الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحرير المكلا تطور نوعي في خط سير العمليات العسكرية باليمن

تحرير المكلا تطور نوعي في خط سير العمليات العسكرية باليمن
16 مايو 2016 09:36
أحمد شعبان وأحمد مراد (القاهرة) اعتبر خبراء استراتيجيون وعسكريون وسياسيون مصريون تحرير المكلا عاصمة حضرموت من ميليشيات الحوثيين وأنصار المخلوع صالح، نصراً كبيراً ونجاحاً لقوات التحالف العربي، ويحمل هذا النصر دلالات استراتيجية تشير إلى دخول عمليات تحرير اليمن مرحلة الحسم، ورأى الخبراء أن تحرير المكلا كسر شوكة الحوثيين، وربما يدفعهم للتراجع عما فرضوه من شروط في سبيل قبول القرار الأممي بحل القضية سياسياً، من خلال المفاوضات القائمة الآن في الكويت. ووصف الخبراء العملية العسكرية، التي خاضتها القوات الخاصة السعودية والإماراتية، بأنها عملية استراتيجية في غاية الأهمية، وتمثل تطوراً نوعياً في خط سير العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف العربي لتحرير اليمن الشقيق من التنظيمات كافة التي تخرج عن إطار الشرعية التي توافق عليها الشعب اليمني. وقال اللواء أركان حرب الدكتور طلعت موسى، رئيس كرسي الاستراتيجية والأمن القومي بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن نجاح قوات التحالف في استرداد وتحرير المكلا وإجبار الحوثيين على الجلوس على مائدة المفاوضات في الكويت، يعد نجاحاً كبيراً لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية؛ لأن الهدف الأول الذي أعلن من قيام عملية عاصفة الحزم، هو إجبار الطرف الحوثي على القبول بالحل السلمي من خلال المفاوضات الجارية الآن في الكويت، والتي تجري تحت إشراف إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الأممي. وأضاف اللواء طلعت موسى، أن المحادثات القائمة الآن، تعكس القوة العسكرية لقوات التحالف العربي على الأرض، وأشار إلى أن قوات التحالف في الفترة الماضية أحكمت سيطرتها على السواحل اليمنية، وأوقفت تدفق الأسلحة الإيرانية لدعم المليشيات الحوثية المقاتلة في اليمن، وهذا مكن قوات التحالف العربي من توجيه ضربات حاسمة ومؤثرة إلى الحوثيين أضعفت قوتهم وتمثلت أخيرا في طرد القوات الحوثية وتنظيم القاعدة الإرهابي ومليشيات علي عبدالله صالح من المكلا عاصمة حضرموت، وهذا يعد تفوقا لقوات التحالف العربي. تهديد كبير للشرعية وحول علاقة تنظيم القاعدة الإرهابي بالمليشيات الحوثية في اليمن، أشار اللواء طلعت إلى أن تنظيم القاعدة والحوثيين يمثلون تهديدا كبيرا للشرعية في اليمن التي يمثلها عبدربه منصور هادي، وأن تنظيم القاعدة يعمل في سرية ويتنقل بين الجبال والمحافظات وله حضور هناك، كما تعاون في الفترة الأخيرة مع الحوثيين وأنصار المخلوع صالح ضد الشرعية في اليمن ومحاولة تقسيم البلد إلى دويلات، وفرض سيطرة الحوثيين من ناحية، وسيطرة تنظيم القاعدة من ناحية أخرى، والاثنان اتفقا على إزالة وإضعاف النظام اليمني الرسمي الجمهوري الشرعي في الدولة والذي اختاره الشعب. نصر حقيقي وأكد اللواء الدكتور علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة سابقا، أن أي عملية عسكرية يكون نتيجتها تحرير جزء من الأرض أيا كانت مساحته، فهو في حد ذاته نصر، وأنه عندما تكون الأجزاء المحررة ذات