الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمعة الغويص: «شاعر المليون» أنقذ الشعراء وأوصلهم إلى الجمهور بالصوت والصورة

جمعة الغويص: «شاعر المليون» أنقذ الشعراء وأوصلهم إلى الجمهور بالصوت والصورة
8 ابريل 2010 21:24
حل الشاعر الإماراتي الكبير جمعة بن مانع الغويص السويدي ضيف شرف على الحلقة الأخيرة من برنامج “شاعر المليون”، حيث ألقى قصيدة حملت عنوان “شاعر الشعّار”، كان لها صدى طيب لدى حضور المسرح من شعراء وجمهور، وأثبت من خلالها تألقه كواحد من أهم الشعراء في منطقة الخليج العربي. تجربة فريدة أشاد السويدي بتجربة “شاعر المليون”، مؤكداً أنها أنقذت الشعر والشعراء، وأعطتهم فرصة الوصول بالصوت والصورة إلى الجماهير، خاصة في ظل التحيز الموجود في المنابر الشعرية الأخرى من صحف ومجلات، وحتى برامج شعرية، وغلبة الشللية عليها، وهو ما أضر بواقع الشعر. وأضاف:”برزت أهمية شاعر المليون، بوصفه متنفساً للشعراء والأدباء والنقاد ومتذوقي الشعر، فضلاً عن دوره في فرز شعراء عديدين، ما كان لنا أن نعرف بهم لولا شاعر المليون، كونه برنامجاً اختصر مسافات طويلة وأتاح لهم النجومية والحضور الجماهيري في فترة وجيزة، ومنهم مثلاً حصة هلال، التي انتقلت إلى العالمية بين عشية وضحاها بفضل شاعر المليون، وصارت وكالات الأنباء وشبكات التليفزيون العالمية تتسابق لإجراء حوارات ولقاءات معها”. أما عن مستوى الشعراء المشاركين في هذه النسخة، فقد وصفه السويدي بالرائع على الرغم من وجود تفاوت بين بعض القصائد التي أتى بها الشعراء، وأكد أنه أمر طبيعي، فلولا وجود هذا التباين ما ذهب “البيرق” إلى أحدهم وخسره الآخرون، وذلك لا ينفي أنهم شعراء مجيدون ولديهم أدوات شعرية عالية، وإلا ما اعتلوا خشبة مسرح شاطئ الراحة وكانوا نجوماً في هذا المضمار الفريد. في سياق موازٍ، لفت السويدي إلى أنه بفضل شاعر المليون، استطاع متذوقو الشعر والشعراء، معرفة أوزان وبحور الشعر في الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام، كما أن البرنامج استطاع أن يجمع كثيراً من الشعراء والأدباء والمثقفين، وأهل الشعر والمهتمين به على اختلاف مشاربهم، في حدث واحد وتحت سقف مسرح شاطئ الراحة، وهو حدث ثقافي يحظى بدعم لا محدود من جانب المسؤولين عن الشأن الثقافي في أبوظبي. ونوّه السويدي إلى دور هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في بعث الحياة الثقافية في منطقة الخليج العربي، ما جعل من أبوظبي بؤرة حضارية متميزة ومنارة إشعاع ثقافي يستفيد منه القاصي والداني، خاصة أن جميع ما قامت به من مجهودات، تم وفق خطوات مدروسة، ترك آثاراً ملموسة على الفعاليات والأحداث الثقافية الهائلة التي تشهدها العاصمة على مدار العام. اسم مستعار استعرض السويدي بدايته مع عالم الشعر، مشيراً إلى أن بدايته كانت مبكرة، حيث كان يستمع إلى الشعر من والده، فكان بمثابة مسجل لما يقوله الوالد. وقال: “بعد ذلك بدأت محاولاتي الشعرية في سن الـ13، ولكن لم أخبر أحداً عما كتبته من قصائد، حتى وصلت إلى سن العشرين، حينها أخذت في عرض قصائدي على المقربين مني ومناقشتهم فيها، وشيئاً فشيئا كنت أنجذب إلى عالم الشعر، إلى أن وجدت نفسي عضواً فاعلاً في ساحة الشعر والشعراء من دون أن أخطط لذلك”. وذكر أن قصائده المنشورة كانت تحت اسم مستعار، خوفاً من ردود أفعال القراء، وأيضاً بغرض التعرف إلى مستواه الشعري، وعما إذا كان يتيح له المضي قدماً في مضمار القصيدة، موضحاً أن ردود الفعل الإيجابية والتشجيع اللذين وجدهما من القراء دفعاه إلى عرض المزيد من قصائده إلى أن نشر أول قصيدة له موقعة باسمه، وهي التي غناها الفنان الإماراتي ميحد حمد بعنوان” أخذت قلبي وروحي وشلك بعيني” في العام 1996، وكان للأغنية ردة فعل قوية لدى محبي الشعر والغناء في الدولة كما في بقية دول الخليج. وبالنسبة إلى أفضل القصائد التي ألفها، أوضح السويدي أن كل قصيدة ينتهى منها هي الأهم إلى أن يبدأ في القصيدة التالية، مؤكدا أنه لم ولن يكتب أي قصيدة بالطلب كما يحدث مع كثير من الشعراء، لأن الشعر عملية إبداعية تُلح على الشاعر كي ترى طريقها إلى النور، والقصائد إنما تأتي بفعل هاجس داخلي يدفع الشاعر إلى إخراج مشاعره وانفعالاته تجاه مواقف أو أفكار بعينها. القصيدة الأشهر عن قصيدته الأشهر “الله يا دار زايد”، وظروف كتابتها، قال السويدي إن هناك العديد من المناسبات السعيدة التي يحتفل بها الإماراتيون على مدار العام، خاصة في ظل التكاتف والتواصل بين الحكام وأبناء الوطن، مشيراً إلى أنه كتب هذه القصيدة بفعل تأثره بالجو العام المرتبط بحب