كان هذا الحوار معه يوم كنتُ أعدُّ رسالة الماجستير في تجربته الشعرية بعنوان «قصيدة النثر: قيم التقليد والموقف من التراث/ أنسي الحاج نموذجاً»، وكان لا بدّ من نشر هذا الحوار لأنه لم ينشر قبلاً، ولأنه أكثر قيمة وأهمية من أن يبقى طيّ الأدراج، بل يكتسب أهميته المضاعفة بعدما مضى عليه ما يقرب من عشرين عاماً، وبعدما غادرنا صاحبه متأبطاً غيمة الشعر وسؤال القلق المستدام حدّ الفرح
* كنت من الخارجين على سلطة القصيدة كمطلق تراثي شكلاً ومضموناً، الآن، كما في مرحلة الثورة والتمرد تواجه القصيدة الجديدة أزمات عميقة، في رأيك، ما هي هذه الأزمات التي تواجهها القصيدة باستمرار؟
** أزمة الخلق (الصناعة) هي أزمة الخالق (الصانع)، والخالق (الصانع) متأثر بعوامل كثيرة، منها زمنه ومحيطه، لكل وقت أزمة، الأزمة ليست هي المشكلة، المشكلة هي نوع الأزمة وفي من يواجهها.
![]() |
|
![]() |
إذن لكل وقت أزمة ولكل وقت تجديد، ولكل وقت تحد، وربما تحديات. القصيدة لم تكن ولن تكون معطى ثابتاً جامداً، إنها كائن مفاجئ، تتكثف فيه الحياة أكثر مما في جسد حي، أكثر مما في جيل كامل، أحياناً، لذلك هي دائماً في أزمة، بمعنى أنها دائماً في معاناة الخلق، في لهب استعارة، في مراحل تطوره على طريق جلجلة لا حياة من دونها.
![]() |
|
![]() |