الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«اشتباك» المصري في افتتاح «نظرة خاصة» بمهرجان «كان»

«اشتباك» المصري في افتتاح «نظرة خاصة» بمهرجان «كان»
13 مايو 2016 21:49
كان، فرنسا (أ ف ب) عُرض الفيلم المصري «اشتباك» للمخرج محمد دياب في افتتاح تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي أمس الأول الخميس، وهي المرة الأولى التي تفتتح فيها هذه المسابقة بفيلم عربي. وانطلقت الدورة التاسعة والستون من مهرجان كان مساء الأربعاء الماضي بفيلم «كافي سوساييتي» للمخرج الأميركي وودي آلن، بينما افتتحت تظاهرة «نظرة ما» التي انطلقت أول مرة عام 1947 أمس الأول الخميس بهذا الفيلم الذي يطرح تساؤلات حول واقع مصر اليوم. وصور الفيلم في مساحة اقتصرت على ثمانية أمتار مربعة خلال 26 يوماً، وتدور أحداثه كلها في شاحنة أمن مخصصة لنقل المعتقلين. ولا تخرج الكاميرا من هذه الشاحنة، لكنها في بعض الأحيان تصور الشارع من داخلها، كما تراه عيون المعتقلين. أما المعتقلون فعددهم عشرون، منهم الإسلاميون، ومنهم من ليسوا كذلك، إضافة إلى شبان غير مسيسين، ومعهم رجل شرطة لجأ للشاحنة هرباً من قذف الحجارة وعلق فيها. ويصور المخرج في هذا الفيلم مرحلة الاعتقالات وتظاهرات الشارع التي أعقبت الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي عام 2013. وسرعان ما تتحول الحافلة إلى ما يشبه المركب الغارق بكل من فيه، ويضطر الكل إلى سماع رأي الآخر. كتب سيناريو الفيلم ثلاث عشرة مرة، بحسب المخرج، بسبب تلاحق الأحداث. ويقول: «التغيرات المتسارعة خلال السنوات الأخيرة كانت تجعل كل موضوع عن الثورة متجاوزاً بسرعة. الموضوع الوحيد الذي وجدناه عن الثورة هو فشلها.. هذا بحد ذاته مدعاة للسخرية». ويقول المخرج في الملف الصحافي الخاص بالفيلم «أريد للناس أن تشاهد فيلمي من دون أن تسأل إلى أي جهة أنتمي». من بين المعتقلين في الحافلة ممرضة تؤدي دورها نيللي كريم، وصحافي يؤدي دوره هاني عادل. إضافة إلى طارق عبدالعزيز الذي يؤدي شخصية «حسام» المواطن الذي خرج ليشارك في ثورة 25 يناير أملاً في حياة أفضل قبل أن تفاجئه المتغيرات السياسية بمسارات مختلفة وصادمة. ويقول المخرج: «إنه ارتكز في معالجته لقضية الصحافي على قصص حقيقية لصحافيين سجنوا مثل المصور المصري الكندي محمد فهمي الذي كان يعمل مع قناة الجزيرة، ثم أمضى سنة ونصف السنة في السجن». ومن بين المعتقلين في الفيلم أيضاً مصور صحافي قصته مستوحاة من المصور محمد أبو زيد الملقب بشوكان الذي كان يصور التظاهرات، والمعتقل منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويقول المخرج: «الصحافيون يعتبرون خونة من كل الأطراف، خاصة في ظل نظرية المؤامرة المتنامية في مصر». ومما يلقي الفيلم الضوء عليه الصراع القائم بين جيل الشباب والجيل القديم داخل جماعة الإخوان المسلمين، والاختلافات بين المحاربين والمناصرين، والفرق بين الإخوان والسلفيين. ومن المعتقلين من لا يتردد عن إعلان نيته الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد ما قتل والده في المعتقل. حلقة العنف المفرغة لا تلبث أن تتنامى في المكان المقفل، هذا العنف الذي لا يقود إلا إلى مزيد من الفوضى والانقسام. أراد المخرج أن يظهر الجانب الإنساني لكل من الشخصيات، ويقول: «حتى وإن كنت ضد أيديولوجية الإخوان المسلمين فأنا أحاول أن أظهرهم كبشر، لا يمكن أن تفهم أحداً إن لم تعامله معاملة إنسانية». ومحمد دياب من الجيل الشاب في السينما المصرية، عكف من البداية على التقاط أمراض المجتمع المصري، و«اشتباك» هو فيلمه الثاني بعد فيلم «نساء الباص 678» الذي التفت فيه سينمائياً إلى ظاهرة التحرش بالسيدات في مصر، وقد لاقى هذا العمل نجاحاً كبيراً في صالات العرض المصرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©