الملابس والذهب ينعشان سوق التجزئة في يونيو

انتعشت مبيعات الذهب والملابس في المراكز التجارية منذ مطلع يونيو، مدعومة ببدء موسم الأعراس والإجازات، بحسب مسؤولين في قطاع التجزئة قدروا زيادة النشاط بنحو 15 إلى 20% مقارنة بالأسبوع الأول من الشهر الماضي. وبحسب وصف باعة وتجار، فإن «الروح دبت في السوق من جديد»، واستعادت نشاطها بشكل جزئي، مستفيدة من تخفيضات مغرية أجرتها إدارات بعض المحال على بضائع وسلع تلقى رواجا لدى شريحة واسعة من المواطنين والمقيمين في هذه الفترة. وتحسنت مبيعات المعدن الأصفر رغم الزيادة التي طرأت على سعر الجرام في الآونة الأخيرة بنسبة 5%. وقال كومار خان مدير مبيعات أحد محال الذهب «ارتفعت المبيعات 20% الأسبوع الماضي، الإقبال أفضل من قبل المواطنين والمقيمين الراغبين بحمل هدايا ثمينة إلى ذويهم». وارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 99 درهما، بدون احتساب المصنعية، من 94 درهما الشهر الماضي. وقاد الذهب قاطرة انتعاش المبيعات، فيما تلته ملابس الأطفال والنساء، وجاءت في المركز الثالث الإلكترونيات والهدايا، بنمو قدره مسؤولو مبيعات بنحو 8%، بينما تذيلت تجارة المفروشات قائمة المنتجات الأكثر رواجا في يونيو. وبحسب بيانات دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي من خلال مسح دخل وإنفاق الأسرة في الإمارة لعامي 2007 و 2008، فإن الأسر المواطنة، التي يبلغ متوسط دخلها الشهري 47.196 ألف درهم، تنفق نحو 27.974 ألف درهم، وذلك بنسبة 59.27%، أما الأسر غير المواطنة، التي يبلغ متوسط دخلها الشهري 15.164 ألف درهم تنفق نحو 9.636 آلاف درهم، بنسبة 63.55%. وقال سالم زكي مسؤول مبيعات في أحد محال الذهب إن «ظاهرة شراء المعدن الأصفر بدلا من ادخار النقود ترتفع مع توقعات ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة». وأضاف «الذهب ملاذ آمن للاستثمار، وحافظ للقيمة..المستهلكون باتوا يفضلون الذهب عن السلع الاستهلاكية». بدوره، قال كي كي تارا، مسؤول البيع في محل ملابس أطفال ونساء، إن حجم المبيعات ارتفع خلال الأسبوعين الماضيين بنسبة تتراوح بين 12 إلى 15%. وأشار إلى أن صيف 2008 شهد ارتفاعا في نسبة المبيعات بنحو 30%، مقابل حجم المبيعات في صيف 2007. وفي سياق متصل، قال نائب مدير جمعية أبوظبي التعاونية فيصل العرشي إن مبيعات الأجهزة الإلكترونية والسلع المعمرة ارتفعت بنسبة 5% خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري مقابل نفس الفترة من الشهر الماضي. وتوقع أن ترتفع المبيعات بنهاية يونيو الجاري بنسبة 12% ، مقابل حجم المبيعات خلال الأشهر الخمسة الماضية من العام 2009. وأضاف العرشي أن حالة التفاؤل في سوق الأسهم واستقرار سوق العمل في أبوظبي دفع الكثير من المستهلكين إلى الخروج عن حالة الحذر والترقب التي سيطرت عليهم خلال الربع الأخير من العام 2008 والأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري. وتأثرت ثقة المستهلكين وقلصوا حجم نفقاتهم تحت وطأة الأزمة المالية العالمية، التي بثت مخاوف إزاء فقدان الوظائف وقادت القطاع المصرفي إلى سياسات متشددة في منح التسهيلات المصرفية للأفراد. وأوضح العرشي أن تداعيات الأزمة المالية العالمية زادت نزعة الادخار لدى المقيمين، كما أن التوقعات المتشائمة مثلت مناخا مثاليا لترشيد الاستهلاك وحصر النفقات بالضروريات، الأمر الذي ألحق ضررا بالأسواق. وبين العرشي أن حجم مبيعات السلع المعمرة والإلكترونيات شهد خلال الأيام العشرة الماضية ارتفاعا بنسبة 5%، مقابل نفس الفترة من الشهر الماضي، لافتا إلى أن الأسبوع الأول يعد مؤشرا لحالة الاستهلاك خلال الشهر، لارتباطه بالأداء الإنفاقي للأسر عقب استلام العاملين مرتباتهم. وقال مدير عام اللولو هايبر ماركت في الوحدة مول أوجي سيرجو «إن التخفيضات التي طرحها اللولو على السلع الإلكترونية والكهربائية ستدفع المستهلكين للشراء» ، لافتا إلى أن حجم المبيعات من السلع المعمرة خلال الأسبوع الماضي زاد بنسبة أكثر من 7%، مقابل نفس الفترة من مايو الماضي. وتوقع ارتفاع مبيعات المراكز التجارية من الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية والهدايا خلال الأسابيع القليلة المقبلة بنسبة نمو 20%، مقابل الأشهر الأولى من العام 2009. ولكن مقيمين اقتصدوا في مشترياتهم مقارنة بالعام الماضي. وقالت نهى عبد الفتاح «مقيمة» إنها قلصت مصاريف المشتريات الخاصة بالإجازة الصيفية من هدايا وملابس بنحو 40% مقارنة بالعام الماضي. ومن جهته، قال حامد رزق «مقيم» إن عمليات التسوق بالنسبة للمقيمين خلال الصيف الحالي ركزت على السلع منخفضة الأسعار وذات الجودة المقبولة. أما عصام إبراهيم «مقيم» فقد خفض نفقاته مقارنة بالفترة التي سبقت الأزمة المالية العالمية. وقال «النمط الاستهلاكي قد تغير لدى الكثيرين، ولكن المخاوف بدأت بالزوال»