الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نور الغساني: العمل التطوعي قوة تقاوم الإحباط

نور الغساني: العمل التطوعي قوة تقاوم الإحباط
15 يونيو 2009 00:47
يأخذ العمل التطوعي معظم وقتها وجهدها، وتعمل بإخلاص وتفانٍ محققة النجاح في حياتها العملية، إذ ترأس جمعية المرأة العمانية في صلالة، وتتصدى لمهام عديدة وأنشطة كثيرة، دون أن تبعدها عن بيتها أو تحول دون القيام بمسؤولياتها كربة منزل وأم. إنها نور الغساني التي تعمل وتجتهد وتساعد من منطلق «الحب الوطني» والرغبة الجادة في خدمة مجتمعها من خلال موقعها. تقول عن الجمعية: «يصل عدد النساء في الجمعية إلى أكثر من 400 عضوة، وهذا دليل على حبهن ورغبتهن في خوض هذه التجربة الجميلة والمعطاء، ونلمس تواصل المرأة الظفارية من خلال الأنشطة المتنوعة التي نطلقها، فنحن نحرص على تلبية رغبة المرأة واحتياجاتها في ما يشغلها ويفيدها ويعمل على تنميتها وتقدمها». بعيداً عن الإحباط قد تصادف الجمعية بعض الضعف في التواصل مقابل الجهود التطوعية المبذولة، لكن هذا لا يصيب الغساني بإحباط ما إذ تقول: «العمل التطوعي متواصل ليل نهار لا يعرف توقيتاً، وقد أتعب وأحس بالإرهاق، وأمنع نفسي من أن أصاب بالإحباط، خاصة عندما نجد من ليس لديه أي فكرة عن مفهوم عملنا العظيم، لكن لا أيأس وأحمس نفسي؛ لأنه لا بد من المثابرة والتحدي، خاصة أنني من الناس الذين يستهويهم التحدي». وفيما يخص موارد الجمعية المالية، تقول الغساني: «نحصل على الموارد من خلال الأنشطة المتنوعة التي تقيمها الجمعية بصفة مستمرة مثل (دورات التجميل والخياطة ودروس التقوية) وأيضاً من خلال استثمار بعض مرافق الجمعية مثل (قاعة الأعراس والكافتيريا)، وهناك بعض التبرعات من الشركات، فضلاً عن الدعم المستمر من وزارة التنمية الاجتماعية، عبارة عن أربعة آلاف ريال في السنة. إنما لا تزال الأمور المالية غير كافية كي نرتقي بمستوى كبير وننهض بالحركة النسوية». تحديات تواجه المرأة في المجتمع تحديات عديدة، لكن الجمعية تسعى لإيجاد الحلول لها، تقول الغساني في هذا الشأن: «نصادف تحديات كثيرة، إذ لا يوجد عمل ونجاح بدون مشاكل وعقبات، لكن الحلول تعتمد بداية على الرغبة والحب الشديد للنجاح والتألق، فنحاول ألا نترك عقبة ولا شوكة في طريق المرأة من خلال التوعية والإرشاد، ونمدها بالحماس والتشجيع والثقة بالنفس وتجنب الأخطاء والبعد عنها، ودور الجمعية هو تعزيز قدرات المرأة من خلال الدورات المقامة في الجمعية كي تؤهلها للخروج إلى العمل والاعتماد على النفس، وكذلك مساندتهان عندما تصادفها أي مشكلة و-لله الحمد- كثير من نساء المنطقة اعتمدن على أنفسهن ونجحن وساعدن في النهوض بمستواهن المعيشي سواء من خلال الدورات التعليمية أو الإنتاجية وهذا بفضل من الجمعية وإدارتها». وثمة ما يتميز به فرع الجمعية مقارنة بجمعيات المرأة العُمانية في بقية أنحاء السلطنة. تقول الغساني: «كل جمعية لها نشاطها وجهودها ونشكر الزميلات على جهودهن، فالعمل التطوعي يتطلب الرغبة والإصرار والتحدي، وهي أقانيم تميز