أهمية خاصة مثل المكلا فهذا يعد نصرا حقيقيا واستراتيجيا، ويدل على أن التحالف العربي لديه القدرة على تحرير أجزاء من اليمن وان كان الأمد طويلا، وتابع: فقد نجحوا في تحرير جزء مهم يعتبر مؤشرا على أن قوات التحالف مسيطرة على الموقف وقادرة على تحقيق إنجاز على الأرض، وقد يدفع هذا الإنجاز الحوثيين وعلي عبدالله صالح إلى القبول بالمفاوضات السلمية والرضوخ للشروط المفروضة عليهم بدلا من تعنتهم السابق. وأشار اللواء الدكتور علاء عز الدين إلى أن النصر على الحوثيين وأنصار صالح في المكلا جزء من المعركة الكبرى ومؤشر على قوة التحالف العربي وقدرته على تحقيق النصر. وأن تحرير مدينة المكلا من سيطرة تنظيم القاعدة ضربة قاصمة وقوية للإرهاب في اليمن في وقت تعهدت فيه قوات التحالف العربي بمواصلة جهودها بالتعاون مع القوات اليمنية في إطار مكافحة الإرهاب وتطهير اليمن من تلك التنظيمات جنبا إلى جنب ودعم الحكومة الشرعية في اليمن. لافتا إلى أن هذا الانتصار يرسل رسالة إلى كل من يدعم الإرهاب، ويؤكد مسؤولية دول المنطقة في التصدي للإرهاب والفوضى. وحول علاقة الحوثيين وعلي عبدالله صالح بتنظيم القاعدة الإرهابي، أشار اللواء الدكتور علاء عز الدين إلى أن القاعدة شيء والحوثيين شيء آخر، ومعروف أن علي عبدالله صالح كان يضرب تنظيم القاعدة ومن ينتمي لهذا التنظيم في اليمن، لافتاً إلى أن الحكومة الشرعية في اليمن عدو مشترك للطرفين، القاعدة والحوثيين. ويرى اللواء الدكتور علاء عز الدين أن قوات التحالف في اليمن تبذل قصارى جهدها، وأنه يجب توفر الدعم البري بشكل أقوى حتى نقلل من أمد الصراع، ونقلل من الخسائر على الأرض والخسائر المتعلقة بأرواح المدنيين الذين ليس لهم ذنب في هذه الحرب، فكلما طال أمد الصراع زادت الخسائر المادية والبشرية، فقوات التحالف العربي تبذل قصارى جهدها ولكن الاعتماد على القصف الجوي أكثر من القوة البرية. دور القوات الإماراتية وحول دور القوات الإماراتية في تحرير المكلا، أشار اللواء الدكتور علاء عز الدين، إلى أن دولة الإمارات لها مواقف قوية من زمن بعيد، لكن تجسدت هذه المواقف الوطنية بشكل واضح جدا في حرب أكتوبر 73، مشيراً إلى موقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يحظى بمكانة كبيرة في قلوب كل المصريين، ومقولته الشهيرة: إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي، حيث قاد حملة حظر تصدير البترول لدول الغرب إبان معركة أكتوبر، وهذا كان له تأثير إيجابي في المعركة، وأضاف، أن الإمارات تثبت كل يوم أنها تسعى للحفاظ على استقرار وسيادة الدول العربية بغض النظر عن أماكنها وعلاقتها بالإمارات، فهي دولة لها خط واضح وصريح وهو الحفاظ على الأمن القومي العربي وتتعاون مع مصر بدرجة متكاملة جدا. وأشار إلى أن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في قوات التحالف العربي في اليمن دليل على أن الإمارات تحاول الحفاظ على استقرار الدول العربية، وأن الوقوف بجوار الشرعية اليمنية هو الأساس، لافتا إلى أن الإمارات ومصر تتخذان نفس المواقف في العديد من الأزمات في الوطن العربي. