الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كل شيء على مايرام تقلب أدوار الزوج والزوجة

كل شيء على مايرام تقلب أدوار الزوج والزوجة
1 مايو 2008 04:06
قدمت على خشبة قاعة ''الموقار'' في العاصمة الجزائرية، الجزائر مؤخراً مسرحية جزائرية بعنوان'' كل شيء على مايرام'' من تأليف الكاتب يوسف تاشعبونت وإخراج الفنانة تونس· وتعالج المسرحية بأسلوب هزلي هادف قضية عمل النساء وبطالة الرجال من خلال زوجين شابين، كانا يدرسان معاً في الجامعة، وبعد التخرج والزواج وجدت الزوجة عملاً يناسب مؤهلاتها بكل يُسر بينما عجز الزوج عن ذلك برغم اتصاله بعددٍ كبير من الإدارات والشركات العامة والخاصة، وبعد أن يستسلم لليأس، يتفق مع الزوجة على أن يتولى إدارة شؤون البيت ما دامت هي التي تعمل خارجه، وهكذا تنقلب الأدوار فتُسند''القوامة'' للمرأة العاملة المُنفقة على الزوج والبيت بينما يصبح الزوج ''ماكثاً في البيت''، فيقوم بأعمال الطبخ والتنظيف وغسل الملابس وانتظارالزوجة لتعود من عملها كل مساء لاستقبالها والترويح عنها· ووسط ديكورٍ بسيط يعبر عن أشغال البيت يرتدي الزوج المأزر ويقوم بالأشغال ويبدأ في الحديث متحسِّراً على هذه الوضعية الشاذة التي لم تكن تخطر بباله، لقد انقلبت المعايير في ذهنه ولم يعد لمفاهيم القِوامة والرجولة والهيبة مكانٌ عنده، ولم يعد يستطيع أن يعترض على تأخر زوجته في عودتها إلى البيت أو رفع صوته عليها أو اتصال زملائها بها هاتفياً في العطل، ومثل هذه المسائل كانت تعد من''الكبائر'' في العقود الماضية حينما كان الرجل هو العامل والمنفق الوحيد على العائلة، وجسَّد الفنان الشاب عبد الكريم بريبر ببراعة الكثيرَ من حالات الانكسار والخيبة والشعور بالمرارة والدونية بسبب هذا الوضع الغريب، لاسيما وأن أباه أصبح يحتقره لأنه يرى في عمل زوجته دياثة، فيسرد الفرق بين رجال''زمان''والرجال الحاليين، وكيف تراجعت قيم الرجولة والأنفة والاعتداد بالنفس، فيلعن ساخطاً الظروف التي قادته إلى هذا الوضع· ومع أن الزوج يجد عملاً في آخر المطاف،إلا أن ذلك لم يحل المشكلة؛ فقد قُبل كحارس ليلي لمؤسسة وهذا ما لا يتلاءم وشهادته ومؤهلاته،كما أن طبيعة هذا العمل تجعله لا يلتقي زوجته، فهي تعمل نهاراً وتعود ليلاً وهو يعمل ليلاً ويعود نهاراً، لتنتهي المسرحية بهذه النهاية المفتوحة في إشارةٍ إلى تعقد الحياة بسبب الغلاء الفاحش الذي أجبر المواطن العربي على العمل ليلاً ونهاراً لتحسين ظروفه المعيشية· المسرحية كوميدية هادفة،أمتعت الجمهور بطرافتها ورسائلها، فهي تعالج ظاهرة توظيف النساء بكثرة في المؤسسات العامة والخاصة وحرمان الرجال من ذلك لأسباب مختلفة اكتفت المسرحية بالتلميح إليها،إلا أنها لم تخلُ من المبالغة؛ خاصة ما تعلق بإرسال الزوجة في مهام لأسابيع عديدة، وهذا ما تتفاداه المؤسسات الجزائرية في الواقع لأسباب اجتماعية، فضلاً عن عدم التقاء الزوجين العاملين، ويبدو أن صاحب النص قد اعتمد المبالغة للخروج عن المألوف
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©