جمعية عن أخرى، لهذا نسعى دائماً أن نقدم من خلال الجمعية خدمات ومشورة وخطط وبرامج تساعد النساء في المجتمع، وكذلك تنمي مهارات أبنائه. وهذا ما تتبعه جمعية المرأة العمانية في صلالة، حيث أصبحت الرافد الأول لكل من تصادفها مشكلة وتستفيد من مشورتنا وحلولنا، علماً بأن بأبنا مفتوح لكل من تطرقه، وكذلك علاقاتنا وتواصلنا مع الجمعيات والنساء رائعة جداً على مستوى السلطنة، وهذا ما يشعرنا بالفخر والاعتزاز والتميز». عناية ورعاية يحتل الطفل مكانته في مفكرة جمعية المرأة، هذا ما تشير إليه الغساني وتضيف: «في إطار توجهات الجمعية ومسيرتها الهادفة لخدمة الطفولة، هناك العديد من الأنشطة المقدمة للأم وللطفل معا، ونسعى للاستفادة من التجارب الجديدة وما يشهده العالم من تطورات في مجال خدمة الطفولة ورعايتها، إذ يظل شغلنا الشاغل وطلبنا الأساس: النهوض بأطفالنا كي يتبوأون المكانة العلمية الرفيعة التي نتمناها جميعاً، ونتطلع دائماً نحو مزيد من الازدهار لتحقيق طموحنا للنهوض بمستوى الطفولة بالمحافظة والسلطنة عامة فليس هناك ما هو أهم من تربية أطفال أصحاء وسعداء. وتضيف الغساني: «ما من امرأة يمكن أن تربي أطفالها بمفردها، فكلنا بحاجة لمساعدة بعضنا البعض فتربية الطفل مهمة عظيمة والاهتمام بالطفولة أفضل استثمار للمستقبل، إذ تقاس ثقافة الأمة وحضارتها بما تملك من برامج العناية بالطفل وتربيته». وقت مستقطع تخصص الغساني من وقتها ساعات من يوم الخميس تقضيها مع أسرتها الكبيرة من الأخوات والإخوان، ويوم الجمعة تخصصه للأرحام والمرضى، تقول: «عندما أجلس مع أسرتي ساعة أو ساعتين في وقت فراغي أحس كأنني قضيت يوماً كاملاً من خلال الحوارات والمناقشة والمداعبة والطرائف. كذلك أخصص من وقتي لمراجعة دروس الأبناء، بحيث أشعر نفسي قريبة من أبنائي، خاصة أن علاقتي معهم رائعة تقوم على الصراحة وتبادل الرأي، لذا يشعرونني أنني الأم والصديقة في آن معاً». وتلفت الغساني إلى دفعها أولادها إلى النجاح والتفوق، وبث الحب في نفوسهم وتعزيز الروح الوطنية فيهم، تماماً كما غرس بها أهلها حب الوطن، فهي تؤمن أن «العمل والإخلاص واجب وطني يجب على كل فرد في المجتمع أن يتبعه، وسيجد متعة كبيرة حين يفيد مجتمعه ووطنه». إضاءات تحتضن الجمعية مبنى للروضة تستقبل فيه كل عام أكثر من 200 طفل من ظفار، تقوم بتربيتهم وفق أصول وأساليب تربوية سليمة على أيدي معلمات خبيرات ومتدربات على مستوى كفاءة عالية في تربية الأطفال. - تقدم الجمعية الكثير من المناشط والبرامج التربوية والثقافية التي تساهم في إخراج جيل قادر على حمل مسؤولية الوطن، كما تعمل الجمعية جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية والأهلية في خدمة ورعاية الأطفال. - ضمن إنجازات الجمعية تبني مشروع للأيتام، وهو فتح فصل بالروضة لتعليم وتربية أكثر من عشرين طفلاً يتيماً بالمجان، بعد دراسة حالتهم بالتنسيق مع دائرة «الضمان الاجتماعي- المديرية العامة للتنمية الاجتماعية» في ظفار.
المصدر: صلالة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©