أزهار البياتي (الشارقة)
انطلقت أيام الشارقة التراثية بثوب جديد في دورتها الـ15 على التوالي، منذ يوم أمس الأول الثلاثاء بفعاليات وأنشطة متنوعة ذات دلالات حضارية وثقافية لها أبعاد متشعبة في ماضي الإمارات وتاريخ المنطقة، متخذة من شعار «التراث مبنى ومعنى» عنواناً لها، لتستمر على مدار 19 يوماً هي عمر الأيام هذا العام، مستهلة مهرجانها التراثي الحافل بدعم مطلق وحضور مشهود لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسط زخم جماهيري وإعلامي كبير، لهذا الحدث السنوي المميز، بكل ما يتضمنه من برامج ونشاطات تراثية، إنسانية، وترفيهية.
فلكلور الشعوب
في حفل انطلاقة الأيام، شهدت منصة المسرح في ليلتها الأولى استقطاباً جماهيرياً واسعاً، مجتذباً المهتمين بالاطلاع على ألوان الفلكلور الشعبي المحلي والعالمي، عبر جملة من العروض الفنية والفقرات الاستعراضية البديعة، ساهمت في إحيائها فرق إماراتية وعربية وأجنبية، تألقت بلوحاتها الاستعراضية الشعبية الراقصة، وبرزت منها عروض فنية من جورجيا وإيطاليا والبحرين، ترجمت هويتها التراثية والثقافية، كما يشهد مسرح الأيام يومياً حزمة من الاستعراضات الفنية والشعبية والتراثية، يسهم فيها عدد من الفرق الفلكلورية التي تنتمي إلى الدول المشاركة، والتي بلغ عددها هذا العام 31 دولة خليجية وعربية وأجنبية، جاءوا جميعاً إلى الشارقة، ليكونوا جزء من عرسها التراثي الكبير، مستعرضين بلوحاتهم الفنية الجميلة صورا حيّة لعراقة وأصالة وتاريخ بلدانهم.
حوار حضاري
وعبر هذه المضمون، يشير عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، إلى أهمية وجود هذه الفرق الشعبية القادمة من مختلف أقطار العالم، قائلاً «مسرح ساحة التراث يعتبر أحد المواقع والأركان المهمة والجاذبة في أيام الشارقة التراثية، حيث يشهد يومياً إقبالاً جماهيرياً كبيراً من عشاق الفلكلور المحلي والعربي والعالمي، قدمت جميعاً لتؤدي عروضاً شائقة، وألواناً مختلفة من فنونها الشعبية، مستقطبة الزوار للتعّرف إلى أنغام الموسيقى والأهازيج والرقصات الشعبية المحلية والعربية والعالمية، مشكلة بدورها هي الأخرى تظاهرة ثقافية وتراثية عالمية، يعشقها ويتابعها جمهور غفير من مختلف الفئات والأعمار، لما تحمله من جماليات الموروث الإنساني للشعوب».
ويضيف أن مسرح الأيام استقطب جمهوراً متنوعاً من مختلف الجنسيات، في حوار حضاري مشترك بين الأمم والشعوب، تتقاطع من خلاله العادات والتقاليد المجتمعية بالفنون والثقافات الإنسانية. وقد تنقل زوار الأيام بين ساحات التراث مستمتعين بمشاهدة بعض الفنون الشعبية الإماراتية، خاصة لوحات وفنون العيالة والدان والحربية، التي تجولت وسط السوق القديم وساحة سوق العرصة، راسمين صورا وأشكالا وألوانا متحركة صدحت بقرعات الطبول والدفوف والأهازيج التي طغت بهجتها على أجواء الاحتفال.
«التراث مبنى ومعنى»
وقال المسلم : الدورة الحالية من أيام الشارقة التراثية، حملت شعار «التراث مبنى ومعنى»، وتتضمن برامج وأنشطة وفعاليات متنوعة، وندوات ومحاضرات، تستحضر أصالة الماضي وثرائه، ومطلعة الأجيال الجديدة على تاريخ الآباء والأجداد في عموم المنطقة، عبر تعريفهم بثقافة البيئات المحلية، وما يتميّز به سكانها من الحرف والمهن والعادات والتقاليد، والتي تعد تعبيراً صادقاً عن هوية هذا الشعب ورصد لجذوره، كما تمثل تجسيدا حيا لتاريخ أبناء الإمارات والخليج العربي، مانحة باقي جنسيات العالم أجمع فرصة الاطلاع على أوجه حضارتنا الإنسانية.
ورشة «اقرأ»
للطفل دوماً نصيب كبير في فعاليات أيام الشارقة التراثية، وفي نسخة هذا العام، هناك الكثير من الأنشطة والفعاليات والألعاب التراثية الخاصة بالأطفال، فقد تم تخصيص حصة كبيرة للأطفال، من خلال توفير ما يزيد على 240 فعالية لهم، تناسب مختلف الأعمار، كما أنه تم تحديد ورشة قراءة يومية بمكتبة الموروث في ساحة الأيام بقلب الشارقة، تحمل عنوان «اقرأ»، حيث إن القراءة هي مظهر لحضارة وتقدم وازدهار الأم.
عدد اليوم
