الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنترنت تغيِّر خريطة مصادر الأخبار والتلفزيون يبقى ملكها المتوج

10 ابريل 2010 21:17
أظهرت دراسة بحثية أجريت مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية أن 92 % من الأميركيين يستقون أخبارهم من عدة مصادر وأن الإنترنت تحل في المرتبة الثالثة، في مصادر الأخبار الحديثة والأكثر شعبية، وقد جاء ترتيبها متأخراً جداً خلف التلفزيونات الوطنية ثم المحلية لكنها تقدمت على الصحف والإذاعات. أما في فرنسا فقد أظهرت دراسة لـ”معهد قياس الإقبال على وسائل الإعلام” (Médiamétrie) تفاوتاً مهماً عن الدراسة الأميركية، إذ بينت أن الإذاعات تأتي في المرتبة الثانية بعد التلفزيون مباشرة من حيث “تردد” الفرنسيين على وسائل الإعلام ثم تأتي الإنترنت تليها الصحافة المكتوبة ثم الهاتف النقال ثم الهاتف الثابت فألعاب الفيديو وأخيراً الفيديو. ووفقا لما كتبه “دونج نجو” في “سي. نت. نيوز/ cnet news” فإن تقرير “مشروع مركز الأبحاث بيو للامتياز الصحفي” (The Pew Research Center’s Project for Excellence in Journalism) الصادر آخر فبراير الماضي يبين أن الحصول على الأخبار من تكنولوجيا ملحقات الهاتف النقال أصبح عادة يومية للعديد من الأميركيين وأن ما يقرب من ثلثيهم (59 ?) يحصلون على الأخبار من كل من الإنترنت ومصادر أخرى في حين يمثل الذين يحصلون على الأخبار اليومية من مصدر واحد نسبة قليلة جداً. وعلى الرغم من تقدم التلفزيون والانترنت كمصادر أخبار شعبية، إلا أن 7 في المائة فقط من البالغين يعتمدون فقط على الانترنت أو على التلفزيونات المحلية كمصدر للأخبار اليومية. وخلص التقرير أيضاً إلى أن 57 في المائة من الأميركيين يميلون إلى اعتماد ما بين اثنين إلى خمسة مواقع انترنت كمواقع مفضلة لديهم للحصول على الأخبار اليومية، وأن 61 في المائة من الأميركيين يرجعون إلى الانترنت على الأقل مرة واحدة يوميا لقراءة الأخبار، فيما يقرأ 71 في المائة الأخبار على شبكة الإنترنت أحياناً. ويشترك معظم الأميركيين في أسباب اهتمامهم بمواكبة ما يحدث حول العالم، حيث قال 72 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع أنهم يستمتعون بمناقشة الأخبار مع الآخرين، وقال 69 في المائة أن معرفة الأخبار واجب اجتماعي أو مدني. ويفيد تقرير “بيو” أيضاً بأن الانترنت لم يصبح فقط وسيلة لمتابعة و”استهلاك” الأنباء بل إنه غيَّر طريقة تفاعل الناس مع الأخبار إذ وجد أن 33 في المائة من مالكي الهواتف الخلوية يدخلون الآن إلى الأخبار عبر هواتفهم وأن 28 في المائة من مستخدمي الانترنت قد صمموا صفحات استقبالهم لإظهار مواضيع الأخبار التي تهمهم كما أن 37 في المائة من المستخدمين ساهموا في التعليق أو إرسال ما قرأوا عبر بريدهم الإلكتروني أو مواقع الشبكات الاجتماعية مثل “تويتر” و”فيسبوك”. وبينما يجمع الأميركيون ـ نسبياً ـ على أهمية الأخبار اليومية إلا أنهم يختلفون حول نوعية الأخبار إذ يرى 63 في المائة أن وكالات الأنباء تقوم بعمل جيد بهذا الصدد بينما يتفق 72 في المائة على أن عظم مصادر الأخبار منحازة في تغطيتها. وأوضح مركز “بيو” أن تقريره ارتكز على مقابلات هاتفية قامت بها مؤسسة أبحاث دولية في الفترة الواقعة بين 28 ديسمبر 2009 و19 يناير 2010، وشملت عينة البحث 2259 بالغا فوق سن 18. أما الدراسة الفرنسية وعنوانها “وسائل الإعلام في الحياة” والتي علقت عليها مار ـ كاترين بوث في “لوفيجارو”، فقد استندت إلى قياس خاص لإقبال الفرنسيين على وسائل إعلام وذلك باعتماد عدد “الاتصالات” خلال وحدة زمنية مقدارها “ربع ساعة”، وأظهرت أن الفرنسيين يقومون يوميا بما معدله 39,6 اتصال بوسائل الإعلام والوسائط المتعددة الاستعمال وأن معدل عدد الاتصالات هذا في ارتفاع مستمر من عام إلى عام. وأرجعت “لوفيجارو” هذه الحيوية إلى وسائل الإعلام الناشئة خاصة الانترنت والهاتف النقال. وذكرت الدراسة أن أكثر من 50 في المائة من الفرنسيين في العام 2009 اعتمدوا الانترنت ووسائل الاتصال التقليدية عبر الشبكة العالمية (مثل تسجيلات التلفزيون والإذاعة أون لاين ومواقع الصحف والاستماع للموسيقى على بعض المواقع المتخصصة) في حين كانت نسبة هؤلاء 44,3 في المائة فقط قبل العام 2008. أما الأجهزة المتعددة الوسائط فقد استقطبت 73,2 في المائة بارتفاع 6,9 نقاط عن العام السابق. وتم تسجيل ارتفاع لافت للشرائح الأكثر شبابا في هذا المجال، حيث تبين أن 34 في المائة من الشبان بين 13 و24 سنة لم يعودوا يشاهدون التلفزيون على الشاشة التقليدية، في حين أن الوسائط الرقمية تستقطب أكثر فأكثر فئة الرجال ما بين 50 و59 عاما. إلا أن هذه القفزة في الوسائط الرقمية لم تطغ على هيمنة وسائل الإعلام التقليدية، أي التلفزيون والإذاعة والصحافة (الورقية)، فالتلفزيون يبقى حسب الدراسة “ملكا” متوجاً مع معدل استخدام يعادل أكثر من 3 أضعاف (في مقياس الوقت) استخدام الانترنت ونحو 7 أضعاف الهاتف النقال، تليه الإّذاعة التي يبلغ استخدامها ضعفي الانترنت. وحدها الصحافة الورقية (من بين وسال الإعلام التقليدية الثلاث) جاءت بعد الانترنت. وصوّرت “لوفيجارو” نمط انجذاب الفرنسيين لوسائل الإعلام على اختلافها كالتالي: الإذاعة عند الاستيقاظ، تصفح الجريدة مع القهوة، استخدام تطبيقات الهاتف النقال في الطريق إلى العمل، تصفح الانترنت والمجلات المهنية المتخصصة في المكتب، مشاهدة التلفزيون لدى العودة مساءً إلى المنزل، ممارسة لعبة فيديو من وقت لآخر أو تشغيل اسطوانة ممغنطة خلال تحضير العشاء الخ.. إنه نمط يكاد يكون متقارباً في عالم اليوم وهو يصور إلى أي درجة يمكن أن يتحكم الإعلام بوسائله القديمة والحديثة في حياة البشر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©