السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوادث مواقع البناء تتزايد وسط غياب اشتراطات الأمان

حوادث مواقع البناء تتزايد وسط غياب اشتراطات الأمان
27 فبراير 2011 21:05
(الرباط) - يخاطر بعض العمال بحياتهم أثناء عملهم على ارتفاعات شاهقة والقيام بأعمال مختلفة لا تخلو من خطورة لاسيما مع حركة العامل واستمرار العمل لفترات طويلة ما يهدد بسقوطه من ارتفاعات شاهقة، ومن بين هذه الأعمال الصباغة والبناء وتركيب الشبابيك الحديدية وتنظيف النوافذ، ورغم أن هذه الأعمال ضرورية لكن خطأ بسيطاً يمكن أن يتحول إلى كارثة لاسيما أنه في بعض الأحيان تتسبب إصابات العمل في خسارة المعيل الوحيد للأسر الفقيرة. حوادث مميتة يستغرب المارة من قدرة هؤلاء العمال على العمل في ارتفاعات شاهقة حيث تثير رؤية هؤلاء العمال وهم يعملون دون أدنى حماية من أعلى العمارات والأبراج استهجان وخوف البعض وإعجاب آخرين، ويقول محمد الختاري، أحد سكان الدار البيضاء المشهورة بأبراجها السكنية «إنهم شجعان ومغامرون يقومون بعمل شاق ودقيق على ارتفاع شاهق ويواصلون العمل متنقلين على حواف ضيقة حتى أنهم يأخذون فترات استراحة في هذه الأماكن العالية عن سطح الأرض، فتراهم يشربون أو يدخنون ويمعنون النظر إلى الأرض ربما للتباهي بقدرتهم على البقاء في هذا العلو». ويضيف «لا يوجد أي سبب يجعل الإنسان يعمل في هذه المهن دون أدوات السلامة الضرورية في الارتفاعات الشاهقة، فأغلب هؤلاء العمال يعملون في ورش لا تحترم مقاييس السلامة وشروط الأمان مثل الحبال وارتداء اللباس الخاص والخوذة والأحذية الصلبة، وفي بعض الأحيان تقع حوادث مميتة بسبب سقوط العامل أو انهيار رافعة عليه». وتحتاج هذه الأعمال إلى خبرة كبيرة وأعصاب فولاذية والقدرة على العمل في ارتفاعات شاهقة، كما يقول عامل البناء إبراهيم البيومي. ويضيف «بعض العمال لا يدركون الخطر المتربص بهم أثناء العمل في ارتفاعات شاهقة ويدعون خبرتهم بالعمل في هذه الظروف ولكنهم يتسببون بمآس وحوادث خطيرة حيث يشعر بعضهم بالدوار ويصاب آخرون فجأة بـ»فوبيا الأماكن العليا»، بينما المغامرون الذين يتباهون بشجاعتهم يعملون بتهور دون اعتبار لأي وسيلة من وسائل السلامة بداعي أنها ثقيلة وتعوق العمل». ويتابع أن حوادث العمل في الأماكن العالية عن سطح الأرض، مميتة في أغلب الأحيان حيث إن السقوط في مواقع البناء يؤدي إلى وفاة العامل وتهديد حياة الآخرين، كما أن فشل الرافعة وسوء استخدامها يمكن أن يتسبب في خسائر فادحة، كالشلل التام والعاهات المستديمة، إضافة إلى الأمراض المرتبطة بالحر والبرد والتي تسبب في فقدان الوعي أثناء العمل على ارتفاع شاهق، وانتهاء بالتشنجات العضلية الناجمة عن الإنهاك والتعب الشديد». ويشير البيومي إلى أن أغلب البنائين والدهانين ليسوا سوى عمال موسميين لا يتمتعون بالتأمين الاجتماعي، ومع ازدياد «توحش» أصحاب العمل وغياب تطبيق الحد الأدنى للأجور يضطر بعض العمال إلى القبول بأعمال خطرة كعمل إضافي من أجل زيادة الدخل. عمال معلقون يقول المهندس مراد العلمي إن «حوادث الوفاة والإصابة بين العمال بدأت تتزايد لاسيما في قطاع البناء، ورغم عدم وجود إحصاءات وتوثيق شامل لتلك الحوادث، إلا أن الملاحظ أنها في تزايد رغم أن ما يصلنا ليس سوى الحالات التي تنشر على صفحات الجرائد وفي نشرات الأخبار»، ويرجع ارتفاع نسبة الحوادث في مواقع العمل إلى الطفرة العمرانية وانتشار السكن العمودي والسكن الاقتصادي، ونقص خبرة العمال وتهور آخرين وعدم التزامهم بتعليمات السلامة وجشع المقاولين. ويضيف أن أغلب المقاولات والمؤسسات لا تلتزم بمعايير السلامة والأمان كما تفتقر ورش البناء الصغيرة لشروط السلامة وإن توافرت فإن العمال يهملوهها تماما، وأن حدثت إصابات فإن أغلبية المصابين يتوجهون للمستشفى على حسابهم الخاص، وفي حالات الوفاة والإصابات البالغة في حوادث العمل فإن قلة من المقاولين يتحملون المسؤولية، ويقدمون التعويض بينما يلجأ المتضرر في حالات أخرى إلى القضاء لإنصافه بسبب تنكر المقاول له. ويشير إلى أن هناك اشتراطات مطلوبة لحماية من يعملون في ارتفاعات عالية أهمها توفير معدات السلامة، وتدريب العمال على العمل تدريجياً في هذه الأماكن وتوفير معدات الإسعافات الأولية في عين المكان والتأمين الشامل للعاملين من أجل تعويضهم عن خسائر العمل. ويؤكد العلمي أن تحقيق ظروف عمل آمنة خالية من المخاطر مسؤولية صاحب المشروع والمشرف على العمل، ويرى أن الإهمال في توفير بيئة عمل آمنة يجب أن يواجه بعقوبات رادعة لمنع استغلال وإيذاء هؤلاء العمال البسطاء الذين يتعرضون لخسائر فادحة، بسبب جشع أصحاب المصانع والمقاولين الذين لا يوفرون متطلبات السلامة والصحة المهنية رغبة منهم في تقليل تكاليف الإنتاج. ويدعو العلمي الجهات المختصة إلى تغريم الشركات التي تهمل شروط السلامة ولا تقوم بصيانة دورية للآلات والأجهزة. ويقول إن التقليل من نسبة الأخطار الناجمة عن حوادث العمل في الارتفاعات مرهون بحظر تشغيل العمال غير المهرة في ارتفاعات شاهقة وفي مشاريع البناء ليلا حيث يتسبب الظلام في حوادث السقوط، كما أنه من الضروري إبلاغ الشرطة بحوادث العمل، وتسيير فرق للتفتيش في أماكن العمل والتأكد من توافر متطلبات السلامة وتوعية العمال والمقاولين بأهمية توفير واستعمال أجهزة السلامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©