الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيدة المحيربي: الإماراتية تمتلك ذكاء الابتكار

عيدة المحيربي: الإماراتية تمتلك ذكاء الابتكار
26 فبراير 2015 20:47
هناء الحمادي (أبوظبي) عيدة المحيربي، رئيسة قسم الحسابات المالية في شركة زادكو بأبوظبي، استطاعت بجهودها الذاتية أن تصبح مخترعة عالمية، خاصة بعد أن بلغ عدد الاختراعات التي أنجزتها وفريقها العلمي 46 اختراعا عالمياً خلال السنوات الخمس الماضية، محققة مراكز متقدمة مقارنة بفرق مخترعة في جهات دولية مشهورة بالابتكار. وأظهرت بيانات المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» على موقعها الإلكتروني خلال الفترة من 1 يوليو عام 2010 حتى 10 يوليو 2014 أن الجامعات في العالم سجلت لديها خلال هذه الفترة 29 ألفا و57 اختراعاً، فيما لم ينجز أي فريق في أي جامعة في العالم ما يساوي العدد الذي أنجزه فريق المحيربي أو يزيد عليه. عيدة المحيربي الحاصلة على جائزة «الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات» عن مبادرة بعنوان «الاختراعات العالمية المستقلة» في مجال الاقتصاد والأعمال، جاءت موخراً على رأس قائمة المخترعين الإماراتيين الذين تربعوا على عرش الابتكار في الدولة لعام 2014 وفقاً لتقرير منظمة «الويبو» الذي صدر مؤخراً. المخترعون الإماراتيون ترى عيدة المحيربي أن المخترعين الاماراتيين تنقصهم ثقافة الابتكار، أي معرفة الطرق والممارسات الصحيحة لعمل الابتكار وكيفية تسجيله والحصول على براءة الاختراع ومن أين؟ مشيرة إلى أن هناك تشجيع للنساء في الدولة على الابتكار لكن التشجيع المعنوي غير كاف، والمُهم هُو الدعم المادي الحقيقي والمُباشر للمخترعات، ولافتة إلى أن الإماراتية تمتلك قوة معنوية ذاتية كبيرة للإبداع والابتكار. وتؤكد أن غالبية الكفاءات الإماراتية تعمل بتمويل ذاتي ومن دون خبرات أو شركاء أجانب مقارنة بالكم الهائل للخبرات الاجنبية المختصة العاملة في القطاع الفني والتقني في الدولة، ورأت أن المبتكر الإماراتي أثبت أننا نستطيع خلق تعاريف ومصطلحات جديدة بدءاً من عام الابتكار «2015» والعمل على تعزيز مصطلح الكفاءات الوطنية الإماراتية وتغييره إلى القيادات الإماراتية المبتكرة، ودعت إلى ضرورة توطين الوظائف التقنية والفنية بكفاءات وقيادات إماراتية مبدعة في عالم الابتكار، معتبرة ان ذلك يعد محفزاً ومنشطاً مهما للعملية الابتكارية في الدولة بل أنه يمكن أن يفرز قيادات ابتكارية مختصة على مستوى العالم. البدايات وحول دراستها وبداياتها في عالم الاختراعات، تقول عيدة المحيربي: درست الكيمياء ثم المحاسبة في جامعة الإمارات بالعين، وبدايتي مع الإبداع والابتكار كانت منذ المرحلة الابتدائية فكل ما يقع تحت يدي كنت أحوله إلى قطعة فنية، وأذكر أنني صنعت في المرحلة المتوسطة حقيبة يد، ولتميزها احتفظت بها معلمة التربية الفنية، وفي آخر المرحلة الثانوية طلبت من الخياط أن يطرز لي ثوب وأطلقت عليه اسم «التطريز بالطبعة» وهذا الثوب مازال متداولاً حتى اليوم، وبعد انتشاره الواسع في ذلك الوقت حاولت تسجيله كابتكار خاص بي لكني لم استطع لعدم وجود جهة مختصة. وتضيف: ولأن اليد الواحدة لا تصفق، فكرت في تكوين فريق علمي خاص بي، وعليه عندما بدأت التفكير في عمل غطاء سيارة مميز وسهل ويمكن استخدامه يومياً، عرضت الفكرة على زُملائي في العمل، فلم استفد من اقتراحاتهم شيئاً، إلى أن التقيت في عام في عام 2004 بالمهندس وصفي الشديفات وبعدها بفترة سألني عن ما يشغلني من اختراعات، وعندما عرضت عليه فكرتي، وجدت لديه تصورات علمية واقتراحات مفيدة وبناءة، لذلك عرضت أن نتشارك في عمل فريق لعمل الاختراع، فوافق وأخبرته عن عمل غطاء للسيارات واعجبته الفكرة فطالبني بالالتزام بالعمل والجدية حتى نتمكن من الإنجاز وبالفعل بدأنا، وهكذا تكونت نواة الفريق الذي انضمت له لاحقاً المهندسة فرح عفيف قصاب. أغطية السيارات وتشير إلى أنها أنجزت وفريقها العلمي 90 اختراعا عالمياً ووطنياً في وقت قياسي، من بينها: «هاتف آلي ثلاثي» يعد أول اختراع عربي منشور عالمياً في مجال الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، لافتة إلى أن فريقها العلمي حصل على المركز الأول كأفضل فريق مُخترع في العالم العربي وفقاً لمنظمة «الويبو»، وأعلنت أنهم أقاموا مؤخراً مصنع لأول مجموعة من اختراعاتهم المتعلقة بأغطية السيارات وسيتم العمل في المُستقبل على إنتاج المزيد منها. وتؤكد عيدة المحيربي أن فريقها العلمي هو الوحيد الذي اخترع في ستة مجالات دولية مُصنفة في عالم الابتكار، وهي: الاتصالات، والمواصلات، والأجهزة المكتبية، والأجهزة المنزلية، والفيزياء، والطائرات من دون طيار، موضحة أن توماس أديسون حصل على الدعم والتمويل بعد إنجازه لثالث اختراعاته، حيث وصل عدد الشركات والمصانع التي عملت بالمشاركة معه 20 شركة ومصنعاً، فيما بلغ عدد فرق المخترعين المكلف بالعمل تحت إشرافه نحو 35 فريقاً، لذا فإن اختراعاتها وفريقها العلمي بحاجة للاستثمار بها من خلال إقامة مدينة صناعية تضم مجمعات مختلفة، معنية بالابتكار في مجالات متخصصة. عرش الابتكار تربع المواطنون على عرش الابتكار والإابداع لعام 2014 على مستوى دولة الإمارات، إذ شاركوا في 19 اختراعاً من إجمالي 43 اختراعاً تم تسجيله في المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو»، والتي أفادت بأن نسبة مساهمة الإماراتيين في الاختراعات بالمقارنة مع الجنسيات الاخرى على مستوى الدولة بلغت نحول 44 في المئة ، تأتي بعدها الجنسية الأردنية التي شاركت في 16 اختراعاً ثم اللبنانية بـ12 اختراعاً ثم البحرينية بأربعة اختراعات والمصرية بثلاثة اختراعات. وأوضحت بيانات «الويبو» أن من أبرز المواطنين المخترعين عيدة المحيربي وموسى العامري، فيما برز من بين العرب المقيمين الأردني المهندس وصفي الشديفات واللبنانية المهندسة فرح عفيف قصاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©