الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ضيافة «مغربية» في عاصمة الإمارات

ضيافة «مغربية» في عاصمة الإمارات
21 مارس 2018 11:59
لكبيرة التونسي (أبوظبي) عندما يتخطى زائر فعالية «المغرب في أبوظبي»، عتبة البوابة الضخمة التي تفوح منها رائحة العرعار، عابرا إلى حضن الرواق الرئيسي، يجد نفسه في رحلة بصرية ممتعة تروي حكايات التنوع العظيم الذي تزخر به المملكة، تعكسها ما يقدم من ألوان وأشكال الفنون والحرف التقليدية والمواد والأعمال التاريخية والقطع الأثرية وفنون الطبخ والعمارة، التي تبرز جانبا من تاريخ المغرب وحضاراته الضاربة في عمق التاريخ، ويعكس المعرض تتعدد المكونات اللغوية والثقافية ليكون لوحة جمالية نابضة بالحياة.وتستقبل الفعالية التي تقام بترحيب من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة واهتمام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وذلك في إطار تعزيز ودعم العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية في جميع المجالات، آلاف الزوار يوميا بالشاي المغربي والحلويات التقليدية والمملحات والأطباق المغربية الأصيلة، حيث يكرس ذلك طابع الحفاوة وقيم إكرام الضيف وحسن الاستقبال التي يتمتع بها المغاربة قاطبة. حفاوة استقبال لا تكتفي فعالية «المغرب في أبوظبي» بسرد قصة التنوع الثقافي والحضاري في المملكة، وإنما تروي حكاية حب المغاربة للضيوف، بجميع مكوناتهم وعلى امتداد جغرافية البلد، سواء في القرية أو المدينة، وذلك من خلال ما يقدم يوميا للزوار بالمجان، حيث أرادت الفعالية أن تنقل لزوارها فن عيش المغربة وتجعلهم جزءا من الحكاية، فالزائر يشعر أنه في بقعة على أرض المملكة من خلال جميع المكونات سواء المعمارية أو الموسيقية أو من خلال الحرف أو ساحات الطبخ، التي جند لها أكثر من فريق عمل وأكثر من شيف محترف لإعداد أجمل الحلويات والمملحات والأطباق التقليدية أو كؤوس الشاي التي توزع بكل حب أو عبر السفر من خلال الشاشات الضخمة التي تنقل جمال الطبيعة والتنوع العمراني بالمملكة. تراث قديم وقال الشيف كريم بنبابا رويال منصور، إن ما يتم تقديمه يوميا من أطباق متنوعة وكثيرة يحكي قصة تختزل التراث المغربي، حول فن المائدة المغربية بكل ما يحيط بها من استقبال ومن جمال أوان ومن ثقافات، من خلال الأطباق التي تروي بدورها قصة التنوع مرفوقة بأنشطة موسيقية، مما يعكس التنوع الثقافي والحضاري للمغرب، فتم تقديم شوربة «الحريرة» التي تروي قصة بربرية و»البسطيلة» التي تروي قصة أندلسية، مشيرا أن البسطيلة الأصلية مهرت النساء المغربيات في إعدادها بطرق معدة بالحمام والورقة التي يتم إعدادها، بطريقة خاصة في البيت إلى جانب اللوز والقرفة والمسكة الحرة والزعفران في تناغم وتكامل، وتطورت اليوم ليتم إعدادها بفواكه البحر والخضراوات والدجاج، مشيرا أن ورقة البسيطة تم استقطابها من الشرق الأوسط لتطورها المرأة المغربية، يعكس التلاقح بين دول الشرق وشمال أفريقيا، وتعكس ذلك التنوع الثقافي والحضاري بالمملكة، إلى جانب ذلك تم تقديم «طنجية السمك». وقال بنبابا الذي درس بالمعهد الأوروبي للفندقة بالدار البيضاء والحائز على عدة جوائز عالمية: «نظرا لنجاح هذا الطبق فإننا حاولنا أن نتشاركه مع الإمارات، من خلال هذه الفعالية التي تشهد إقبالا كبيرا، وهو طبق يحكي قصة بين مراكش والمحيط الأطلسي، بالإضافة إلى طبق «المشوي». يقول الشيف: «المشوي هو طبق شعبي، يوضع الخروف فوق الجمر بعد أن يخمد لهيبه، وتسد الحفرة الطينية ويستغرق طهيه عدة ساعات». تعدد الأطباق وعن سر تقديم أنواع عديدة من الحلويات والمملحات والأطباق الأصيلة في الفعالية، قال الشيف بنبابا رويال منصور،الذي