السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سويدان: «التدريب» صعب.. والعائد ضعيف.. و«المواطن» لا يصمد

سويدان: «التدريب» صعب.. والعائد ضعيف.. و«المواطن» لا يصمد
17 مايو 2016 10:08
عماد النمر (الشارقة) حصل عبد الله سويدان مدرب منتخبات الإمارات للدراجات على لقب أفضل مدرب خليجي للدراجات عام 2016، بعدما اختارته اللجنة التنظيمية لمجلس التعاون الخليجي برئاسة الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وقالت اللجنة في أسباب اختياره إنه قدم خدمات جليلة لتطوير مستوى اللعبة على المستوى الخليجي. لم يأتِ اختيار عبد الله سويدان لهذا اللقب من فراغ، بل هو تتويج لمسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات، لقد تميز عن غيره من الدراجين الذين زاملوه في الطريق والمضمار بعد اعتزاله اللعبة، حيث واصل مسيرة العطاء من خلال التدريب وتفوق فيه وأصبح علامة بارزة في الدراجات الإماراتية، وحقق إنجازات خليجية وعربية وآسيوية غير مسبوقة خلال توليه مسؤولية الإدارة الفنية للمنتخبات الوطنية للدراجات، حتى أصبح أيقونة النجاح والتفوق بفضل تطوره المستمر وحرصه على صقل موهبته التدريبية حتى يستمر في الصدارة. «الاتحاد» حرص على الاقتراب من المدرب الذي قضى عمره كله تقريباً في خدمة الدراجات سواء كان لاعباً أو مدرباً أو أباً لاثنين من أبطال الإمارات حالياً على مستوى الشباب والناشئين. في البداية يقول عبد الله سويدان إنه لم يصل للنجاح من فراغ، ولم يحتل مكانته الحالية كمدرب عام للمنتخبات الوطنية بالمجاملة، بل وصل إليها بعد جهد كبير وتضحيات عديدة تمثلت في مستقبله الوظيفي وراحته الشخصية واستقراره العائلي، وأوضح أنه عانى كثيراً من أجل تجهيز نفسه كمدرب محترف للدراجات، فمنذ اعتزاله اللعب وضع نصب عينه هدف واحد هو أن يكون مدرباً محترفاً للدراجات، وخاض العديد من الدورات التدريبية على نفقته الشخصية حتى حصل على شهادة التدريب العالمية من الفئة الثالثة، وأصبح محاضراً معتمداً لمدربي الدراجات. وأشار إلى أنه تحمل الكثير واقتطع من دخل أسرته من أجل الانضمام للدورات التدريبية المتقدمة للمدربين خارج الدولة مستمراً شهوراً عدة متفرغاً للدراسة، وعندما أصبح مؤهلاً للتدريب عمل ثلاث سنوات مدرباً مساعداً ثم مدرباً دون مقابل مادي مطلقاً، وذلك حباً في المهنة وصقلاً لقدراته التدريبية. وأضاف أنه كان يصرف من جيبه الخاص على اللاعبين ويعرف الجميع ذلك بما فيهم الاتحاد السابق، وقال إنني لست مدرباً فقط، وإنما عملت كسائق شاحنة وباص وميكانيكي وعتالاً ومدلكاً خلال وجودي مع المنتخبات من أجل أن أثبت وجودي كمدرب ناجح، لأنني أعي تماماً أن النجاح لا يأتي هكذا، وأن تسمية مدرب منتخب ليس مجرد تشريف ووجاهة، إنما عليك أن تغطي كل الجوانب التي تشكل فراغاً في الوقت الذي لا يوجد من يسد هذا الفراغ، وهنا تتغير الوظيفة والمهمة من مدرب إلى مسمى آخر حسب ما يتطلبه العمل، وهذه المراحل اجتازتها جميعها بنجاح، وقضيت 17 عاماً في خدمة الدراجات الإماراتية بكل حب وإخلاص ومستمر حتى آخر العمر في خدمة بلدي ورياضتي المحببة. وحول عدم وجود مدرب مواطن آخر في المنتخبات الوطنية، قال إن المواهب موجودة وهناك أكثر من شخصية تعمل في التدريب، لكن الإقبال ضعيف جداً على تدريب الدراجات، ومن يحصل على شهادة تدريب محلي للمبتدئين يريد أن يصبح مدرب منتخب مباشرة، ولعل العائد المادي الضعيف للمدرب يجعل المهنة بيئة طاردة، وخلال 17 عاماً قضيتها في التدريب والدراسة لم يستطع مدرب مواطن واحد الصمود والاستمرار في صقل إمكاناته والصبر حتى يحصل على فرصته، ولا شك أن مشوار التدريب صعب وعلى من يريد النجاح عليه أن يقاتل ويضحي، وأنا شخصياً أكملت 6 سنوات لم أخرج مع عائلتي في إجازة صيفية، حيث يقتضي عملي الوجود مع المنتخبات خلال المعسكرات الداخلية والخارجية والاستعداد للبطولات، وأدعو زملائي المدربين للمثابرة من أجل النجاح، وكلي أمل أن أجد أكثر من مدرب مواطن يتولى مسؤولية المنتخبات عن قريب. وقال سويدان أنه يقوم حالياً بتدريب منتخب الرجال والشباب