يوم الجمعة الماضي، سلّمت وزارة الدفاع الأميركية تقريرها السنوي للكونجرس حول «التطورات الأمنية والعسكرية الخاصة بجمهورية الصين الشعبية». التقرير، الذي يقع في 156 صفحة، يقدم ملخصاً قيّماً للاتجاهات التي لاحظها الجيش الأميركي في الصين، ويستفيض في شرح ملاحظات سابقة قام بها العام الماضي، وتقوم الوثيقة على الملاحظة بشكل رئيسي حيث لا تتضمن سوى القليل من التنبؤات والتوصيات. وفي ما يلي بعض الخلاصات والاستنتاجات التي خرجتُ بها بعد قراءة التقرير قراءة متأنية.
هذا العام، أولى التقرير اهتماماً كبيراً لعملية إعادة التنظيم التاريخية التي تجريها الصين على «جيش التحرير الشعبي» الصيني، فاعتباراً من أواخر العام الماضي، خضع الجيش الصيني لتغييرات تنظيمية كبيرة. وتبعاً لذلك، يسلط التقرير الضوء على تحول «جيش التحرير الشعبي» من مناطقه العسكرية السبع إلى خمسة «مسارح للعمليات»، وإنشاء قوات لجيش «التحرير الشعبي» (أجل، إنشاء جيش لجيش التحرير الشعبي)، وإعادة تسمية سلاح «المدفعية الثاني» التابع لجيش التحرير الشعبي بـ«القوة الصاروخية»، كما يلفت التقرير الانتباه إلى تقرير الدفاع الصيني 2015، الذي حدد دوراً أكبر للبحرية التابعة لجيش «التحرير الشعبي» في المجال البحري مقارنة مع التقارير السابقة.
وعلى غرار تقرير 2015، يلفت تقرير هذه السنة الانتباه إلى بحر جنوب الصين، ويتضمن صوراً بالأقمار الصناعية وخرائط لجزر «سبراتلي» السبع التي طوّرتها الصين وحوّلتها إلى جزر اصطناعية، كما يشير التقرير إلى ما تسمى مقاربة «تقطيع السلامي» الصينية تجاه النزاعات الحدودية البحرية، مجادلًا بأن «الصين تستعمل تكتيكات إكراه لصون مصالحها بطرق مدروسة بعناية بحيث لا تتصاعد إلى حد التسبب في حرب»، كما يلفت «البنتاجون» إلى أن «الصين أظهرت استعداداً لتحمل مستويات مرتفعة من التوتر حفاظاً على مصالحها، وخاصة في بحري جنوب وشرق الصين»، وبخصوص بحر جنوب الصين، يشير التقرير إلى أن كل مهابط الطائرات الصينية هناك (جزيرة وودي إضافة إلى مهابط الطائرات الثلاثة في جزر سبراتلي)، تستطيع «استقبال أي طائرة في الأسطول الصيني».
![]() |
|
![]() |
وثمة أشياء أخرى كثيرة في التقرير لم أتطرق إليها هنا، مثل مناقشة التوازن العسكري على ضفتي مضيق تايوان الذي يدرك البنتاجون عن حق أنه يمثل أولى أولويات جيش «التحرير الشعبي»، وعلاوة على ذلك، يتناول التقرير صادرات الأسلحة الصينية والتحديث الصناعي.
![]() |
|
![]() |
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»