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء طلعت مسلم: مدينة المكلا تعد من أبرز المدن ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن، وذلك باعتبارها عاصمة محافظة حضرموت، وهي أكبر المحافظات اليمنية مساحة، وتتميز هذه المدينة بكثافة سكانية عالية، حيث يقترب عدد سكانها من المليون نسمة، فضلاً عما كانت تتميز به قبل سيطرة تنظيم القاعدة عليها منذ أكثر من عام من انتعاش أسواقها وارتفاع عدد المستثمرين فيها، ولعل هذا كله يؤكد الأهمية الاستراتيجية لعملية تحرير هذه المدينة الحيوية، الأمر الذي كانت تدركه جيداً قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هنا جاءت العملية النوعية التي نفذتها القوات الإماراتية والسعودية لتحرير مدينة المكلا. عدة رسائل وأضاف اللواء مسلم: تحرير مدينة المكلا من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي يحمل رسائل عسكرية وسياسية عدة، أبرزها تأكيد أن قوات التحالف العربي عازمة على تحرير الأراضي اليمنية كافة سواء التي تخضع لسيطرة الحوثيين أو تنظيم القاعدة، الأمر الذي ينفي الادعاءات المغلوطة التي تشنها إيران وحلفائها الذين يزعمون زوراً وبهتاناً أن قوات التحالف العربي تخوض في اليمن حرباً طائفية، وهذا الأمر ثبت عدم صحته على أرض الواقع، فالمعركة في اليمن معركة بين الشرعية وبين من خرجوا على الشرعية، وقد جاء التدخل العربي في اليمن بعد طلب رسمي من السلطة الشرعية المعترف بها محلياً وإقليمياً ودولياً. سلسلة نجاحات عسكرية وفي السياق ذاته، شدد اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري على أن تحرير مدينة مكلا يأتي في إطار سلسلة النجاحات العسكرية التي حققتها قوات التحالف العربي في اليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم، حيث إنه بعد أقل من سنة على تحرير محافظة عدن من سيطرة القوات الحوثية المدعومة من إيران، استطاعت القوات السعودية والإماراتية أن تكرر هذا النجاح والانتصار العسكري في مدينة المكلا بعد عملية عسكرية نوعية انتهت باستعادة مدينة المكلا وتحريرها من قبضة تنظيم القاعدة. وأوضح سويلم أن تنظيم القاعدة بدأ ظهوره في اليمن منذ فترة التسعينيات، وأخذ ينتشر في العديد من المدن والمحافظات اليمنية، وذلك برعاية من جماعة الإخوان المسلمين متمثلة في فرعها باليمن، وكذلك بمساعدة أجنحة في نظام المخلوع صالح، ويكفي هنا أن نشير إلى ما كشفه هاني مجاهد الناشط السابق في تنظيم القاعدة الذي أكد أن المخلوع صالح كان يدعم فرع القاعدة في اليمن ويوجهه، وأن ابن شقيق المخلوع العقيد عمار محمد عبدالله صالح قام بترتيبات لضمان وصول مواد متفجرة إلى القائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي، وهذا الأمر يؤكد العلاقة الوطيدة التي جمعت بين صالح والقاعدة. وأشاد سويلم بالدور الذي لعبته القوات الإماراتية في تحرير المكلا ومن قبل عدن، وتعز وغيرهما من المدن اليمنية التي عادت لسيطرة القوات الشرعية، مؤكداً أن عملية تحرير المكلا توضح مدى القدرات العسكرية التي يمتلكها الجيش الإماراتي، التي تجعله قادراً على تنفيذ عمليات عسكرية في غاية التعقيد. رسالة مهمة وأكد سويلم أن عملية تحرير المكلا تحمل رسالة مهمة جداً مفادها أن عمليات التحالف العربي في اليمن لا تستهدف تحرير الأراضي اليمنية من قبضة الحوثيين فقط، وإنما هي تستهدف تحرير كامل التراب اليمني من كل قوى الظلام التي بسطت سيطرتها على أجزاء من اليمن في غفلة