الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تايلاند: لا طوارئ ضد المتظاهرين!

10 ابريل 2010 20:52
لم يمارس رئيس الوزراء التايلندي أبهيست فيجاجيفا سوى جزء محدود جداً من السلطات الممنوحة له منذ إعلانه فرض حالة الطوارئ يوم الأربعاء الماضي. وقال زعماء حركة "ذوي القمصان الحمراء" المعارضة، إن قادة الجيش يترددون في تنفيذ الأمر الصادر لهم من رئيس الوزراء. وكان ناشطو الحركة المعارضة قد نظموا مظاهرة أخرى كبيرة في العاصمة بانكوك يوم الجمعة الماضي. وعندها حذر الجيش من استخدامه للقوة، بما فيها إطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين تجمعوا حول إحدى المحطات الفضائية بعد أن صادرت الحكومة محطتهم التلفزيونية الخاصة. وقد نظر الذين يريدون للحكومة أن تتخذ خطوات أكثر حزماً لوضع حد لهذه المظاهرات التي استمرت أربعة أسابيع، إلى مظاهرة يوم الجمعة، على أنها تمثل تحدياً مستمراً للحكومة. وفي حين تعطي حالة الطوارئ التي أعلن عنها يوم الأربعاء الماضي، رئيس الوزراء سلطات واسعة يمكنه استخدامها ضد المتظاهرين، بما فيها حق الاعتقال وفرض الرقابة على الأخبار الصحفية، وتقييد حرية حركة المواطنين داخل العاصمة وحولها... فالملاحظ أن فيجاجيفا لم يستخدم من هذه السلطات والصلاحيات ما يذكر، الأمر الذي مكّن المتظاهرين من السيطرة على شوارع العاصمة بتجمعاتهم المتنقلة بالسيارات والدراجات النارية. من بين الناطقين باسم المتظاهرين، قال سين بونبراكونج -الذي يعتمد على دعم الطبقات الفلاحية والعاملة لنشاط حركته المعارضة- إن السيطرة الحكومية على العاصمة قد انهارت. وفي آخر التطورات التي شهدها يوم الجمعة الماضي، اقتحام المتظاهرين ذوي القمصان الحمراء إحدى المحطات الفضائية التي أمرت الحكومة بإغلاقها يوم الخميس. وتصدت قوات الشرطة للمتظاهرين العزل بخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع، لكنها لم تتمكن من صدهم واضطرت للانسحاب المهين أمامهم. وفي ساعة متأخرة من ذلك اليوم استأنفت القناة الفضائية المذكورة بثها. وقد ساعد هذا التردد الحكومي إزاء تنفيذ حالة الطوارئ في البلاد قادة المعارضة الذين يطالبون رئيس الوزراء بحل البرلمان. ويستنتج هؤلاء أن القوات الأمنية تتمنع عن تنفيذ قانون الطوارئ، وبذلك فهي تضعف موقف رئيس الوزراء وحكومته. لكن نفت المصادر العسكرية وجود أي خلافات بين الجيش والحكومة، قائلة إن الامتناع عن استخدام القوة من قبل هذه القوات، قُصد منه تقليل عدد الضحايا بين المدنيين. هذا وقد دعا بعض المراقبين والمحللين التايلنديين رئيس الوزراء إلى تشديد حملته على المعارضين الذين يتظاهرون ضده يومياً، بمن فيهم أنصار الملك. ويذكر أن بانكوك كانت قد شلت تماماً في عام 2008 بسبب التظاهرات الملكية التي نظمت احتجاجاً على تعيين حكومة متحالفة مع رئيس الوزراء السابق تاكسين شينواترا، الذي أطيح به عبر انقلاب عسكري في عام 2006. وسرعان ما تصاعدت تلك المظاهرات إلى حد أمكن فيه للمتظاهرين السيطرة التامة على اثنين من المطارات، قبل أن يستولي أبهيست فيجاجيفا على سدة الحكم بدعم عسكري. ولاحظ المراقبون تعدد الأماكن التي يتجمع فيها المتظاهرون، بما فيها منطقة تسوق في وسط العاصمة بانكوك، حيث تجمهر عشرات الآلاف منهم خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. كما استغل المتظاهرون في الأيام القليلة الماضية، مناسبة استعداد تايلند للاحتفال بالعام الجديد في عطلة نهاية الأسبوع المقبل، وتمكنوا من تعليق ورفع لافتات عريضة كتبت عليها عبارة: "مرحباً بكم في تايلند... فنحن لا نريد شيئاً سوى الديمقراطية". وفي منتصف نهار الجمعة تجمعت آلاف إضافية من المتظاهرين في منطقة التسوق، غير مبالين بحرارة الشمس الحارقة التي كانوا يقفون تحتها. ورغم اقتناع عدد من المراقبين والمسؤولين بمشروعية استخدام القوة ضد المتظاهرين الذين يحتجون بعنف، فقد اتسمت هذه المظاهرات بقدر كبير من السلمية. وربما يعود امتناع قوات الأمن والجيش عن استخدام القوة ضدهم، إلى إدراك قادة هذه المؤسسات الأمنية لحقيقة أن المتظاهرين يحظون بتعاطف سكان العاصمة وتأييدهم. وهكذا فإن قوات الأمن لا تريد استعداء عدد كبير من سكان بانكوك على حكومة فيجاجيفا، باستخدام العنف ضد المتظاهرين. ويقدر عدد المتحالفين معهم داخل العاصمة وحدها بحوالي 150 ألفاً يشارك بعضهم في احتجاجات الشوارع. وقد لاحظ بعض المراقبين أن الاستراتيجية التي يستخدمها المتظاهرون حققت نجاحاً مؤقتاً في استقطاب أعداد كبيرة من المتعاطفين معهم، خاصة من بين أوساط الطبقات العاملة ومهاجري الريف. لكن من رأي أثرياء بانكوك أن ذوي القمصان الحمراء ليسوا سوى دمى يمسك بخيوطها ولعبتها رئيس الوزراء السابق تاكسين الذي لا يزال هارباً من العدالة التايلندية. ويذكر أن الاحتفالات بعطلة العام الجديد، كانت قد تعكرت أجواؤها في العام الماضي بسبب اشتباكات بين المتظاهرين ذوي القمصان الحمراء، وقوات الأمن التي تلقت أوامر باستعادة الأمن والنظام. وإذا كانت قوات الأمن قد امتنعت حتى الآن عن استخدام القوة ضد المتظاهرين، فذلك لا يعني أنها لن تستخدمها خلال الأيام القليلة المقبلة، على حد قول "بول كاجليا" رئيس مجموعة PSA Asia، وهي مجموعة استشارية أمنية مقرها في بانكوك. ومن رأي "كاجليا" أن ذوي القمصان الحمراء يقفون وراء صفوف العدو، ولا يحظون بتأييد النخبة في بانكوك. سايمون مونتليك - بانكوك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©