى الآن حول سبب انقراض هذه الحيوانات العملاقة، بل يحاول الخبراء من خلاله أن يتوصلوا إلى الاستنتاج المثير للجدل حول ما إذا كانت الظروف البيئية الراهنة يمكن أن تكون سبباً في انقراض البشر ذاتهم. وتم تقسيم قاعات وصالات العرض إلى أربعة أقسام مستقلة، حمل القسم الأول شعار “العالم قبل 85 مليون عاماً” وضمّ معروضات قيّمة منفّذة في مراكز البحوث وتنقل صورة عن وضع الأرض في ذلك الوقت وتُظهر أنواع الحيوانات التي كانت تعيش إلى جانب الديناصورات العملاقة. وحمل القسم الثاني شعار “الانقراض في العصر الكريتاسي”. وتقول أقوى النظريات وأكثرها قبولاً لدى علماء الجيولوجيا، بأن الأرض تعرّضت في ذلك العصر لهجوم كاسح من النيازك والشهب الآتية من أعماق النظام الشمسي. وأدى هذا الهجوم إلى انتشار سحب الغبار التي حجبت ضوء الشمس عن الأرض وتوقفت بسببها عملية التمثيل الضوئي للنباتات في كافة أصقاع الأرض. وكان من نتيجة ذلك أن حدث انقطاع خطير في الدورة الغذائية أدى إلى انقراض معظم الحيوانات العاشبة الضخمة وعلى رأسها الديناصورات. ويغطي القسم الثالث من صالات المعرض الفترة التي تلت عصر الانقراض وانتشرت فيها الثدييات بما فيها الطلائع البشرية الأولى وتميزت بتنوّع كبير للحيوانات. ويضم القسم الأخير مجسّمات تشرح موقع الإنسان الحديث من بيئته ومدى تأثره بانقراض بعض أنواع الحيوانات الأخرى. ويذكر أن المعرض من تنظيم “المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي” في باريس الذي دأب على تنظيم معارض متوالية لتثقيف الزوار والباحثين بخصائص العديد من أنواع الأحياء والظواهر التي تعرضت لها ومدى تأثير الظروف البيئية والمناخية عليها خلال التاريخ الجيولوجي الطويل. وينطوي المعرض على رؤية تكاد تكون مطابقة للواقع عن حالة البيئة الأرضية خلال العصور السحيقة الماضية، تعبّر عنها مجسّمات وهياكل عظمية بعضها طبيعي والآخر تم بناؤه في مراكز البحوث بالإضافة للتفاصيل التي تظهر أنواع النباتات والحيوانات التي كانت سائدة في مختلف العصور.