السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«صائدو الحفريات» يهرعون إلى وادٍ ألماني لاستكشاف الماضي

«صائدو الحفريات» يهرعون إلى وادٍ ألماني لاستكشاف الماضي
9 ابريل 2010 22:07
يتجمع في الصباح الباكر ببلدة إيشستات الواقعة بولاية "بافاريا" الألمانية العشرات من صائدي الكنوز لتمشيط الأرض بحثا عن حفريات تحمل بقايا نباتات وحيوانات وسط جبال جورا كانت تعيش قبل 140 إلى 150 مليون عام. وخلال هذه الفترة السحيقة من الزمن، كانت المنطقة الجبلية التي تمتد حول بلدات "إيشستات" و"سولنهوفن" و"فيسينبرج" و"تريوشتلينجن" تطل على حافة محيط مداري يزدان بجزر صغيرة. وكانت الأرض ومياه البحر تسكنها كائنات انقرضت مثل الديناصورات وطيور ما قبل التاريخ والزواحف الطائرة إلى جانب تنانين طائرة عملاقة وتماسيح بحرية. وبعد مرور 50 مليون عام، تحولت الشعب المرجانية بالبحــر المداري بفعل الزمن إلى تشكيلات صخرية عجيبة لا تزال ترتفع عاليا يسارا ويمينا فوق وادي "ألتنميهل". وفي المياه التي كان ينقصها الأكسجين غاصت بقايا الطيور والحشرات القديمة والأصداف المتحجرة لرخويات منقرضة، والحشرات متناهية الصغر والأسماك وغيرها من الأحياء المائية في القيعان الطميية لما أصبح بعد ذلك بحيرات راكدة. وحفظت الظروف الطبيعية صورها جميعا حتى يومنا هذا داخل الحجر الجيري الناعم الذي ينتمي للعصر الجيوراسي. وعندما بدأ التنقيب عن الحفريات لأول مرة في هذه المناطق بالقرن الـ19، عثر في أراضي حول بلدتي "إيشستات" و"سولنهوفن" الكثير من بقايا الحيوانات العتيقة داخل الحفريات. وكان من أبرز الاكتشافات العثور على أول حفرية لما يعرف باسم أرشيوبتريكس وهو كائن منقرض نصفه طائـر ونصــفه ديناصور. وعثر عالم الأحياء الجيولوجية الألماني "هيرمان فون ماير" على حفرية تضم ريشة لهذا الكائن في الستينيات من القرن الماضي بالقرب من "سولنهوفن". ومنذ ذلك الوقت تم اكتشاف 8 حفريات لكائن الـ"أرشيوبتريكس" وكلها داخل حدود ما أصبح اليوم حديقة "ألتنميوهلتال" الطبيعية. وتصف روث ولمان التي تعمل بمركز المعلومات بالحديقة الإقبال على التنقيب عن الحفريات بأنه يشبه موجة تدفق الباحثين عن الذهب، وتقول إن كثيرا من الجيولوجيين الهواة الذين يأتون إلى هذه المنطقة يحلمون بالعثور على مخلوق كامل داخل حفرية ربما كائن على غرار الأرشيوبتريكس. وبالتأكيد يمكن رؤية العشرات من هؤلاء الهواة في فترات الصباح الباكر من فصل الصيف وهم مسلحون بالأدوات الضرورية مثل المطرقة والأزاميل والجاروف الصغير والنظارات الواقية. ويمضي بعضهم وهم يرتدون القبعات ذات الحواف الواسعة لحمايتهم من أشعة الشمس الحارقة اليوم بأكمله، على أمل العثور على شيء مهم. ويأتي معظم الباحثين عن الحفريات إلى المحجر المهجور في "بلوميمبرج" خلال الفترة بين عيد الفصح ونهاية شهر سبتمبر. ومنذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي أصبح هذا الموقع الذي تبلغ مساحته 1,5 هكتار ساحة عامة للتنقيب عن بقايا الكائنات الحية داخل الحفريات. ويجذب التشويق المصاحب لعملية البحث نحو 20 ألف زائر سنويا. وتوضح "روث ولمان" أن هذه الرحلة إلى الماضي البعيد تلقى رواجا بشكل خاص بالنسبة للأطفال حيث أنه من السهل العثور على نباتات وكائنات حية داخل الحفريات. ويتم حفظ أفضل النماذج المكتشفة داخل متحف جورا ببلدة "ويليبالدسبوج" المجاورة. ومن بين أبرز الحفريات المكتشفة واحدة تضم ديناصورا آكلا للحوم يسير على قدمين ينتمي للعصر الجيوراسي المتأخر. ويبلغ طول هذا المخلوق عشرات السنتيمترات وعثر على بقاياه داخل حفرية أثناء بعثة تنقيب علمية بمحجر بالقرب من بلدة "شاومهاوبتن" عام 1998. ويصفه "مارتن كولبل إيبرت" مدير المتحف بأنه فريد من نوعه. ويقول إن عملية العثور عليه تشبه الفوز بالجائزة الكبرى في اليانصيب.
المصدر: إيشستات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©