جنوب أفريقيا تسعى إلى التمرد على دور «ضيف الشرف»

يسعى منتخب جنوب أفريقيا المعروف باسم الأولاد «بافانا بافانا» إلى تحقيق نتائج إيجابية في النسخة الثامنة لبطولة كأس العالم للقارات التي تنطلق على أراضيه الأحد المقبل، كما يخطط منتخب الأولاد للتمرد على دور ضيف الشرف على أرضه وبين جماهيره، وسيكون بمقدور أبناء جنوب القارة السمراء استغلال توازن القوى في المجموعة التي أوقعتهم القرعة بها، وهي المجموعة التي تضم أسبانيا والعراق ونيوزيلندا. ووفقاً لأحدث تصنيف لـ»الفيفا» والذي يتم الأخذ به كأحد مقاييس قوة المنتخبات، يحتل المنتخب الأسباني صدارة منتخبات العالم الأمر الذي يؤهله إلى تصدر المجموعة من دون أن يواجه الكثير من المشكلات، ويمتلك منتخب الأولاد ثاني أفضل تصنيف بين منتخبات مجموعته، إذ يحتل المركز 72 على العالم، وكان أفضل تصنيف له على الإطلاق هو الوصول إلى المركز الـ16 في أغسطس 1996. ويتضح من تصنيف «الفيفا» لمنتخبات العالم أن مباراة جنوب أفريقيا والعراق ستكون متكافئة إلى حد بعيد، فأسود الرافدين يحتلون المرتبة 77 في التصنيف العالمي، وكان أفضل تصنيف للمنتخب العراقي الوصول للمركز 39 منتصف 1996. وبدورها تحتل نيوزيلندا رابع منتخبات المجموعة المركز 82 في تصنيف «الفيفا»، الأمر الذي يؤشر إلى أن معركة كروية حامية ستدور رحاها للحصول على البطاقة الثانية للتأهل إلى الدور قبل النهائي، خاصة أن البطاقة الأولى نظرياً باسم المنتخب الأسباني بطل يورو 2008. ويعد منتخب جنوب أفريقيا من أعرق منتخبات القارة السمراء، فقد ظهر على الساحة الدولية للمرة الأولى 1924 في مباراته ضد هولندا والتي خسرها 2 / 1، إلا أن المشكلات السياسية والتفرقة العنصرية كانت سبباً في فرض عقوبات وحظر دولي على منتخب الأولاد في الفترة من نهاية الخمسينات وحتى مشارف التسعينات من القرن الماضي. وعلى الرغم من ابتعادها عن الساحة الدولية لعقود من الزمان، عادت الكرة في جنوب أفريقيا إلى التألق مجدداً من خلال استضافة بطولة الأمم الأفريقية 1996 ونجحوا في الحصول على لقبها، وبعد تحقيق هذا الإنجاز توقع خبراء الكرة أن عملاقاً نائماً عاد إلى الساحة الكروية، وتمكن هذا العملاق من الحصول على المركز الثاني في أمم أفريقيا في بوركينا فاسو 1998 بعد الهزيمة في النهائي على يد المنتخب المصري، وحصلوا على المركز الثالث في أمم أفريقيا 2000 في نيجيريا، وتأهلوا إلى كأس العالم 1998 في فرنسا، ثم كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ولكنهم اكتفوا بشرف المشاركة. وتراجع مستوى منتخب الأولاد بعد مشاركته في مونديال 2002، فكانت المشاركة في كأس أمم أفريقيا 2004 و2006 و2008 بلا عنوان، وخرج من الدور الأول في النسخ الثلاث ولم يستطع أن يترك بصمة يمكن تذكرها، وعجز عن تسجيل أي هدف في نسخة 2006 التي استضافتها مصر. وواصل الأولاد رحلة السقوط الفني بعد أن أكدت النتائج أنهم لا يستطيعون التأهل إلى أمم أفريقيا 2010 التي تستضيفها أنجولا، كما أن المستوى الفني والنتائج الأخيرة لم تكن لتؤهله للمشاركة في كأس العالم 2010 إلا أن استضافته للبطولة جعلته يتأهل تلقائياً. وتأتي مشاركته في كأس العالم للقارات كمنظم للبطولة ومستضيف لها، وعلى الرغم من الفشل الفني والكروي المتواصل لجنوب أفريقيا منذ بدايات العقد الجديد في الألفية الجديدة إلا أنها تمكنت من الحصول على ثقة الاتحاد الدولي «الفيفا» لتنظيم كأس العالم للقارات، ومونديال 2010، وهي أول دولة أفريقية تنجح في الحصول على شرف تنظيم البطولتين. قبل انطلاقة فعاليات كأس القارات أكد جويل سانتانا المدير الفني لمنتخب الأولاد أنه يثق في قدرت لاعبيه رافضاً حملات التشكيك، وشدد على أنه يسعى إلى تحقيق نتائج جيدة بالاستفادة من عامل الأرض والجمهور ووقوعه في مجموعة متوازنة. وقال سانتانا: «الجلوس على مقعد الإدارة الفنية لمنتخب جنوب أفريقيا ليس مغامرة، بل هي مهمة صعبة، وثمة فارق بين المغامرة والمهمة الصعبة، فنحن لا نعرف المستحيل، وأشعر بثقة كبيرة في اللاعبين، نخطط لاستغلال كأس القارات وبعدها عدد من المباريات الودية لنحظى بإعداد مثالي لكأس العالم». شارك منتخب جنوب أفريقيا في كأس القارات في مناسبة واحدة بعد فوزه ببطولة أمم أفريقيا 1996، وتأهل إلى بطولة القارات 1997 وهي النسخة الأولى التي حصلت على اعتراف «الفيفا»، وجاء منتخب الأولاد في المجموعة الثانية مع أوروجواي والإمارات وجمهورية التشيك، وحصل على الترتيب الأخير في المجموعة بعد الهزيمة من الإمارات بهدف نظيف والهزيمة من أوروجواي برباعية مقابل ثلاثة، والتعادل مع التشيك بهدفين لمثلهما.