الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيئة السلام العالمية··· مطلوب متطوعون ماهرون

هيئة السلام العالمية··· مطلوب متطوعون ماهرون
3 مايو 2008 01:36
إذا كانت منظمة ''هيئة السلام'' الأميركية، أو ''بيس كور'' بالإنجليزية تسعى إلى مكافحة الإيدز في أفريقيا، فإنها تحتاج إلى إرسال خبراء، وليس فقط متطوعين من الشباب المتحمس؛ تلك هي الملاحظة التي أبداها بأدب بالغ المسؤولون الإثيوبيون للرئيس الإقليمي للمنظمة ''بيتر بار'' عندما اقترح عليهم في السنة الماضية إرسال مجموعة جديدة من المتطوعين لمكافحة المرض؛ وقد أوضح هــــــذا الأمر ''مسكيــــل ليرا'' -مدير الوكالة الإثيوبية التي تشرف على جهود مكافحة الإيدز- قائلا: ''إن التعامل مع المرض الفتاك أمر جدي للغاية ويتطلب أناسا يملكون القدرة على مجابهته''، لكن رغم الجهود التي يبذلها المدير الإقليمي لـ''هيئة السلام'' للاستجابة إلى طلبات الإثيوبيين مازال خريجو الجامعات الجدد يشكلون نصف المتطوعين تقريباً، وهم أنفسهم في حاجة إلى من يخبرهم بألا يأتوا للعمل بسراويلهم الفضفاضة! بيد أن المنظمة العالمية التي تسعى إلى توفير المساعدة قد تكون فعلا في طور التغيير والتأقلم مع المطالب الجديدة، ذلك أن ''هيئة السلام'' لم تعد تقتصر على إرسال الأميركيين إلى الخارج لتدريس اللغة الإنجليزية، أو المساعدة في الحقول، بل أصبحت تتعامل مع قضايا أكثر تعقيدا مثل مكافحة الإيدز والحفاظ على البيئة، وهو ما يفرض على المنظمة تبني خطاً أكثر احترافية، ويحتدم النقاش اليوم حول الطريقة التي يمكن بها للمنظمة استقطاب فئات أكبر سناً وأكثر مهارة في النواحي التقنية مثل الاستفادة من المتقاعدين الأميركيين، وبالفعل بدأت الهيئة تستهدف الفئات العمرية المتقدمة لاجتذابهم للعمل في صفوفها وإرسالهم إلى الخارج، لا سيما في ظل الإدارة الجديدة لمدير هيئة السلام ''رونالد تشتر'' الذي يعمل حالياً على التخفيف من المعايير الصحية الصارمة لقبول المتطوعين واللجوء إلى جمعية المدرسين المتقاعدين، ومنذ أن بدأ ''تشتر'' استقطاب المتقاعدين في شهر سبتمبر الماضي، ارتفعت نسبة طلبات الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم خمسين عاماً بنحو 60 بالمائة· وفي هذا الإطار يقول مدير ''هيئة السلام'': ''أنت لا تستطيع تعويض الخبرة التي يتوفر عليها هؤلاء الأشخاص، فضلا عن أنهم بنفس الحماس المتواجد لدى الشباب، فالأهم بالنسبة لنا في هذه المرحلة هي الخبرة التي تفوق في بعض الأحيان ثلاثين عاما''؛ لكن ورغم هذه الجهود برفد الهيئة بعناصر ذات خبرة طويلة يرى ''كفين كويجلي''، رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المتطوعين بأن الهيئة في حاجة ماسة إلى إصلاحات أكثر جذرية لاستقطاب المتطوعين الأكبر سناً، والقطع مع التقليد الذي يفرض على المتطوع قضاء فترة 27 شهراً في الخدمة، وأوضح ''كويجلي'' ذلك قائلا: بأنه شخصيا مستعد للعودة إلى تايلاند والانضمام إلى العمل التطوعي، لكنه لا يستطيع الابتعاد عن عمله لعامين متتاليين، ويقترح في هذا الصدد بأن يسمح للمهنيين بالسفر على فترات متقطعة لزيارة الأماكن التي تطوعوا للعمل فيها، في حين يمكن المساعدة عندما يعودون إلى الوطن من خلال البريد الإلكتروني أو الهاتف، أو غيرها من وسائل الاتصال الحديثة، ويضيف ''كويجلي'': إنه يحظى بما يكفي من دعم المشرعين الأميركيين لإدخال الإصلاحات الضرورية على الهيئة عندما تحتفل بذكرى الخمسين لإنشائها بحلول ·2011 غير أن الإصلاحات المرتقبة لتطوير طريقة عمل ''هيئة السلام'' الأميركية جاءت متأخرة قليلا بالقياس إلى المنظمات العالمية الأخرى سواء في اليابان أو بريطانيا، فقد قامت المنظمات الدولية العاملة في المجال التطوعي بتقييم عملياتها وركزت أكثر على الإسهامات النوعية في مجالات التنمية، وهكذا تم ضم البرنامج التطوعي الياباني إلى وكالتها الدولية بعد انتقادات وجهت لها، مفادها أن المتطوعين يستفيدون أكثر من البلدان المعنية، واليوم يعمل المتطوعون اليابانيون جنباً إلى جنب مع المهنيين في الوكالات الرسمية، أما في بريطانيا فإن مصلحة المتطوعين في الخارج تقبل انضمام عناصر من جميع الجنسيات، وتخضع طلبات التطوع لفحص دقيق يعتمد على معايير الخبرة والمهنية، ومقارنة مع ''هيئة السلام'' الأميركية التي لا يتجاوز فيها متوسط عمر المتطوعين 26 سنة، يصل ذلك الرقم في مصلحة التطوع البريطانية إلى 41 سنة· وتعتمد ''هيئة السلام'' في تمويل عملها التطوعي لمكافحة الإيدز في إثيوبيا على خطة الرئيس الأميركي بوش الطارئة لمواجهة المرض، حيث استلمت الهيئة على مدى الخمس السنوات الماضية ما يناهز 50 مليون دولار من برنامج الرئيس الأميركي المخصص لهذا الغرض، ويمكن تلمس التغيير في عمل ''هيئة السلام'' من خلال المتطوعين ''ديفيــــــــد''، و''مارســــــي ألدشــــــون'' -المختصين في مجال تكنولوجيا المعلومات- إذ بدلا من إرسالهم إلى قرى نائية وإسكانهم في أكواخ بسيطة كما كان يتم في السابق تعيينهم في مستشفيات حديثة تحتاج إلى برامج كمبيوتر متطورة، لكن الجدل الدائر حالياً بشأن مستقبل ''هيئة السلام'' والإصلاحات المنتظرة لا يقتصر فقط على الجوانب المهنية التي تهدف إلى الارتقاء بالعمل التطوعي في الأماكن الأكثر احتياجا في العالم، بل يمتد أيضاً إلى دورها السياسي· فحسب ''ديفيد كابرارا'' -من معهد بروكجنز في واشنطن- يمكن لـ''هيئة السلام'' أن تعلب دوراً مهاً في تبديد المشاعر المناهضة لأميركا في العالم، وهو يدعو في هذا الإطار إلى إرسال المزيد من المتطوعين إلى بلدان العالم المختلفة، مشيراً إلى استطلاع للرأي أجري مؤخراً ويؤكد أن 75 بالمائة من الباكستانيين، و60 بالمائة من الإندونيسيين يحملون آراء إيجابية عن أميركا بعد المساعدة الإنسانية التي قدمت لهم والتي تشمل العمل التطوعي· نيكولاس بينكيستا-أديس أبابا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©