الوطن والولاء له، وتم ذلك في عام 1999. وقال:”حين قمت بتأليفها لم يدر بخلدي أن أنشرها أو أنها ستصبح الأغنية الوطنية الأولى في الإمارات، بعد انتهائي من القصيدة عرضتها على سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، حينها أمر بأن تغنى القصيدة، وعلى الفور تم الاتصال بالملحن علي كانو وبدأ الإعداد للأغنية، وظهرت إلى النور في وقت وجيز، وبدأ الناس في ترديدها، وأصبحت أكثر الأغاني الوطنية انتشاراً وملامسة لقلوب أهل الإمارات”. وحول وجوده على الساحة الأدبية، أشار السويدي إلى أنه حاضر بالفعل من خلال قصائده، وليس بالضرورة الظهور في وسائل الإعلام بكثرة للدلالة على هذا الوجود. وقال:”لا أعتقد أن الشاعر يقاس وجوده بالكرسي الجالس عليه وإنما بقصيدته، فالشاعر أينما يكون هو شاعر بغض النظر عن الزمان والمكان، والشاعر مثل البحر له منسوب قد يرتفع أو يهبط، ولكنه في النهاية شاعر وله وجوده، وهذا لا يتعارض مع وجود شاعر يليق به الكرسي الجالس عليه، سواء في أمسية أو تحكيم أو مسرح، فهو قادر على أن يقوم بالمهمة المسندة إليه بما يمتلكه من قدرات شعري ونقدية عالية”. المزروعي: نجحنا في إحياء الدور الإيجابي للشعر العربي في الثقافة الإنسانية تقدّم سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بوافر الشكر والامتنان للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الاهتمام الكبير والدعم اللامحدود الذي يُوليه سموه لمسيرة الأدب والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجهوده الداعمة لاستراتيجية الهيئة في صون التراث وإحياء الاهتمام بالشعر العربي، والاحتفاء بالثقافة والفكر العربي والإنساني وجميع المبدعين من شتى ثقافات العالم. وتوجّه بخالص التهنئة والتقدير للحاصل على بيرق الشعر والفائز بلقب شاعر المليون في موسمه الرابع، ولجميع الشعراء الذين وصلوا للمرحلة الأخيرة، ولكل من ترشح للمسابقة الأكبر عالمياً وشارك بها على مدى مراحلها المختلفة بدءاً من جولة لجنة التحكيم في عدد من الدول العربية حيث تقدّم أكثر من 14 ألف شاعر للدورة الرابعة، وانتهاء بقائمة الـ 100 ومن ثم قائمة الـ 48، لما قدّموه من مُساهمات إبداعية في المشهد الشعري والثقافي العربي. وأشار إلى أن هذه المشاركة الفاعلة والكثيفة، قد أثرت المسابقة وحرّكت المشهد الشعري والإعلامي الإقليمي والعالمي، حتى تحوّلت المسابقة إلى مهرجان للفكر والإبداع، ومناسبة نادرة، بل وحيدة، للقاء مختلف المدارس الشعرية، وملتقى نادر للتألق والإبداع الشعري. وأكد المزروعي أن المشروع الثقافي المتميز للهيئة قد تمكن خلال فترة وجيزة من تثبيت رسوخه على الصعيدين العربي والعالمي، وتمثل ذلك بشكل خاص في إعادة إحياء الشعر النبطي الأصيل والنهوض بشعر العربية الفصحى، وتأكيد مكانة الشعر في الأدب العربي، والترويج له، وإحياء الدور الإيجابي للشعر العربي في الثقافة العربية والإنسانية وإبرازه كرسالة محبة وسلام. وأوضح أن مسابقات الشعر المبتكرة هذه نجحت في استقطاب أكبر عدد ممكن من الشعراء البارزين، وبشكل خاص فقد تمكنت من اكتشاف المواهب العربية التي لم تتح لها فرصة الظهور الإعلامي مُسبقاً على الرغم من قدراتها الإبداعية المميزة، وتقديمها بشكل لائق عبر شاشة قناة أبوظبي الفضائية، مُشكلين محكاً ثقافياً فاعلاً على أرض العاصمة الإماراتية التي باتت تشكل اليوم ملتقى ثقافياً مهماً عربياً وعالمياً. وأكد أن جميع المبادرات والبرامج التي قامت وستقوم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنفيذها تمثل جزءاً لا يتجزأ من خطتنا للارتقاء بالشعر والفن والثقافة والأدب والموسيقى في الإمارات والعالم، إيماناً منها بأهمية الحفاظ على هويتنا وتراثنا بما يحمله هذا التراث من رسالة حضارية إنسانية إلى بقية شعوب العالم. وإن الفعل الثقافي المميز والمؤثر للعاصمة الإماراتية ما كان ليتحقق لولا رعاية ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. الغويص وأوبريت الختام جاءت الاحتفالية المميزة باختتام الموسم الرابع لبرنامج شاعر المليون من خلال أوبريت وطني مميز كتب كلماته الشاعر الإماراتي جمعة بن مانع الغويص السويدي، والشاعر الكويتي عضو لجنة التحكيم حمد السعيد، والشاعر القطري حامل البيرق في النسخة الأولى من البرنامج الشاعر محمد بن فطيس المري، فيما أدى الأوبريت غناءً كل من حسين الجسمي، ومنصور زايد، وأسماء لمنور، وعيضة المنهالي. وشكّل الأوبريت لوحة فنية جميلة شارك فيها عدد من طلبة المدارس، وفرق الفنون الشعبية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©