الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمينة فاخت.. فنانة خسرت «الشهرة» وكسبت «الجمهور»!

أمينة فاخت.. فنانة خسرت «الشهرة» وكسبت «الجمهور»!
9 ابريل 2010 21:22
أمينة فاخت إحدى أشهر المطربات في تونس، ذاع صيتها في بلادها لجمال صوتها، وكذلك لأسلوبها الخاص جداً في التواصل مع الجمهور الغفير الذي يحضر حفلاتها. هي من “طينة” مختلفة، البعض يضعها ضمن “مجانين الفن”، في حين أن البعض الآخر يرى أنها فنانة كاملة ومتفردة. اختلفت حولها الآراء، ولكن الكل تقريباً معجب بها، فهي خارج التصنيف. وصفها الموسيقار الراحل محمد التريكي بأنها”لؤلؤة”، وقال عنها آخرون إنها صوت كبير في شخص صغير، وهو وصف آلمها كثيراً. أعلى أجر هي من بين قلة من المطربات التونسيات اللاتي إذا غنين جلبن جمهوراً بالآلاف، ولذلك فهي تتقاضى أعلى أجر في تونس مقارنة بالمطربات التونسيات الأخريات، ويقال إنها تسلمت ما يعادل 50 ألف دولار عن حفلها في مهرجان قرطاج، وهو أعلى من أجر صوفية صادق عن حفلها في نفس المهرجان، علماً بأن بين أمينة وصوفية منافسة، فهما أشهر نجمتين تونسيتين. ويقال إنّ أمينة امرأة تبخل بالإنفاق على فنّها، ورغم أنها تغنم الكثير إلا أنها تنفق القليل، فهي ـ وهذه حقيقة ـ ومنذ سنوات تكتفي بأغنيات قديمة لها وبترديد أغنيات الآخرين الناجحة - أم كلثوم، فريد الأطرش، ملحم بركات وغيرهم -. وتنتقي أعذب أغاني غيرها وأشجاها ـ من المشارقة ومن التونسيين أيضاً- ثمّ تتولّى أداءها بصوتها القويّ المطرب على طريقتها، وقد حصل بينها وبين ملحم بركات خلاف عندما استولت على أغنية “ولامرّة” دون استشارته، وحصدت بها نجاحاً باهراً في حفلاتها ولكنّها في الأخير عرفت كيف تسترضيه.. وتحت عنوان التّفاعل والانسجام مع ما تغنّيه يحصل أن تجثم على ركبتيها، وأحياناً تركض، وهي على المسرح، وتواصل الغناء، والجمهور يصفّق إعجاباً، وكلّ هذا الاستعراض الذي تنفرد به يتكرر في أكثر حفلاتها ولا أحد يستهجن أو يدين، وإنما يكتفي بعض النقاد بالتعبير عن الاستغراب. أمينة امرأة تجاوزت الأربعين ومرّت في مسيرتها الشخصية والفنية بمراحل متقلبة، عرفت في بداياتها الكثير من العذاب والعناء، وعاشت فترات مريرة وأقامت مدة في فرنسا، ثمّ طرق النّجاح الفنّيّ بابها، بفعل ما وهبها الله من صوت جميل ساحر. أحسّت بأنّ الجمهور يحبّها فاستندت إلى هذا الحبّ لتأتي من “الجنون” الفنّيّ ما لم تسبقها إليه فنّانة أخرى، وحصل عندما اشتد بها الطرب في حفل لها أن نزعت حذاءها، وهي على خشبة المسرح وواصلت الغناء طيلة الحفل وهي حافية القدمين. وهي على يقين من أن الجمهور يقبل منها تصرفاتها التي تخرج عن المألوف، بل إن بعض هذا الجمهور يأتي لـ “يستمتع” بتصرفات أمينة “غير العادية”. ويتفرج على تقليعاتها العجيبة. ففي حفل لها في مهرجان مدينة “الحمامات” كانت ـ على سبيل المثال- تخاطب الجمهور مكررة أكثر من مرة”يحيا الحب. !.. يحيا الحب !” والجمهور يضحك ويصفق مستلطفاً ومعجباً. وفي حفلها الصيف الماضي في مهرجان قرطاج كانت تسأل الجمهور وتكرر مرات عديدة:” هل تحبونني؟” والجمهور يجيب بـ “نعم” فينشرح صدرها وترد الجميل بالغناء. وبين أغنية وأخرى تتعمد أمينة فاخت مخاطبة الجمهور بلغة فرنسية لا تتقنها ولكنها تصر على الحديث بها. وهي في حديثها تروي للجمهور حكايات من هنا وهناك فتاتي مثلاً على ذكر حبها الكبير لصوت عبد الحليم حافظ، ثم تمرّ لتعلن على الملأ تفضيلها لهذا الطبق من الأكل أو ذاك، والجمهور يضحك ويصفق. وفي حفل آخر أصرت أمينة على سؤال الجمهور عن رأيه في فساتينها، وفي خاتمة الحفل طلبت من بعض أعضاء الفرقة الموسيقية حملها على الأيدي وقذفها في الهواء، على غرار ما يقوم به لاعبو كرة القدم في نهاية المباراة عند فوزهم. واج وحج بعد أن تزوّجت من عطيل، وهو لاعب كرة سلة شهير، وأنجبت منه بنتاً أسمتها ملكة طلّقت منه، ثم بعد فترة أعلنت أنّها ستحجّ، وفعلاً أدّت مناسك الحجّ، وأعلنت أنّها ستحرق كلّ ملابسها العارية وطالبت بأن لا تنشر صورها السّابقة، وتوجّهت بطلب إلى التّلفزيون بأن لا يبثّ صوراً لها أومشاهد من حفلات قديمة. أصبحت أمينة تظهر بملابس أكثر احتشاماً ولكنها لم تقلع أبداً عن أسلوبها ولم تتخل عن “تقاليعها” الفنية. وهكذا فإن أمينة فاخت مطربة تونسية تصنع دائماً الحدث عندما تغني، ولو أتت مطربة أخرى بنصف ما تفعله أمينة فوق المسرح لتعرضت للنقد والفضيحة. ولكن أمينة، ومهما تفعل ومهما تقول أثناء غنائها، فإن الجمهور يتقبل منها “أفعالها” ما دامت تطربه وتمتعه وتنسيه لساعات همومه ومشاغل حياته اليومية..
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©