الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحيل.. والطريق الخاوي!

17 مارس 2018 21:56
رحل والدي دون أي تنبيه أو مؤشر.. رحل لتسقط معه وتنقص ورقة من شجرة العائلة.. رحل ليترك لنا الدنيا وما فيها حتى يأتي يومنا.. فهكذا هي الحياة، لا باقٍ فيها غير وجهه الأعلى والرحيم. رحل الشهمُ، ورحل الكريم، ورحل الشجاع.. رحل من كان يحرص على تقديم أي عون أو سند لناشد أو فقير أو محتاج.. رحل من علمني وإخوتي أن الإحسان، والرأفة، والرحمة نتيجتها كبيرة عند الله عز ًوجل في الدنيا قبل الآخرة. رحل وترك صيتاً لمعنى الشهامة والعروبة، فجيله يشهد له بمواقفه الإنسانية والنبيلة والشجاعة طيلة فترة شبابه وحتى قبل فراقه في الحادث الأليم، والذي أودى بحياته -رحمة الله عليه-. رحل والدي، وترك من عاشره في العمل بـ«أدكو» يذكر ويشهد اجتهاده، وإخلاصه، ووفاءه، وأمانته في العمل، وكذلك حرصه الكبير لإنجاح وتميز إدارته، وتقديره الكبير لموظفيه الذين انتابهم الحزن عند خروجه إلى التقاعد. رحل ليترك ذاك الطريق خاوياً، بعد أن كان يسير عليه بشكل دائم على دراجته الهوائية عند إشراقة كل صباح ولمدة ساعة وهو في عمر يناهز 75 عاماً.. نشاط وحيوية كان يتمتع بهما والدي، وجميع أفراد العائلة وحتى الجيران كانوا مبهورين ومعجبين بهكذا نشاط في ذلك العمر، إذ كان ذلك واضحاً على هيئته وبنيته الجسمانية. رحل والدي وترك لي إخوة وأخوات أعزاء على قلبي وروحي.. منهم الضابط، ومنهم المهندس، ومنهم الشرطي، ومنهم القانوني ومنهم المحاسب المتمكن، والإداري الناجح.. هذه هي حصيلة فِكْر وتربية والدي.. لقد كان -رحمة الله عليه-، واثقاً بقدراتنا كأبناء، وحريصاً على أن نحصل على أعلى المؤهلات العلمية، وفخوراً عند اعتلائنا لأي منصب، لدرجة أننا اكتشفنا بعد وفاته ومن خلال مستنداته، بأنه يحتفظ بملفٍ لصور وأخبار نشرت في الصحف عن نجاحاتنا. خلاصة الحديث رحل والدي الغالي محمد.. وترك لنا زوجته، وهي والدتي الغالية فاطمة لتحمل الآن الراية وتجعلنا نواصل مسيرتنا الأسرية والمهنية بنجاح، تماماً كما كان يفعل والدي محمد.. اللهم أنزله منازل الصدّيقين والشهداء والصالحين.. اللهم آمين. خارج السطور: - شكراً جزيلاً لرجال شرطة المرور ولجميع فرق العمل عند وقوع حادث السير.. فقد لعبوا دوراً أسرياً مهماً في ذاك الوقت الصادم، بخلاف رُقِيهم في التعامل والتعاون. - كم كان عظيماً مشهد وعدد المعزين وهم يتوافدون إلى خيمة العزاء.. فتلك كانت نتيجة سيرة والدي، ومسيرة تربيته لنا. - شكراً لمن واسانا في فقيدنا.. ونلتمس العذر لمن لم يستطع الحضور أو التواصل إما لظروف خاصة أو لعدم العلم بالأمر.. اللهم لا أراكم أي مكروه.. اللهم آمين. ياسر محمد الجنيبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©