الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفاقم السخط الشعبي ينذر بثورة ضد «الحوثيين»

تفاقم السخط الشعبي ينذر بثورة ضد «الحوثيين»
15 مايو 2016 17:34
عقيل الحلالي (صنعاء) يتفاقم السخط الشعبي في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الذين يواصلون الاستيلاء على السلطة منذ أواخر 2014. وتزايدت حدة الانتقادات في الآونة الأخيرة ضد هذه الجماعة المدعومة من إيران، حيث يبدي كثير من العامة، وبشكل علني، تبرمهم منها في ظل استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، وفي وقت لا تزال الكهرباء مقطوعة في معظم المدن، ومنها صنعاء، منذ 13 شهراً. ويواصل الريال اليمني انهياره منذ شهور، حيث اقترب سعره من حاجز الـ300 أمام الدولار، في انخفاض غير مسبوق سجلته بعض محلات الصرافة في صنعاء، كما أن أسعار المشتقات النفطية ارتفعت بشكل خيالي منذ استيلائهم على السلطة في 6 فبراير 2015 حيث وصل سعر الجالون الواحد (20 لتراً) إلى 15 ألف ريال، بعد أن كان سعره الرسمي ثلاثة آلاف ريال. وقال فؤاد، وهو طبيب في العاصمة طلب عدم ذكر اسمه كاملاً «تسبب الحوثيون والمخلوع صالح بتدمير اليمن، وهم يتحملون جريرة الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني، حيث 81 في المائة من السكان البالغ عددهم 26 مليون نسمة بحاجة لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية بحسب منظمات الأمم المتحدة». وأضاف: «يخسر الحوثيون كل يوم مناصرين وموالين بسبب ممارساتهم القمعية وفسادهم الإداري والمالي». وحسب مصادر يمنية متعددة، فإن كثيرا من قيادات الجماعة باتت تعيش في حالة من الثراء الفاحش. واستحوذ «الحوثيون» العام الماضي على حركة استيراد النفط وبيعه محلياً بعد أن أصدروا قراراً بتعويم سعره، بعد أن كانت الدولة خلال العقود الماضية مكلفة بتوفيره بأقل سعر ممكن. وقال مسؤول نفطي: «يستورد عدد محدود من التجار الكبار النفط من الخارج ليتم بيعه في الداخل بسعر أعلى، وكل هذا يتم عبر قيادات في الجماعة التي جمدت تقريباً مهام الشركة النفطية الحكومية». وقال أعضاء في جماعة الحوثي، إن قيادات تصنف في المستوى الأدنى، حصلت على أموال كثيرة جراء بيع الأسلحة والذخائر المنهوبة من المعسكرات في السوق السوداء، وأشاروا إلى أن بعض هذه القيادات اتجهت حالياً إلى تجارة بيع وشراء السيارات. واستحدث المتمردون لجاناً خاصة في جميع الدوائر والمصالح الحكومية ليفرضوا سيطرتهم على كل المؤسسات، كما عينوا مسؤولاً عسكرياً في كل بلدة ومدينة في المناطق الخاضعة لهيمنتهم. ومؤخراً، عمد «الحوثيون» عبر ما يسمى باللجنة الثورية العليا إلى الحد من صلاحيات مسؤولين حكوميين كبار ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح بعد أن أقصوا في الشهور الماضية قيادات حكومية مؤتمرية في معظم المؤسسات. وأصدرت هذه اللجنة قرارات بتعيين العشرات من أبناء الأسر، التي تشكل القاعدة الشعبية للجماعة في مناصب حكومية، بعيداً عن معايير التوظيف الحكومي، وباتت وظيفة أمين العاصمة التي يتولاها عبدالقادر هلال المقرب جداً من صالح، شبه مجمدة، ويتولى قيادي عسكري في جماعة الحوثي مهمة هلال، خصوصاً ما يتعلق بالوضع الأمني في صنعاء. ومنذ أيام، يتبنى القيادي والمتحدث السابق باسم الحوثيين، علي البخيتي المقيم في المنفى منذ شهور، حملة ضد الجماعة بعد أن كان أحد أبرز منظريها خلال توسعها من معقلها في صعدة، وصولاً إلى العاصمة ومحافظات في وسط وغرب البلاد. وقال البخيتي «إن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أصبح أكبر مظلة للفساد في البلاد»، مشيراً إلى أن إخوة وأقارب الحوثي يستغلون السلطة في ابتزاز المواطنين من أجل الحصول على عشرات الملايين من الأموال. وأطلق ناشطون في موقع «تويتر» هاشتاج «الحوثية حركة كهنوتية»، بعد أن لجأت الجماعة في الأيام الأخيرة لنشر معتقداتها المذهبية الدخيلة على الشعب اليمني عبر وسائل الإعلام الحكومية، ويعتزم الحوثيون إطلاق مجلة خاصة بالأطفال بذريعة تعزيز ثقافتهم الدينية المستوردة من إيران، فيما حذر مراقبون من خطورة انتشار الخطاب الديني للجماعة التي باتت تهيمن على الإعلام في الداخل. وقال البخيتي في مقال على حسابه في فيسبوك: «هناك ثورة قادمة لا محالة، فقد تجاوز الحوثيون كل الخطوط الحمراء الإنسانية والإسلامية والقيمية وحتى القبلية منها.. فجروا البيوت، وأذلوا الناس، ومنعوا كل الأنشطة السياسية المعارضة لهم، حتى السلمية منها، وسعوا إلى كسر كبار القوم، وإذلال القبائل، والشخصيات الاجتماعية، والكتاب والصحفيين وكل نخبة المجتمع، ولم يسلم منهم حتى أئمة المساجد». متوقعاً ثورة وشيكة ضد الجماعة على غرار ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت حكم الأئمة عام 1962. وبدأت قوات من الحرس الجمهوري الموالي لصالح الأسبوع الماضي إجراء تدريبات عسكرية في منطقة نائية بمحافظة ذمار جنوب صنعاء، في أول تحرك عسكري علني لهذه القوات منذ استيلاء الجماعة على السلطة. وقال شهود وسكان محليون، إن التدريبات تجري بشكل مكثف وتستخدم فيها الدبابات والأسلحة الصاروخية والرشاشات الثقيلة المتطورة، بمشاركة المئات من الضباط والجنود. ورأى محللون عسكريون أن هذه التحركات ربما تسبق صداماً وشيكاً بين الحوثيين وصالح الذي تحالف معهم للقضاء على خصومهم العسكريين والسياسيين والقبليين الذين ثاروا ضده عام 2011 وأجبروه على التنحي في 21 فبراير 2012 بعد 33 عاماً من السلطة. ويعارض كثير من أنصار صالح في الجيش وحزب المؤتمر الشعبي العام التحالف مع جماعة الحوثيين التي خاضت ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية في صعدة، خلال الفترة ما بين 2004 و2010.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©