السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل الدويلة: «ابن بطوطة» يمثلني في مهرجان الخليج السينمائي و «الحافلة الثقافية» غذاء عقل للجميع

أمل الدويلة: «ابن بطوطة» يمثلني في مهرجان الخليج السينمائي و «الحافلة الثقافية» غذاء عقل للجميع
1 مارس 2011 20:07
يمتاز الشباب الإماراتي بالطموح والسعي للتميز في العلم والعمل واكتساب الخبرة، وأكثر ما نجد ذلك بين الفتيات اللواتي يتابعن الدراسة الجامعية باختيار حر، وإن كان للأهل رغبة خاصة باختصاص آخر، لكن هذا الاختيار الحر هو الذي يؤدي إلى التميز في الحياة العملية، وأمل الدويلة مثال على ذلك، حيث درست الصحافة، واكتشفت نجاحها في السينما، إضافة إلى العمل التطوعي ومساهمتها بالأعمال الخيرية، وهي تحمل درجة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري، مسار الصحافة من جامعة الإمارات العربية المتحدة. فاطمة عطفة (أبوظبي) - التحقت أمل الدويلة بدورة الصحافة التلفزيونية بقناة العربية، وعرض تقرير تلفزيوني أعدته في منتدى الإعلام العربي بدبي 2007 كأفضل المشاريع المقدمة، كما انتخبت رئيسة لجمعية العلوم الإنسانية والاجتماعية التابعة لإدارة رعاية الشباب والأنشطة الطلابية “طالبات”،كما انتخبت نائبة لرئيسة جمعية العلوم الإنسانية والاجتماعية التابعة لإدارة رعاية الشباب والأنشطة. وتعمل حالياً في دائرة الشؤون البلدية ببلدية العين كمحلل علاقات إعلامية بإدارة العلاقات العامة والاتصالات. “الاتحاد” التقتها وأجرت معها الحوار التالي للاطلاع على تجربتها الغنية. ? أنت من مواليد دبي، وأقمت لفترة في الشارقة ثم في مدينة العين، وعدت إلى دبي، قبل أن تستقري مجدداً في العين. هذا التنقل بين أكثر من إمارة، ماذا أضاف لك سواء من حيث الحرية أو البيئة؟ ? “أينما اجتمعت عناصر التنوع هذه فإن الشخص يحب أن يكون فيها. بالنسبة لمدينة العين، عائلتي موجودة فيها وفيها المراكز الثقافية المتعددة والشعرية والملتقيات نفسها الموجودة في دبي أو أبوظبي. العين هي مدينة هادئة خضراء وبيئتها جميلة جدا، لكن أشعر أنني إنسانة دائما بين العمل والبيت، وأنا أرتاح للأجواء التي بها حياة ملونة ومتنوعة. إن الحياة مختلفة حسب كل مدينة، مثلا في العين لا تزال الفعاليات الثقافة محصورة لم تصبح بعد ثقافة مفتوحة. أشعر فيها أني داخل دائرة مغلقة بين العمل والبيت وجمال الطبيعة، لكن في أبوظبي أو دبي أشعر أني أتنفس الحياة المختلفة والمتنوعة، فأنا متعطشة دائما لشيء جديد ومبهر وملون بالثقافة والفنون وغيره. ? دراستك في جامعة الإمارات اختصاص صحافة، هل كان رغبة منك أو هو توجيه من أحد؟ ? منذ أيام الدراسة في المرحلة الثانوية كنت ألتحق بجماعات صحافة وكنت متميزة فيها، لما دخلت الجامعة كانت رغبة الأهل في أن أدرس إدارة أعمال ودخلت بناء على رغبتهم، لكن لم أقدر أن أكمل فصلا دراسيا واحدا، كنت أحس أني أتعلم أشياء لا أنسجم معها، خاصة في التعامل مع الناس، بعدها تركت وعدت إلى الصحافة، ثم بدأت أكتب في بعض المواقع والمجلات خلال دراستي. الفضل في اختيار الصحافة يعود فعلا إلى مدرستي في اللغة العربية، كانت تريد أن تدرس صحافة لم ويتسنَّ لها ذلك، أشعر أنها نقلت لي هذه الرغبة ووجهتني لذلك. بعد أن تخرجت في الجامعة كانت تناديني “صحفية المستقبل”، برمجت لأن أكون صحفية، كنت أرى هذا الحب لمهنة الصحافة في عيونها وأعطتني إياه أو وجهتني، من دون أن أشعر، لمحبة الصحافة. ? أهم المنابر الصحفية التي عملت فيها، وكيف ترين الإعلام في الإمارات المرئي والمقروء؟ ? عندما انتهيت من الدراسة كان حلمي أن أعمل في صحيفة، وعملت في مجلة “المرأة اليوم” وقضيت شهورا جميلة عملت فيها مع شيخة الجابري، كانت هي مديرة المكتب، فهي إنسانة رائعة تعلمت منها أشياء كثيرة، ثم عملت لفترة في جريدة “البيان” قبل أن أترك العمل الصحفي. ? أمل عملت في مجلة أسبوعية وجريدة يومية، ما الفرق بين العمل في منبر يومي أو أسبوعي؟ ? كنت أعمل في مجلة “المرأة اليوم” مواضيع متنوعة وخفيفة (لايت) لكن دائما كنت أبحث عن شخصيات مهمة. أما شغل الجريدة مميز أكثر، وكل واحدة لها ميزتها. كنت بالجريدة أعمل بالمحليات، بعدها انتقلت للعمل في ملحق ينشر أسبوعية متعلقة بالشباب المواطنين كنت أبحث عنهم لألتقي بهم وأبرزهم. وفي غياب زملاء صحفيين رئيسيين كنت أتسلم صفحاتهم وأحررها ونجحت في ذلك وتميزت بإعداد تلك الصفحات. ?حدثينا عن عملك في المجتمع المدني، والعمل الجماعي، خاصة أن الإمارات تهتم بتطوير المجتمع المدني والعمل التطوعي الاجتماعي. ? أنا أحب هذا المجال جدا، أول مرة أنشأنا فرق العمل الجماعي في الجامعة، وهي تمثل مركزاً إعلامياً، فكرتها إيجاد فرصة عمل للخريجات اللواتي لا يجدن عملاً رسمياً. كنا نعمل في مجال مطبوعات الإعلانات المبوبة وغير المبوبة. عملنا سنة، لكنْ لم نحصل من الجامعة على الدعم الكامل فأوقفنا المشروع. بعد الجامعة كونا مجموعة سميناها “مجموعة لمار الثقافة”، ولمار تعني ماء الذهب. وكان أول عمل قمنا به عبارة عن عروض سينمائية، نستقطب بها بعض الشباب المواطن، خاصة أن ظاهرة السينما الإماراتية وقتها كانت في بداية نهضة. هذا كان منذ ست سنوات، وكنا نعرض هذه الأعمال في المدارس، وفي المراكز الثقافية والفنية. بعدها تطور عملنا بحملة تثقيفية لمدة ثلاثين يوما لدعم أطفال الثلاسيميا. في هذه الحملة نظمنا كثيراً من الأشياء، وركزنا على الجانب الثقافي لتوعية الناس، وعملنا على دعم هذا الهدف من خلال معارض فنية، لجمع التبرعات وقدمنا أعمالاً مسرحية، واحدة منها لذوي الاحتياجات الخاصة. وقد وجدنا فعلاً أن المجتمع متعطش لمثل هذه الأعمال التي تستهدف فائدة المجتمع. ? هل توجد لديك كتابات خاصة في المسرح أو الدراما؟ ? كتبت سيناريو “عائلة ابن بطوطة” ستخرجه هناء الشاطري، وهذا العمل متعلق بانتقالي من مكان إلى مكان، لأن عندي إحساس بحنين كبير للمنزل والجيران، فأنا ولدت في دبي، تربيت وعشت بالشارقة، ورجعت للعين مرة ثانية، ثم انتقلت للشارقة. وبعد ذلك استقررت في العين، أنا أفتقد للجيران، أفتقد زملاء الدراسة، أفتقد الشارع، الحارة، في عالمي الداخلي الخاص يمكن أفتقد هذه الأشياء، هذه التنقلات كسرت فيها كثير من الأشياء وأنا أحاول أن أرممها في أعمالي، لأن كل مكان أشعر أنه مكاني. ? لذلك اخترت شخصية ابن بطوطة؟ ? الحقيقة أن “رحلة ابن بطوطة” لا تتكلم عن شخص بل هي قصة عائلة تتنقل من بيت لبيت وبطلة الفيلم اسمها فاطمة، أول بيت سكنت فيه كان عندها “مقبض الباب” لأن كل بيت تذهب إليه تبني (صندقة) من خشب، أي، تبني بيت صغيراً لها ولأخيها خالد، لكن في كل مرة قبل أن يتم تركيب الباب ينتقلون إلى بيت آخر، ويبقى مقبض الباب هنا رمزاً يمثل الحلم بالاستقرار، هذه هي فكرة الفيلم، أعتقد أنها تمثلني أنا. ? ما مشاريعك السينمائية المقبلة؟ ? حاليا أعمل على سيناريو أشارك فيه بمهرجان الخليج السينمائي، “ابن بطوطة” شاركت فيه في مهرجان الخليج السينمائي السابق، وكان من بين الأعمال الثلاثة الأولى التي فازت وحصلت على كثير من الإطراء من مدير المهرجان مسعود أمر الله، حالياً أكتب سيناريو للمشاركة بالمهرجان ولم اختر اسمه بعد، لكنه يتكلم عن أحلام طفلة. وحالياً أيضاً أعكف على كتابة سيناريو، سأشارك به في مهرجان الخليج السينمائي، بالإضافة إلى كتابة أفلام وثائقية، هناك أكثر من مشروع مثل توثيق السينما في الإمارات، يمكن أن يكون “مرئياً” عن طريق الأفلام الوثائقية، أو في كتاب، وعندي مشروع أعمل عليه مع كلية الإمارات للتطوير التربوي، وهو إصدار كتاب مصور ومسموع مع الطالبات في الكلية، ومع استوديو النقل مع طه العجمي وهو موسيقي إماراتي. ?