الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

من هو ميشال تامر اللبناني الأصل الذي تولى رئاسة البرازيل؟

من هو ميشال تامر اللبناني الأصل الذي تولى رئاسة البرازيل؟
12 مايو 2016 19:40
مع إقصاء ديلما روسيف من قبل البرلمان من منصبها رئيسة للبرازيل، يحل نائبها ميشال تامر اللبناني الأصل رئيسا بالوكالة لحين البت في محاكمتها من قبل مجلس الشيوخ. تامر ظل رجل الظل في البلاد وعرف بلباقته وطبعه الهادئ وأناقته ويكتفي بالأدوار الفخرية، قبل أن تسلط الأضواء عليه فجأة مع تحريك آليات إقالة الرئيسة.   ولم يكشف تامر (75 عاما) نائب الرئيسة، أوراقه لأشهر طويلة ليخرجها فجأة ساعيا للانقضاض على منافسته.   وأطلق اعضاء مجلس الشيوخ، اليوم الخميس، عملية إقالة روسيف عبر تعليق ولايتها الرئاسية لمدة ستة أشهر بانتظار صدور القرار النهائي بشأنها. ويفترض أن ينتقل تامر اعتبارا من هذا الأسبوع إلى قصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، على أن يبقى فيه على الأرجح حتى العام 2018.   ولا يرد تامر على الأوصاف التي تطلقها عليه ديلما روسيف، مسمية إياه "الخائن" أو "زعيم المؤامرة". وهو يقود حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية منذ 15 عاما. وقد لعب دور الكفة المرجحة في مختلف الائتلافات الحكومية منذ 1994.   وبعد خمس سنوات على تحالفه السياسي مع اليسارية روسيف، قرر الانفصال عنها وبدء الهجوم عليها.   في ديسمبر، فاجأ تامر الجميع في البرازيل عندما وجه "رسالة شخصية" إلى روسيف تحدث فيها بالتفصيل عن مآخذه عليها. قال إنها تعامله على الدوام بازدراء وكأنه "نائب رئيس صوري"، وقرر التوقف عن تقديم واجبات الطاعة لها.  وبعد توجيه الرسالة، استقر في منزله في برازيليا وقطع اتصالاته بالرئيسة. وأخذ يراقب الوضع بصمت حتى اشتعلت الأزمة السياسية في مارس التي أطاحت بالكثير من نفوذ الرئيسة.   عندها، قرر الخروج من الظل إلى الضوء. وفي خطوة تدل على دهاء سياسي، أخرج حزبه من الائتلاف الحكومي في أواخر مارس ما وجه ضربة قاضية لروسيف.   واعتبر تامر أن فرصته باتت سانحة للانقضاض على السلطة. فلو أراد التوجه إلى الانتخابات الرئاسية لتحقيق مراده، فإن استطلاعات الرأي حتى الآن لا تعطيه أكثر من 2 % من نوايا الناخبين. كما أن البرازيليين يرغبون برحيله بالقدر نفسه الذي يرغبون فيه برحيل روسيف.   وتامر من مواليد ساو باولو عام 1940. نشأ في كنف والدين مهاجرين من لبنان مع سبعة إخوة وأخوات، وتزوج ثلاث مرات ورزق بخمسة أبناء خلال أربعين سنة.   زوجته الحالية ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر وهي حامل في شهرها السادس. وقد وصفتها مجلة "فيجا" المحافظة بأنها "جميلة متكتمة وربة منزل".   ولطالما سعى تامر للظهور بمظهر المتواضع. وعندما استقبل قبل أشهر أنصارا له كانوا يهتفون "تامر رئيسا"، رد عليهم بنوع من الضيق "حاليا لا شكرا. سننتظر 2018".   ومع ذلك، كان يتقدم خطوة خطوة. وقبل شهرين من رسالة طلاقه السياسي من روسيف، نشر برنامجا اقتصاديا بعنوان "جسر نحو المستقبل" انتقد فيه "التجاوزات" التي يقوم بها حزب العمال اليساري الحاكم خصوصا على المستوى الاقتصادي.   وتأمل أوساط الأعمال أن يلبي تامر رغباتها بإصلاح نظام التقاعد وقانون العمل وتسوية وضع الموازنة.   إلا أنه، وعلى غرار روسيف، سيكون عليه أن يعمل مع برلمان مقسم، ولا يمكنه الحصول على دعم بعض الكتل أحيانا إلا بعد وعود توظيف للأنصار في المؤسسات الرسمية.   وأراد تامر خفض عدد الوزراء إلا أنه عاد وعدل عن ذلك. كما سيكون عليه أن يواجه فضيحة الفساد الضخمة حول شركة "بتروبراس" النفطية التي تعصف بحزبه، حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية.   وأطاحت هذه الفضيحة، الخميس الماضي، برئيس مجلس النواب ادواردو كونيا الذي ساهم كثيرا بدفع آلية إقالة روسيف. وأورد بعض الذين وجهت إليهم تهم فساد اسم تامر كمتورط معهم، إلا أن النائب العام لم يجد حتى الآن ما يكفي لاستدعائه. وقد يدفع القضاء الخاص بنزاهة الانتخابات في اتجاه إعفائه من منصبه بسبب شبهات حول تمويل حملاته الانتخابية من أموال اختلست من "بتروبراس". إضافة إلى ذلك، قد يحكم عليه بمنعه من الترشح لثمانية أعوام إثر إدانته أخيرا أمام محكمة استئناف بخرق قانون تمويل الحملات الانتخابية. في المقابل، سيكون تامر الرئيس الذي يعلن افتتاح الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو أمام مئات ملايين المشاهدين في الخامس من أغسطس المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©