السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«القراصنة» يمثل الجيل الناشئ في السويد

«القراصنة» يمثل الجيل الناشئ في السويد
12 يونيو 2009 00:55
دخل حزب القراصنة السويدي البرلمان الأوروبي بعد حصوله على مقعد في الانتخابات التي أقيمت الأحد، مما يؤشر إلى تحول الإنترنت إلى وسيلة في حركة الاعتراض السياسي ووصول جيل جديد من الشباب الذين اختاروا الابتعاد عن الأحزاب التقليدية. وحاز الحزب، الذي يطالب بتشريع التبادل المجاني للملفات عبر الإنترنت وحماية خصوصية مستخدمي الشبكة من تكنولوجيات المراقبة الحديثة 1,7% من أصوات الناخبين السويديين. وتأسس هذا الحزب على يد خبير المعلوماتية ريك فالكينج (37 سنة) في عام 2006. وقال فالكينج إن «هذا الاعتراف السياسي بنا رائع، لاسيما وأنه لا يأتي من الأحزاب القائمة بل من القاعدة الشعبية». وحصل حزب القراصنة على 23,6% من أصوات الشريحة العمرية دون 30 سنة (70% منها من الرجال). وبالتالي يكون هذا الحزب قد فاز بأكثرية أصوات هذه الفئة من الناس التي لطالما تميزت بامتناعها عن المشاركة ولامبالاتها بالسياسة. وينتقد فالكينج «السياسيين الكبار الذين لا يدركون الحريات الأساسية لجيل كامل من الشعب. ويعتبرون أن هذه المسألة محصورة ومعزولة لأنهم بعيدون عن الشاشة وعن الإنترنت». ويضيف فالكينج «تصرفهم هذا يشكل تهديداً لنمط عيش جيل اختار هذه المرة الإدلاء بصوته للدفاع عنه». وتقضي سياسة الحزب بتليين قوانين حقوق الملكية الفكرية وبراءة الاكتشاف في مجال الأدوية أو حتى إلغائها. ولم يحصل هذا الحزب في مشاركته الأولى في انتخابات 2006 سوى على 0,6% من الأصوات. وأوضح ألف بييرلد خبير الشؤون السياسية من جامعة جوتبرج، أن فالكينج استقطب أصوات المعارضين إلى جانب أصوات من جذبهم برنامجه السياسي. ويوضح بييرلد أن «هذا الحزب يعتبر حزبا معترضا لأنه يرفض إبداء الرأي في عدد من النقاشات السياسية التي تدور بين اليمين واليسار ومنها مسألة المساواة والضرائب والتلوث. ويركز مناصرو الحزب على المواضيع التي تعنيهم تاركين المشاكل الأخرى لتحلها باقي الأحزاب». ويستطرد بييرلد «هم ليسوا متطرفين بل هم شكل جديد من الليبراليين يدافعون عن الحقوق المدنية ويرفضون الاحتكارات». وقال فالكينج إن النائب الأوروبي عن حزب القراصنة، كريستيان انجستروم، قد يكون حليفاً للمدافعين عن البيئة والليبراليين في بروكسل. لم يؤخذ الحزب في بادئ الأمر على محمل الجد لكنه عزز مكانته على الساحة السياسية مستفيداً من الوضع الراهن في السويد، حيث يتذمر الكثيرون من الرقابة المشددة على الاتصالات ومن صرامة العقوبات على التحميل غير الشرعي عن الانترنت، لاسيما بعد إقرار قوانين جديدة بهذا الشأن في العام الماضي. وكانت أفواج من المناصرين انضمت إلى الحزب في منتصف أبريل ليزداد عددهم ثلاثة أضعاف في غضون أسبوع واحد ويصل إلى 45 الفاً قبيل الحملة الانتخابية. وحصلت هذه الموجة إثر إصدار محكمة في ستوكهولم حكماً بالسجن لمدة سنة في حق أربعة مسؤولين عن موقع الكتروني، ذي بايرت باي، الذي يعنى بتبادل الملفات. وقال مدير معهد سيفو لاستطلاعات الرأي تويفو سيورن إن الحزب حصل على بعض الأصوات من اليمين واليسار لكن الحصة الأكبر أتت من الناخبين الذين يمتنعون عادة عن الإدلاء بأصواتهم والجيل الجديد من المقترعين. ويعتزم مؤيدو فكرة النقل الحر للملفات وتبادلها علي الإنترنت في التشيك وسلوفاكيا، تأسيس حزبين للقرصنة، مستلهمين الفكرة من نظرائهم في السويد الذين فازوا بمقعد في البرلمان الأوروبي. وقال أحد المشاركين في تأسيس حزب القراصنة السلوفاكي في حديث مع مع وكالة الأنباء الألمانية اشترط عدم الكشف عن هويته «لقد أخذنا القرار بعد فوز حزب القراصنة السويدي في الانتخابات الأوروبية وبعدما عرفنا أن التشيكيين يقومون بنفس الشيء». وقال المتحدث إن مجموعة من خمسة مغامرين من مدينة بريزنو وسط سلوفاكيا، يعكفون حاليا علي اتخاذ إجراءات تأسيس الحزب، ولقد دعم حزب القراصنة السويدي خططهم . وقام المؤسسون الخمس بعرض فكرتهم على موقع «فيس بوك» الاجتماعي الإلكتروني واجتذبت صفحتهم حتى الآن أكثر من 700 عضو . وقال المؤسس المشارك « لقد أصبنا بالصدمة إزاء هذا العدد الضخم من محبذي الفكرة». ويعتزم المؤيدون السلوفاك لما يصفه القائمون على صناعتي السينما والموسيقى بأنه، سرقةحقوق الملكية، الكشف عن اللجنة التحضيرية للحزب وبرنامجه يوم التاسع عشر من يونيو وخوض الانتخابات البرلمانية عام 2010 . ومن المتوقع أن يكون الموقع الإلكتروني الجديد كاملا بحلول الاثنين المقبل. وكان مؤيدو فكرة النسخ غير المشروع للملفات الإلكترونية في جمهورية التشيك قد أسسوا حزبهم في أبريل الماضي في أعقاب إدانة محكمة سويدية لأربعة من القائمين على تشغيل موقع «بايرات باي» المتخصص في تقديم ملفات مجانية للمشاركة، بانتهاك قانون حماية الملكية الفكرية، وعاقبتهم بالسجن لمدة عام كامل .
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©