الفيحاء تجمع تراث الأمة غناءً

ضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان الموسيقي ''أنغام من الشرق'' الذي تقيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ويستمر حتى بعد غد الثلاثاء، قدمت أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي أمسية غنائية لفرقة كورال الفيحاء اللبنانية بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان· وحضر الأمسية عبدالله العامري مدير ادارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وشخصيات دبلوماسية واجتماعية وصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة وجانب كبير من الجالية اللبنانية والعربية· وفرقة ''الفيحاء'' تضم حوالى 40 عضواً من طرابلس في لبنان حضر منهم إلى أبوظبي 30 مؤدياً فقدموا نصوصاً غنائية من مختلف تراث البلدان العربية، العراق، لبنان، سوريا، التراث الأندلسي ''الموشحات'' والغناء الارميني على طريقة ما يسمى بالاكابيلا acappella وهو أسلوب غنائي لا تصاحبه آلات موسيقية سوى اللحن الشفاهي بالكلمات والذي يمازج مع أنغام صوتية أشبه بالموسيقى· تأسست الفرقة مطلع ،2003 واشتركت في مهرجان وارسو الدولي للغناء الكورالي الجماعي في بولندا 2007 حيث كان الكورال العربي الوحيد المشارك وحاز على الجائزة الأولى في المهرجان وأتت السويد ثانية وبريطانيا ثالثة· وحاز تسلاكيان على جائزة أفضل قائد كورال· وقد أحيا هذا المايسترو حفلات في كراكوف ولودز ووارسو وسبق أن حصل الكورال عام 2005 في نفس المهرجان على الجائزة الثانية· بدأ الحفل بكلمة للشاعر هنري زغيب متحدثاً عن الفرقة واستضافتها في أبوظبي بقوله: لبنان يأتيكم في هذه الأمسية، ونحن نعرف مشاعركم وخوفكم على لبنان، وإنني هنا أقدم التحية والحب الصادق إلى أبوظبي التي استقبلتنا بحفاوة كبيرة ولأننا نعرف كم تحب أبوظبي لبنان وكم تحب لبنان أبوظبي· كما قدم الشكر إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على ما قدمته للفرقة من استقبال أخوي· ثم تحدث زغيب عن كورال الفيحاء التي جاءت إلى أبوظبي حاملة أغاني من التراث مثلما حملته من قبل إلى أوروبا لتطلع العالم على مدى أصالته· كما أضاف هنري زغيب: هذا الكورال يتمتع بعناصر ثلاثة وهي الانضباط والتجويد والاتقان والحزم وأخيراً الثبات على تقديم الأفضل· بعد ذلك قدمت الفرقة أعمالها الغنائية عبر 15 شاباً و14 شابة اصطفوا ليقدموا الأغاني بأصواتهم فقط، بدأوا بالتراث العراقي بأغنية ''فوك النخل'' ثم غنوا من مصر لسيد درويش ''طلعت يا محلا نورها'' ثم قدموا تراثاً سورياً من توزيع ''توفيق الباشا'' وهي ''يا شادي الألحان''· ثم من توزيع زكي نصيف قدموا من التراث اللبناني ''فراشة وزهرة'' ثم أعقبوا ذلك بأغنية أرمينية فيها حس شرقي واضح أقرب إلى الغناء العربي وهذه الأغنية لم تؤدها كورال الفيحاء ثانية إلا في أبوظبي لمؤلفها أوميداس وبعنوان ''الحقل''· كما قدمت الفرقة للأخوين رحباني أغنية ''بعدك على بالي'' ثم ''نسم علينا الهوا'' ومن التراث الأندلسي قدمت الفرقة موشح ''لمّا بدا يتثنى'' ثم قدمت ''لبنان الجريح'' وأغنية أرمينية أخرى للأخوين رحباني وثالثة ''نحن والقمر جيران'' ومن التراث السوري قدمت الفرقة أيضاً ''عل ميا'' و''يا الأسمر اللون'' وبعدها قدمت ''يا بيروت'' حيث استخدم البيانو مصاحبا ''للأداء للمرة الأولى·· ثم تواصلت الأغاني الأخرى التي صفق لها الجمهور كثيراً وتجاوب معها باندماج واضح·