تم تكريمه من طرف الرئيس الفرنسي ماكرون، إن فن الطبخ المغربي الذي يؤخذ من البيوت ومن الجدات وتناقلت مهاراته الأجيال، متنوع وغني جدا وهذا ما يحاولون ترجمته من خلال جميع الفرق التي قدمت أطباقا متنوعة على امتداد أيام المهرجان، مشيرا أنه تم تقديم طبق الكسكسي على سبيل المثال في المعرض كل يوم جمعة، ليعكس التقليد المغربي، حيث تعد البيوت كل يوم جمعة طبق الكسكسي التي يتنوع بتنوع المناطق في الدولة، موضحا أنه يتجاوز 134 نوعا، وهو يحكي قصة التنوع بالمملكة فهناك الطبق باللحم وبالسمك وبالخضراوات، ونوع آخر يدمج فيه الحلو والمالح «بالتفاية» والكسكسي بسبع خضاري، وغيرها من الأنواع الكثيرة حسب المنتوج المغربي وحسب فصول السنة الأربعة. عرض تفاعلي في فن الطبخ عبرت الشيف زكية أيت بولحسن، عن سعادتها بتفاعل وتذوق الزوار لبعض الأطباق المغربية، موضحة أن الحفاوة بالزوار ليست بغريبة عن المغاربة في بلدهم، وأنهم يعكسون في الفعاليات أجواء الحفاوة والكرم، التي تميز المغاربة في استقبال ضيوفهم وزوار البلد. وأشارت زكية إلى أن وجودها في أبوظبي أثرى تجربتها، لافتة إلى أنها تقدم يوميا أطباقاً مختلفة من المملحات للزوار، بالإضافة للحلويات التقليدية مرفوقة بكؤوس الشاي المنعنع، إلى جانب العرض التفاعلي في فن الطبخ، كما تقديم لزوار ركنها، طرق طهي الأطباق المشهورة في المغرب، مؤكدة أنها تسهر يوميا على إعداد أصناف كثيرة من المملحات إلى جانب فريق العمل، بالإضافة إلى طبق اليوم، وذكرت زكية أنها سعيدة بالإقبال الكبير الذي تشهده منصة المطبخ المغربي وما تعرفه من تفاعل جماهيري من الإماراتيين والمقيمين، موضحة أن الجناح يستقطب جماهير من مختلف دول الإمارات والخليج أيضا التي تأتي خصيصا لتذوق بعض الأطباق. 13 ألف زائر للفعالية في 10 أيام حققت فعالية «المغرب في أبوظبي» بدورتها الثالثة إقبالاً كبيراً، حيث وصل عدد زوارها في عشرة أيام إلى ما يقارب من 13 ألف زائر من المواطنين والمقيمين، لتمنحهم فرصةً كبيرة للاطلاع على التراث الثقافي المغربي الثري بمختلف أشكاله سواء بالمعمار، أو الموسيقى، أو الفن، أو المطبخ، أو العادات والتقاليد، أو الأزياء أو المتحف التراثي المغربي. وتعاقبت على أرض المغرب أممٌ وحضارات مختلفة أضافت كل منها بصمتها الخاصة والمتفردة إلى فنون العمارة والبناء، وحين يذهب الزائر لفعالية «المغرب في أبوظبي»، التي تنتهي مساء يوم غد الاثنين بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، سيلاحظ تميز وثراء فن العمارة المغربية الذي يمزج بين العمارة الإسلامية الأندلسية والعمارة التقليدية المتوسطية والأوروبيّة، والتي تُشكِّل مجتمعةً لوحة فنية وهندسية تبهر الأبصار. وتتميز العمارة المغربية بعناصر أبرزها القباب والساحات والزليج والزخارف ويتكون رواق فعالية «المغرب في أبوظبي»، الذي يعتبر قلب الفعالية من فناءً مركزي تتحلق حوله القبب وتتفرع عنه أروقة متعددة ومختلفة التصاميم، وهو يمثل مسرح الأنشطة والتفاعل اليومي في الرواق، أما طيف الألوان المستخدمة في التصميم هذا العام فهي مستوحاة من لون الأرض، وأما التصميم بشكل عام فهو مستوحىً من تصاميم القصور المغربية وخاصة تلك الموجودة في مدينة مراكش. يتسم تصميم النسخة الحالية من فعالية «المغرب في أبوظبي» بثراء الجزء الداخلي من المكان، فقد تم ترصيع أرضية الرواق بأكثر من مليوني قطعة زليج من اللونين الرملي ولون الطين الطبيعي والتي طليت بعض قطعها بالذهب الخالص، أما الباب الخشبي الرئيسي فقد اشتغل في صنعه وتوريقه وزخرفته أكثر من 83 نقاشاً بالإضافة إلى ثلاثة أبواب ثانوية صنعت بنفس الطريقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©