والناشئين والإناث في المضمار والطريق، إلى جانب المدرب مهدي عزيز والمدرب سناء المرداسي، وهذا العدد غير كافٍ، حيث نقوم بأكثر من عمل ونتحمل الكثير في سبيل الارتقاء باللعبة، وأوضح أن علم التدريب الحديث في عالم الدراجات يقوم على التخصصات، حيث يكون هناك مدرب لكل فئة، وينقسم تدريب الطريق إلى اختصاصي لسباقات ضد الساعة للفرق والفردي ثم اختصاصي لسباقات الفردي العام لصعود المرتفعات وآخر للسرعة النهائية، وفي المضمار هناك اختصاصي لتدريبات التحمل (المطاردة الفرقية والفردية والنقاط والاسكراش، والماديسون والأمونيوم) وآخر للسرعة للمطاردة الفردية الفرقية والكيلو للرجال والنصف كيلو للإناث، وللأسف ليس لدينا هذه التخصصات سواء في الاتحاد أو الأندية عدا ناديين فقط بالدولة، لذلك يقوم المدرب بكل المهام، بمعنى أن مدرباً واحداً يقوم بمقام أربعة أو خمسة مدربين من أصحاب الاختصاص، وقال نأمل أن نرى في المستقبل القريب أكثر من مدرب متخصص سواء في المنتخب الوطني أو الأندية حتى تواكب الدراجة الإماراتية الطفرة الكبيرة التي حدثت في آسيا وأفريقيا، حيث توجد هذه التخصصات في منتخبات الجزائر ومصر والمغرب وفي الدول الآسيوية الكبيرة في عالم الدراجات مثل أوزبكستان وكوريا والصين واليابان. وأكد سويدان أن الدراجات الإماراتية تعيش حالياً أفضل حالاتها، بعد النقلة النوعية التي تحققت خلال السنوات الماضية، وبلغت ذروتها في مقارعة نجوم آسيا في اختصاصات الطريق والمضمار، بسبب الاستقرار الفني والإداري للمنتخبات الوطنية، وقال إن النجاحات التي تحققت خليجياً وعربياً وآسيوياً جاءت نتيجة قوة المنتخبات الوطنية وتميز نجومها الذين تفوقوا على أنفسهم أولاً قبل التفوق على المنافسين، إضافة إلى تقديم كل المتطلبات الخاصة للإعداد والدراسة الواقعية للمشاركات والمعسكرات، وهو ما أوصلنا للنتائج القياسية في جميع الفئات . الشعفار أكمل منظومة النجاح الشارقة (الاتحاد) أشاد عبد الله سويدان بدور أسامة الشعفار على رأس الاتحاد خلال السنوات الأربع الماضية، مؤكداً أنه قاد منظومة الدراجات بنجاح، ومن خلاله استطاعت الدراجة النهوض بعدما اكتملت حلقاتها، وأن ما قدمه الشعفار خلال الدورة الحالية من دعم مادي ومعنوي، بالإضافة إلى ما هو أهم من ذلك التفاهم والتعاون مع فريق العمل الواحد، وتوزيع المهام والاختصاصات، والتركيز على المفاصل الأساسية لهيكل الاتحاد (الإدارة - الجهاز الفني - اللاعبين)،وحيث إنه استطاع بكل سلاسة بث الثقة في القائمين، ومنحهم مساحة وفضاء واسعاً للإبحار في الأفكار التي من شأنها خلق نقلة نوعية للعبة. وأعتقد أنه قد نجح في ذلك بامتياز والدليل ما قد وصلنا إليه من مكانة وسط الشارع الرياضي في الدولة، وعلى المستويين الخليجي والعربي، ولا أنسى كلمات الحكم الدولي الإيرلندي باول ويستون في إحدى البطولات الآسيوية حينما قال «لديكم في الإمارات فريق عمل رائع أوصلكم إلى هذا التنافس المثير للدهشة، أنا لا أعرف من هو رئيس اتحادكم، ولكن أود أن تقول له إنك قد أحسنت صنعاً وإلى الأمام». فضية آسيا وتأهل ميرزا أهم الإنجازات الشارقة (الاتحاد) قال عبد الله سويدان، إن أي مدرب يفخر بما يحققه اللاعبون، ويعتبره إنجازاً شخصياً له، وعلى هذا فإنه يري أفضل إنجازاته في مشواره التدريبي يأتي على رأسها فوز لاعبنا يوسف ميرزا بفضية بطولة آسيا للمضمار في سباق النقاط، وتأهله إلى أولمبياد ريو دي جانيرو2016 بالبرازيل، إضافة إلى فضية سعيد سويدان في السرعة الفردية ببطولة آسيا للشباب 2014، وذهبية العرب لنفس اللاعب في البطولة العربية بالجزائر في نفس العام، وحصول اللاعب عبد الله المنصوري على لقب بطل الخليج للناشئين 2016، وكذلك ذهبية الإناث في بطولة الخليج الأولى هذا العام، وأوضح أن منتخب الناشئين تكون قبل ثلاثة أشهر فقط من البطولة، ونجحنا في تحقيق اللقب في أول مشاركة على المستويين الفردي والفرقي، وكذلك الحال في منتخب الإناث حديث النشأة الذي حقق الذهبية في أول مشاركة له، وكل هذا بفضل جهود اللاعبين وإخلاصهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©