طحنون بن محمد يطّلع على خطة تطوير حديقة الحيوان والأحياء المائية في العين

أكّد سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية أهمية خطة تطوير حديقة حيوان العين والأحياء المائية والتي تتماشى والطبيعة الساحرة والبيئة الغنية التي تمتاز بها مدينة العين، مما سيضفي على المدينة نكهةً مميّزة للجمال الطبيعي والتآلف الروحي مع البيئة المحيطة· وأشار سموه -عقب اطّلاعه على خطة تطوير حديقة حيوان العين والأحياء المائية، والتي اعتمدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''- إلى الآثار السياحية الإيجابية للمشروع على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في العين· وقال: ''الخطة المقترحة توفر فرصة لنوع جديد من المغامرة لجميع أفراد الأسرة بما يؤهلها لتحتل موقعاً متميزاً بمنطقة الخليج العربي في مجال حماية الحياة البرية وتنفيذ برامج التوعية والمحافظة على الأنواع وتقديم أفضل الخدمات للزوار''· وتتضمن الخطة تطوراً نوعياً في المرافق كافة لتحول حديقة الحيوان إلى متنزه متكامل للحياة البرية، يحتوي على فلل ومنتجعات توفر قمة الرفاهية لحياة متجانسة مع الطبيعة والحياة الفطرية ومنشآت متكاملة ومتعددة الاستخدامات، تؤمن مستوىً عالمياً من الرفاهية، وتحافظ على البيئة بصورةٍ مستدامة، موفرة بذلك وجهة سياحية بما يؤهلها لتحتل موقعاً بارزاً على الخريطة السياحية للدولة· وتقوم خطة تطوير الحديقة على فكرة مختلفة تتكامل فيها جهود المحافظة على الطبيعة والتوعية البيئية بالرفاهية بالمعرفة وروح المغامرة واستكشاف المجهول· رافق سموه خلال الزيارة، معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لحديقة حيوان العين والأحياء المائية، والشيخ هزاع بن طحنون آل نهيان وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وماجد المنصوري العضو المنتدب لمتنزه ومنتجع العين، ود· فريديك لوناي المدير التنفيذي لمتنزه ومنتجع العين، ومارك كريغ مدير حديقة حيوان العين· يقول ماجد المنصوري: ''تشكل المنطقة الرئيسية الجديدة لحديقة الحيوان مساحة محصورة يسهل على العائلات التجوّل حولها سيراً على الأقدام، وهي تنبض بالعروض المميّزة للحيوانات الصحراويّة، وتزدحم بالمعالم المدهشة من صحاري العالم الشاسعة التي تمتدّ حتى سواحل البحار والمحيطات''· وأضاف: ''ستوفر حديقة الحيوانات المركزيّة، ومعارضها الواسعة، ورحلات السفاري الممنهَجة مركزاً متميّزاً يستقطب الزوّار من الأعمار والجنسيات كافة من مختلف أنحاء العالم، ممّا يساهم في توسيع آفاقهم وتعميق معلوماتهم وإثراء أفكارهم حول الحياة البريّة''· وأشار المنصوري إلى أن متنزه الحياة البريّة يمزج بين الحياة الشاقّة التي تعكس العزم والقوّة من جهّة، والوجه الآخر للحياة الرغيدة من جهّةٍ أخرى· إذ يضمّ مساحات تزخر بالعديد من النباتات المتنوّعة، والحدائق الغنّاء التي تزيدها الطيور المغرّدة والفراشات الملوّنة رونقاً وجمالاً· رحلات نهارية وليلية قال ماجد المنصوري: إن المحاور المختلفة لرحلات السفاري تأخذ الزوار في جولة حقيقية لمشاهدة عدد كبير من حيوانات شمال الكرة الأرضية والبيئات النموذجية التي تعيش فيها، ومراقبتها عن قرب وهي تمارس أنشطتها الطبيعية أثناء النهار والليل، وتتضمن رحلة أثناء النهار إلى أفريقيا - صحراء كلهاري، ورحلة إلى صحراء الجزيرة العربية، ورحلة ليليّة إلى أستراليا - الصحراء الرمليّة مترامية الأطراف، ورحلة ليليّة إلى الهند - صحراء التار، ورحلة ليليّة إلى أفريقيا - الصحراء الكبرى، والحياة البدويّة بأسلوب ضيافتها الخاص وملاذها ذات الطابع المميّز، والمخيّم البدوي الفخم الذي يعكس كرم الضيافة· في قلب الطبيعة ستؤمّن المنطقة السكنيّة أسلوباً لا مثيل له من السكن في رحاب الصحراء، حيث تطوّق المكان تصاميم هندسيّة تعكس روح العصر في شبه الجزيرة العربية وأفريقيا· تمتدّ الأراضي التابعة لحديقة الحيوانات على مساحة تصل إلى حوالي 100 هكتار، بالإضافة إلى الأراضي المحيطة بها· ويُتوقَّع أن تصل عدد الوحدات السكنيّة الراقية التي سيتمّ بناؤها 700 مسكن بمساحةٍ تتراوح بين 750 متراً مربّعاً، و1000 مترٍ مربّع و1500 مترٍ مربّع، الأمر الذي يسهّل عمليّة بناء فلل فسيحة وفخمة تتمتّع بالخصوصيّة وتضمّ أربع أو خمس غرف نوم، أو حتى أكثر من ذلك، مشيراً إلى أن هذه الأجواء تساعد على توفير الخصوصيّة للمقيمين الذين يُنشدون نمط حياةٍ فريد يتميّز بالانسجام والتناغم المطلَق مع الحياة البريّة الذي لا يعكّر صفوه شيء· خمسة مجمّعات سكنية تعكس تصاميم الوحدات السكنيّة لمسةً هندسيّة مميّزة تتناغم إلى حدٍّ بعيد مع الأجواء الطبيعيّة والبيئة المحيطة، مع الإشارة إلى أنّ غالبيّة الوحدات السكنيّة تؤمّن إطلالةً فريدة على مجموعة الحيوانات التي تزيد من سحر المكان وتميّزه· ستتألّف المنطقة السكنيّة من خمسة مجمّعات ومن نادٍ مركزي يقع فوق تلّةٍ لكي يوفّر إطلالةً قلّ نظيرها على جبل حفيت والحياة البريّة· في حين سيتمّ إنشاء محال تجاريّة وحوض سباحة ضمن المجمّع بشكلٍ يسهّل الوصول إليها بسهولةٍ سيراً على الأقدام· التسوّق يوفر المتنزه فرصة التسوّق ضمن مركزٍ تجاري يتألّف من عدّة أدوار تعكس الأجواء المحيطة بلمسةٍ فريدة وطابعٍ خاص، فضلاً عن إمكانيّة التسوّق في الهواء الطلق، وارتياد المقاهي والمطاعم الفاخرة التي تتميّز بإطلالةٍ ساحرة على المتنزه وبعض حيواناته المدهشة أو معالمه الطبيعية البديعة· ثدييات وطيور وزواحف أُسست حديقة حيوانات العين عام 1968 بقرار من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان· وتحتوي الحديقة اليوم على أكثر من 68 نوعاً من الثدييات و88 نوعاً من الطيور و35 نوعاً من الزواحف· وتمتد الحديقة على مساحة 850 هكتاراً، يستخدم منها اليوم 50 هكتاراً لتشكل ما يطلق عليه اسم الحديقة المركزية· وخضعت حديقة حيوان العين لبرنامج تحديث كامل تضمن تغييرات في التضاريس والبنية التحتية وإضافة عدد من المعارض الجديدة من شأنها تطوير الحديقة بشكل كبير يقدم لزوارها تجربة طبيعية لاتنسى· تحسينات ولمسات جمالية بحسب مارك كريغ مدير حديقة حيوان العين، تمت إضافة العديد من اللمسات التجميلية مثل تحسين التضاريس وتطوير المدخل الرئيسي وإضافة عدد من منصات المشاهدة· إذ يمكن للزوار الآن مشاهدة معرض الحيوانات الأفريقية من على منصة مرتفعة بمستويين، حيث يمكن من المنصة العليا مشاهدة قلب السافانا الأفريقية ومشاهدة الحيوانات عن قرب حول مشرب الماء، بينما يسير زوار بيت الطيور على ممر تحيطه خلفية صحراوية مذهلة وهم يشاهدون أنواعاً مختلفة من طيور المنطقة· ويتمتع الجمهور بمشاهدة مجموعة متنوعة من الطيور الجارحة تطير خارج أقفاصها، وسيشمل هذا العرض الخاص النسور والصقور في عرض لتصرفاتها الطبيعية أمام الزوار· ومن المبادرات المهمة أيضاً، إضافة فصائل حيوانات جديدة، ومنها على سبيل المثال مجموعة حيوانات ''الميركات'' القادمة من جنوب أفريقيا، تنحدر هذه الحيوانات من فصيلة النمس والتي تتميز بعيشها في جماعات· معرض ''الشمبانزي'' في منتصف مارس ،2007 أعلنت إدارة حديقة حيوان العين عن افتتاح معرض جديد لقرود الشمبانزي ضمن برنامج التحديث الكامل الذي تخضع له الحديقة· وأصبح بإمكان زوار الحديقة الآن مشاهدة ''الشمبانزي'' في معرضها الجديد بشكل أوضح من خلال نوافذ زجاجية على المستوى الأرضي أو من على ممشى خاص صمم على ارتفاع يشرف على كامل المعرض· وتضمنت النوافذ فرصة مشاهدة هذه الحيوانات فائقة الذكاء، كما تؤمن زوايا مختلفة لعشاق التصوير ومحبي الحيوانات لالتقاط أجمل الصور مع وجود جبل حفيت في خلفية المعرض· الظبيان العربية النادرة قامت الحديقة مؤخراً بإطلاق عدد من الظبيان العـــــربية النادرة في البيئة البرية في الحديقـــــة والتي يتــــم العمـــل على صيانتها خصيصاً وتجهيزها لاستقبال هذه الظبيان النادرة· وتشكل هذه الخطوة إحدى أهم البوادر التي استهلت بها حديقة العين تنفيذ خطتها بالتعاون وبالمشاركة مع وكالة حفظ البيئة بأبوظبي· وتعد الظبيان العربية من أهم السلالات التي تعاني خطر الانقراض، لذلك أعطـــــت الحديقة الأولوية لمجموعــــة من الظبيان التي تم اختيارها بعناية بنــــاء على الصحة والعمر والجنس·