هل كانت إزالة الدوارات في مدينة العين فكرة صائبة أم أنه لم يتم دراستها بالصورة الكافية؟ لقد عايشت هذه المدينة الجميلة منذ اكثر من 25 عاما ويعلم الله أنني أشعر باختناق حين أتركها برهة من الزمن . تميزت هذه المدينة بأهلها الطيبين ومعالمها التي تشق طريقها إلى القلوب دون حجاب.
لا تكفي الكلمات لوصف جمال العين،حدائقها ومعالمها، فكل ما فيها يدعو للتأمل ومن تلك المعالم الدوارات التي أعيش بين اثنين منها . ولكني تملكني شعور شديد بالضيق عندما رأيت العمال يقتلعون بعض هذه المعالم التي تزين الدورات، فكأنما تقتلع القلب من بين الضلوع، لأن العين تميزت بهذه الدوارات الخضراء صاحبة اللوحات الفنية الرائعة، مثل دوارات التخطيط ، والمندوس والساعة و الجسر والمربعة. وقد ازيلت هذه الدورات وتم زرع أعمدة ذات إشارات ضوئية مكانها، تبعث على القلق والنفور . كما ان هذه الإشارات عرقلت حركة المرور ولك أن تتخيل أنك إذا سلكت طريق الشارع العام من دوار الساعة متجها إلى الهيلتون ربما لا تتعدى المسافة كليومترات قليلة ، ومع ذلك تمر على أكثر من ثماني إشارات حمراء .ألم يكن هنالك حلول أخرى غير إزالة أهم معالم المدينة والتي تميزت بها عبر السنين؟ ولكن لا نملك سوى كلمة وداعا لأجمل ما رأت عيني وداعا.
أبو محمد العين
عدد اليوم
