القدس المحتلة (وكالات) - أفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته أصابت بالرصاص أمس، مقاتلين من «حزب الله» كانا يحاولان زرع قنبلة قرب السياج الفاصل بين مرتفعات الجولان السورية المحتلة وأراض تخضع لسيطرة دمشق. من جهتها، أكدت السلطات السورية أمس، شن إسرائيل هجمات على مواقع حدودية في محافظة القنيطرة جنوب البلاد، متهمة تل أبيب بخرق اتفاق فصل القوات، وحذرت من مغبة التورط في «مغامرات» ومحاولة اختبار قدراتها القتالية. وبدورها، ذكرت القوات المسلحة السورية في بيان أن صواريخ وقذائف دبابات ونيران أسلحة إسرائيلية، أصابت 7 أفراد من قوات الأمن و4 مدنيين على الحدود التي تسيطر عليها سوريا، متهمة إسرائيل بانتهاك اتفاق فض الاشتباك الذي وقع قبل 40 عاماً بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، وقالت إن الحادث أظهر أن تل أبيب تدعم بنشاط المعارضين الذين يقاتلون لإطاحة نظام الأسد.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «في وقت مبكر الأربعاء، رصد (إرهابيان من حزب الله) أثناء محاولتهما وضع عبوة ناسفة قرب الحدود الإسرائيلية - السورية شمال هضبة الجولان. قامت قوات الجيش بالرد على الفور وأطلقت النار على المشتبه بهما وأصابتهما». وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إن المخابرات الإسرائيلية حددت هوية رجلين، وتبين أنهما عضوان في «حزب الله» الذي يساعد الأسد في صراعه مع المعارضة، دون توافر تفاصيل عن حالتهما. وكان «حزب الله» هدد الأسبوع الماضي بالرد على غارة شنتها إسرائيل على أحد مواقعه على الحدود اللبنانية السورية، هي الأولى منذ الحرب بين الطرفين عام 2006.
وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فإن العنصرين المفترضين من «حزب الله» اللذين كانا ضمن «خلية مؤلفة من رجلين أو 3»، أصيبا بجروح دون التمكن من تحديد خطورة الإصابات. وقال مصدر عسكري إسرائيلي لـ«فرانس برس»: «هذا الحادث ليس مفاجئاً، ونعتقد أن المواجهات مع (حزب الله) قد تستمر في الأيام المقبلة». وأشار المصدر إلى أنه عقب تهديدات «حزب الله» بالرد على الغارة الإسرائيلية، فإن «أفضل وحدات الجيش الإسرائيلي بما في ذلك الوحدات الخاصة متمركزة على الحدود مع سوريا». من جهتها، أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن قوة مدرعة من الجيش الإسرائيلي في شمال هضبة الجولان أطلقت صباح أمس، قذائف باتجاه مجموعة من الأشخاص شوهدوا يقتربون بـ«صورة مشبوهة» من السياج الحدودي من جهة الأراضي
السورية بهدف زرع عبوة ناسفة، كما يبدو، مضيفة أنه «يُعتقد أن مثل هذه النشاطات تنفذ بتوجيه من منظمة (حزب الله)».
وبدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري قوله، إن الجيش الإسرائيلي قام «صباح الأربعاء بخرق لاتفاق فصل القوات، حيث أطلق عند الساعة السادسة صباحاً 4 صواريخ من تلة السطح والخوين في الجولان المحتل باتجاه مدرسة وجامع الحميدية، كما أطلق 4 قذائف دبابات عند الساعة 30ر6 باتجاه موقع الحرية، وعند الساعة 10ر7 فتح نيران الرشاشات المتوسطة باتجاه موقع الحميدية، مما أدى إلى إصابة وجرح 7 من عناصر قوى الأمن الداخلي و4 مدنيين». ولفت المصدر، الذي لم يتم الكشف عن هويته، إلى أن هذا العدوان يؤكد مجدداً «حقيقة التورط المباشر» لإسرائيل في «دعم ومساندة المجموعات الإرهابية»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة، ويبرهن «مدى التنسيق القائم» بينهما.
إلى ذلك، أفاد مصدر عسكري إسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي يتخذ إجراءات أمنية خاصة بمنطقة شمال مرتفعات الجولان المحتلة عقب محاولة زرع لغم عند الشريط الحدودي، وأن الجيش دعا المزارعين إلى الحيطة والحذر من احتمال تصعيد أمني بالمنطقة. وقال المصدر العسكري الإسرائيلي لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، إن الجيش رفع حالة الاستنفار بمنطقة شمال مرتفعات الجولان لكنه لم يعلن عنها منطقة عسكرية مغلقة، خلافاً للأنباء التي ترددت حول ذلك، وطالب المزارعين في هذه المنطقة باتخاذ إجراءات حيطة وحذر.
عدد اليوم
