الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمل العربي المشترك

17 مارس 2018 21:56
منذ كنا صغاراً، ونحن نسمع عن ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك، وأن مستوى المبادلات التجارية بين الدول العربية محدود جداً، مقارنة مع حجم مبادلاتها مع العالم الخارجي، وفي الوقت نفسه، رأينا أيضاً كيف نجح الاتحاد الأوروبي في فترة زمنية أقل في تحقيق مستويات متقدمة جداً من الشراكة والتعاون الاقتصادي، بلغت حد توحيد العملة لكل هذا العدد من الدول، وتحرير التجارة فيما بينها، واتباعها لسياسة اقتصادية مشتركة في كل شيء تقريباً. ولاشك أن كل هذا يطرح ذلك السؤال القديم الجديد: لماذا فشل العرب في الشراكة التجارية، ونجح فيها الآخرون، وخاصة الأوروبيين؟ أعتقد شخصياً أن أول أسباب ذلك يعود إلى بناء الأوروبيين لشراكتهم على أسس واقعية اقتصادية منذ البداية، في حين أن بواكير العمل العربي المشترك بنيت في البداية على أسس عاطفية، وفيما بعد على أسس سياسية. ومن المعروف أن العلاقات الاقتصادية التي تقوم على تبادل المنافع والمصالح تلقى عادة كل الدعم من الشعوب، وتقوم على أسس واقعية، قابلة للقياس، أو هي بعبارة أخرى العملة شبه الوحيدة التي يمكن صرفها في زمننا هذا. وفي المقابل، فإن العلاقات السياسية قد تكون سبباً في الاختلافات في الرأي، ومن ثم الخلافات بين الدول أو الشعوب، كل بحسب مصالحه الخاصة. ولأن الأوروبيين دخلوا من المدخل الواقعي الاقتصادي رأيناهم وقد حققوا أهدافهم بصورة ناجحة. ولأننا نحن العرب دخلنا من المدخل العاطفي، ثم السياسي، واجهنا كل تلك المطبات التي عرقلت، وما زالت تعرقل العمل العربي المشترك، أو بعبارة أخرى تعطل شراكتنا الاقتصادية المنشودة. ومن هنا أرى أن على الجامعة العربية أن تركز في المستقبل على الجو انب الاقتصادية تحديداً، من خلال عقد قمم اقتصادية، وتحفيز أنواع الشراكات التجارية بين الدول العربية، وأيضاً بين الشركات والقطاع الخاص في هذه الدول، لأن ذلك هو المدخل الأكثر فعالية لإنجاح العمل العربي المشترك. إبراهيم يوسف - دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©