من الزمن، ومن هذه القوى تنظيم القاعدة الذي وُجد في عدن وفي أبين وحضرموت وشبوة ومأرب وفي أماكن عدة أخرى، كما سيطر لمدة سنة سيطرة كاملة على المكلا بما فيها من مطار وميناء حيويين. ووجه المحلل والسياسي اليمني المقيم في القاهرة بليغ المخلافي تحية عرفان وتقدير إلى القوات السعودية والإماراتية التي تمكنت من استعادة مدينة المكلا عبر عملية عسكرية نوعية بطولية، موضحاً أن النجاحات العسكرية التي تحققها قوات التحالف العربي على أرض الواقع تؤكد أن اليمن في طريقه إلى تجاوز هذه المحنة العصيبة التي عاشها في العامين الماضيين، الأمر يقلل مخاوف البعض من الذين ذهبوا إلى أن اليمن في طريقه للتقسيم. لا نية للانفصال وقال المخلافي: من واقع النجاحات التي تحققها قوات التحالف العربي إلى جانب ما يحدث في الكويت من مشاورات سياسية لحل الأزمة، فإن هذا الأمر يؤكد للكثيرين أن الحديث عن تقسيم اليمن من الأمور المبالغ فيها، صحيح توجد بعض أصوات تطالب بانفصال الجنوب ولكن هذه الأصوات تأتي نتيجة لفقدان الجنوب لبعض المصالح، لكن لا نية حقيقية للانفصال وحتى قرارات مجلس الأمن تؤكد دائماً على وحدة اليمن وسلامته واستقراره، الآن هناك مناطق من الشمال اليمني تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وعلى سبيل المثال مأرب والجوف ومعظم مناطق تعز تم تحريرها، وما يحصل في تعز هو حصار خارجي للمدينة من قبل الحوثيين، ولا بد أن ندرك أن احتلال الحوثيين لصنعاء هو أمر عارض، وسينتهي إن طال الوقت أو قصر، وستعود الدولة اليمنية دولة موحدة. وأضاف: أهم ما في الأحداث التي وقعت على مدار العام الماضي أنها أكدت لليمنيين جميعاً أنه لا يمكنهم العيش إلا في ظل دولة موحدة، وبالتالي فإن التأكيد على وحدة الدولة أصبح رغبة شعبية من الجميع، وقد يستمر الحوثيين في صنعاء لفترة، ولكن بالنهاية ستعود الدولة وستعود مؤسساتها؛ لأنه لا يمكن لليمنيين أن يعيشوا إلا تحت سقف دولة موحدة. علاقة صالح بـ«القاعدة» وفيما يتعلق بعلاقة المخلوع علي عبدالله صالح بتنظيم القاعدة، أكد المخلافي أن الطرفين تجمعهما مصالح مشتركة، والعلاقة بينهما وطيدة منذ أن كان المخلوع يجلس على كرسي الحكم، وقد كشفت العديد من التقارير الدولية ملامح هذه العلاقة، فعلى سبيل المثال كشف تقرير سابق لبعثة خبراء من الأمم المتحدة تواطؤ صالح وأفراد عائلته مع تنظيم القاعدة الإرهابي وزعمائه في اليمن، وذكر التقرير أن أوامر عسكرية صدرت في مايو 2011 من يحيى صالح، وهو ابن شقيق صالح والمسؤول عن وحدة مكافحة الإرهاب في أبين، بانسحاب القوات العسكرية نحو العاصمة صنعاء، مما سهل لتنظيم القاعدة شن هجوم على المحافظة والسيطرة عليها حتى منتصف عام 2012، وفي نوفمبر 2014 اتهمت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن صالح بأنه منخرط في أفعال تقوض السلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن وتعطل أي مبادرة سياسية في اليمن، وبحسب تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الصادر في سبتمبر 2014، فإن المخلوع صالح يستخدم عملاء له في تنظيم القاعدة من أجل تنفيذ عمليات التصفية الجسدية واستهداف المرافق العامة والعسكرية لإضعاف الرئيس عبدربه هادي منصور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©