الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجريب حق المبدع.. بشرط

التجريب حق المبدع.. بشرط
7 ابريل 2010 22:15
حول “الرواية العربية واشكال السرد الحديث” دارت وقائع الندوة التي نظمها المقهى الثقافي بالقاهرة وشارك فيها الروائي خالد الخميسي ود. هيثم الحاج علي والاديب يوسف القعيد وادارها الناقد د. صلاح فضل الذي اكد ان الرواية هي الجنس الادبي الذي ابتلع كل الاشكال الادبية، وان موهبة الحاكي ما هي إلا التوظيف الجمالي لها في السرديات الحديثة والذي ادى الى ان يكون لها الاطار المرن الذي يجعلها تستوعب كل ما يضخ فيها من شعر وسرد وكافة اشكال الادب. ويقول الروائي خالد الخميسي ان هناك ثورة ثقافية تجتاح مصر بشكل خاص والعالم بشكل عام من حيث الحراك الثقافي وظهور فئة جديدة من قراء وجمهور الشعر والرواية والمدونات وهذه الثورة كانت نتيجة طبيعية لظهور الشعراء والروائيين والقصاصين الجدد ورغم النواحي الايجابية لتلك الثورة فإنها تفقد الالتزام والانضباط وتميل الى الارتجالية وغياب الضوابط والقواعد التي تهدد حركة الابداع الثقافي في مصر وتحولها إلى فوضى. وقال إن الثورة الثقافي اثرت على جيلي واحدثت حالة من الرفض للوضع بأكمله وخلقت حالة من العطش للواقعية لدى الشباب، وقد كتبت اول رواياتي بعنوان “تاكسي” عام 2006 وانا مدين بالكتابة للثورة الثقافية الموجودة الان لكن لدي رفض لاشكال الرواية التقليدية لأن الشكل الاوروبي المتبع في القرن التاسع عشر لابد ان نثور عليه ونغيره وارى ان لكل نص نظاما سرديا خاصا به. واضاف: بعد ذلك كتبت رواية “سفينة نوح” وكانت تجربة مختلفة ومغايرة للشكل الروائي التقليدي وارى انه يجب على كل كاتب ان يعرض روايته بشكل سردي خاص به. وعلق د. صلاح فضل على ما ذكرة الخميسي بانه لا توجد سلطة تستطيع ان تحجم المبدع في اختياراته وان الكاتب لابد ان يستفيد من خبرات من سبقوه ويأخذ من افكارهم وتجاربهم في بداية الطريق ثم يواصل بمجهودة ابداعاته. وقال ان المجتمعات الحديثة هي التي تقوم بسرد وتوصيف الازمات الاجتماعية والسياسية والاستفادة منها بشكل ايجابي. اما العلاقة بين الاعمال الروائية التي تكتسح وتبهر وتلفت الانتباه وتلك التي تحظى بالتوهج الوقتي، فتكمن في مدى الترابط والتضافر والابداع فيها ولو تواجدت تلك العوامل تصبح الرواية خالدة ويعود اليها القراء مرات ومرات. واضاف ان اختيار خالد الخميسي في كتاباته للغة العامية هدفه الوصول لذوق القارىء المصري ولكنه ضحى بانتشار العمل ووصوله لفئة اكبر من القراء “النخبة والمثقفين” واخشى عليه من مغبة الاختيار لان اختياره يكون للموضوعات القريبة التي تشغل المواطن العادي في حينها فقط والتي يمكن ان تتغير وتزول فيما بعد وتصبح بعد ذلك مجرد صدى يتذكرها الناس بين الحين والاخر، كما أن الاعمال الاكثر رواجا وشيوعا هي الاعمال البوليسية والمسلسلات وهي اعمال قابلة لاعادة القراءة اما الاعمال التي تمثل الاشباع اللحظي فلا تكون قابلة للتكرار ويحدث هذا داخل اي مستوى لغوي شعري او روائي واذا لم يجتهد الكاتب في توصيل لغته للقارىء ويجعل لها نكهة خاصة وبريقا فسرعان ما يموت وتغيب كتاباته عن الاذهان والوجدان. وقال الروائي يوسف القعيد: اعتمد في كتاباتي على اساتذة الجيل السابق امثال نجيب محفوظ ود.