هل يوجد عمل للأطفال؟ ? الأفلام التي أكتبها تصلح لأن يشاهدها الأولاد في سن المراهقة، وأنا أكتب من خلالهم وأمثل أشياء معينة تهمهم، والطفل دائما ينقل صورة صادقة أكثر من الأشخاص البالغين، ومن القصص المصورة التي نعمل عليها مع كلية الإمارات، والتي يمكن أن يكون لها بصمة مختلفة، ويكون العمل فعلاً إماراتياً خالصاً يحتوي على فكر وثقافة جديدة للطالبات اللواتي يدرسن في الكلية، لأن دراستهن مختلفة عن الدراسات الأخرى، أنا رأيت أن تفكيرهن مختلف جدا، والقصص التي يكتبنها مختلفة كثيرا، وأشعر أن هذا الكتاب سيضم كما ذكرت قصصاً مسموعة ومقروءة، ويوجد تعاون مع رسامين إماراتيين يرسمونها، وهو باكورة إماراتية فيها طفولة بريئة بالوقت نفسه تترجم أهدافنا. ?كيف تنظرين إلى تطور السينما في الإمارات؟ وأين وصل الفيلم الإماراتي في طريقه للحاق بركب السينما العربية؟ ? السينما الإماراتية ما زالت تصنع، والصناعة دائماً لا تتم إلا إذا وجدت عناصر ومقومات للصناعة، أول شيء هو الدعم المادي، والثاني الثقافة السينمائية، لأن كثيراً من الشباب السينمائيين لا يسعون لها بشكل جدي أو بشكل محترف، وخلال الثقافة الجادة تكتسب تدريس فنون السينما والسفر إلى مهرجانات عالمية للسينما، بحيث تبتعد عن النمط السينمائي الموجود حالياً، بحيث إن دخلنا فيلماً نعرف النهاية. لذلك أقول إن أهم شيء الدعم المادي والثقافة السينمائية، عندنا وفرة في المخرجين، ولكن عندنا شحاً في النصوص السينمائية، واليوم يقال إن أكثر السينمائيين صاروا مخرجين، عندنا نقص في الفنيين، والمختصين في الإكسسوارات والموسيقى والديكور والأزياء، هذا التنوع من الضروري أن يكون موجوداً، إضافة إلى محبة السينما التي تدفع الشخص إلى أن يكون له شيء وعمل مهم يبقى ولا يموت، أقصد أن يبقى الإبداع هو الهدف. ?حدثينا عن عملك الاجتماعي. ? بدأت العمل في “مجموعة لمار الثقافة” من مدينة العين، إلى جانب مجموعة من الشباب الإماراتي، من بينهم كتاب وموسيقيون ورسامون، ومشروع “الحافلة الثقافية” يحمل شعار الثقافة للجميع، لكل الناس في الأماكن المفتوحة مثل الحدائق. وهناك باص بشكل معين مفرغ من الكراسي، فيه شاشات عرض. وهناك مظلات تقام تحتها فعاليات مختلفة لننشر في الحدائق حب القراءة، والموسيقى، والرسم، إلى جانب تنظيم المحاضرات وتوقيع الكتب، فمن الممكن أن يكون هناك معرض متنقل للوحات، وهناك كثير من الأفكار الجديدة، وحصلنا على الدعم من مؤسسة الإمارات من برنامج الثقافة والفنون، حيث أعطونا منحة مالية شاركنا على أثرها بمعرض “صباح الخير يا فرنسا”، توقفنا فترة ونحن نعيد صياغة المشروع على أن نأخذ دعماً من مؤسسات عدة لأن المشروع مفيد جداً يبدأ من العين وينتشر في بقية المدن، ونرجو أن نحصل على الدعم المادي، لأن هناك صراعاً بين الثقافة والاستهلاك. هذا المشروع يعيد تنشيط الثقافة وما يتفرع عنها، خاصة عروض من التراث ليتعرف إليها أولادنا، مقابل الإغراء الاستهلاكي الموجود في حياتنا. الدراسات الثقافية حول طموح أمل الدويلة، تقول “أفكر بأن أكمل دراستي لكن ليس في مجال الإعلام بشكل متخصص بل في المجال المتعلق بالدراسات الثقافية التي لها علاقة بالمتاحف والمراكز الثقافية التي أحب أن أواكبها، ويمكن لمثل هذا التخصص أن يشبع الرغبات المتجددة عندي في البحث الدائم عن الجديد، وأفكر بأن أكمل دراستي خارج الإمارات”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©