محمد حسين هيكل واولى رواياتي “الحداد” كانت وقت النكسة عام 1967 ثم “الحرب في بر مصر”. وفي بداياتي كانت لدي رغبة قوية في المغامرة والمغايرة والاختلاف الامر الذي دفعني للكتابة عن حياة الفلاحين في الحقول ثم كتابة “الاصوات” التي كانت سائدة في ذلك الوقت واصدرت 5 روايات في الستينيات من القرن الماضي بداية من “الحداد” و”الغرماء” ولم تكن كلمة السرد متداولة في تلك الحقبة وبمرور الوقت كان لابد من التطوير لكي نحقق المتعة للقارىء واؤيد حق الكاتب في ان يجرب. وأضاف القعيد: انا مفتون باللغة العامية ويلح سؤال مهم داخلي لماذا يقف النقاد دائماً ضد ان يكتب الروائي باللغة العامية؟ وما سر العدوان الغاشم من النقاد العرب على الروايات العامية. فقد قابلت كثيرا من القراء العرب وطلبوا مني عمل هوامش لشرح ما اقصده من كتاباتي لكنني رفضت ذلك بشكل قاطع لانني ارى ان اي شرح يكتبه المؤلف يعتبر شكا منه في توصيل رسالته للناس وهذا الحراك يدفع الكاتب إلى ان يعيد النظر في اي شيء يكتبه او ان يكرر نفسه. وقال القعيد ان خالد الخميسي ركز في كتاباته على الحراك السياسي والاجتماعي وارجو ان يعيد النظر في ذلك لأن اعادة النظر بشكل دائم أمر صحي. واذكر ان كثيرا من المقالات التي تنشر في الصحف اليومية لكتاب او ادباء او غير متخصصين اقرب ما تكون للسرد. وعلق د. صلاح فضل بأن كتابات يوسف القعيد غنية بنماذج الكتابات واللهجات العامية والفصحى وانا ضد الارهاب اللغوي بكافة اشكاله. وقال ان عبدالرحمن الابنودي شاعر وليس روائيا ويحكي نثرا عاميا جميلا لكنه ليس متمرسا على مستوى الرواية، ومن حسن حظ العامية المصرية ان السينما ضمنت لها الشيوع والتكرار وشعر العامية هو الذي يستطيع ان يبث طاقة للمتلقي بلغة عربية فصحى ولكن يبث معها الفهم كما لو كانت عامية. ويرى د.هيثم الحاج علي أن اللغة العامية في الرواية المصرية تحديدا لها وضعية خاصة لانها اللغة المفهومة لكل العرب وقد تكون على نفس مستوى اللغة الفصحى. وقال ان الحديث عن الرواية في مصر لابد ان يتطرق إلى تطورات كتابة هذا النوع الادبي واذكر كلمة شهيرة لجورج لوكاشي هي ان القصة القصيرة ترتبط ببرجوازية نخبوية وان الرواية هي الفن العربي الذي يرتبط ببرجوازية العامة وهناك اشكال جديدة للرواية التي يكتبها الشباب، وكل هذه الظواهر الجماهيرية يمكن ان نسميها الادب الاستهلاكي. ويرى ان الرواية في مصر تطورت تطورا ملحوظا له علاقة وثيقة بثقافة المجتمع من الستينيات وحتى اليوم ومدى اتساق النص مع ذاته وصدق النص مثلا يبدو في ازمة الامة التي صاحبت ثورة 1919 حين لم تستطع هذه الثورة تلبية حاجات الطبقة البرجوازية، وهناك هزيمة 1967 حيث كان جيل الستينيات وقتها يكتب القصة القصيرة. ويؤكد ان الرواية تظهر حينما ينهض المجتمع او يثور على وضع ما وكان ذلك سبب ازدهار الرواية على يد نجيب محفوظ، وهذا المد يجعل هذا التطور طبيعيا والدليل فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل عام 1988 وسوف تأتي مجموعة من الشباب عينهم على الرواية والعين الاخرى على القصة القصيرة. وقال ان مجال الرواية المعاصرة يجعلنا لا نعول كثير على مستقبل هؤلاء الكتاب بدليل آلاف الكتاب الموجودين ورغم هذا العدد الكبير فإننا لا نذكر منهم سوى الجادين فقط في التعبير والابتكار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©