الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتيان «مركز المواهب والإبداع» يتألقون بـ«اليولة» وفتياته يبدعن بـ«التلي»

فتيان «مركز المواهب والإبداع» يتألقون بـ«اليولة» وفتياته يبدعن بـ«التلي»
10 يونيو 2009 00:55
وعت «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» أهمية توظيف الجانب التراثي بطريقة تتيح للأطفال والناشئة، التعرف إلى تراث وماضي أسلافنا وتقاليدنا الحميدة.. فكان أن أطلق أحد أقسامها «مركز المواهب والإبداع» دورتين في التراث لشهري (يونيو ويوليو) تختص دورة «السنع واليولة» بالفتيان، وتختص دورة «الخوص والتلي» بالفتيات. تشرف على التدريب فيهما مجموعة من الخبرات المواطنة من الجنسين، وتقدم للصغار بما يتناسب مع مداركهم وبأساليب مشوقة ومشجعة تحفزهم وتستثير عواطفهم حيال أجدادنا. تكريس السلوكيات تقتصر الدورات التراثية -دون غيرها- على أبناء وبنات الدولة، ويشاركون فيها ضمن الفئة العمرية (5- 15) سنة، بهدف إثراء ثقافتهم ومعلوماتهم التراثية الاجتماعية، وتشجيعهم على التعرف إلى وقائع حياة أجدادنا بكل ما فيها من أخلاقيات وممارسات اجتماعية طيبة، ومهن تقليدية وفنون شعبية. كما تعزز في نفوسهم الموروث الشعبي، وتعمل على تعميق انتمائهم الوطني، وتغرس قيماً جميلة وأخلاقيات نبيلة في أعماقهم، وتحقق الغايات الوطنية والتربوية والتثقيفية. وينشأ الطفل في بيته على الأخلاق الحميدة، ويكتسبها من توجيهات والديه وممارسة عائلته لها، لكن ثمة أهدافاً للدورات التراثية، فهي -بحسب إدارة المركز- تهدف إلى تكريس وتعزيز ما يتلقاه الطفل في بيته من سلوكيات وكذلك معلومات تتصل بالتراث. لذا تتطلب الدورة إشراف المستشارين والمدربين الذين لا يكتفوا بتقديم المعلومات الدقيقة والنصائح والإرشادات، بل تقترن العلوم الشفهية مع الجانب العملي التطبيقي. «السنع» الحميدة في مجلس يبعث الحنين إلى الماضي، يضم مستلزمات بيت الشعر «الخيمة» حصير ومساند ومصنوعات من سعف النخل والفخاريات، ومنقل ودلال وفناجين القهوة، يجلس مجموعة من المستشارين، أحدهم مدرب دورة «السنع» يلقي إرشاداته ونصائحه على الفتيان، فيما يقول الوالد المنصوري: «تشمل الدورة تعليم الناشئة التقاليد والأصول المتبعة في الزيارة والاستقبال والترحيب، وعادات دخول المجلس، وكيفية الضيافة وإكرام الزوار كتقديم القهوة وما يتصل بها من آداب في تحضيرها وأدواتها وما يليها من تقديم التمور والحلوى والفوالة، أو الذبيحة وآداب تناولها، وكذلك معرفة التقاليد الاجتماعية الخاصة بالمناسبات سواء السعيدة أو الحزينة وما يتصل بها من واجبات، فضلا عن التعرف إلى الزي الوطني وكيفية ارتدائه ومعاني كل قطعة منه». يقدم المشارك سلطان (13 سنة) فنجان قهوة بيده اليسرى، ويقول: «أنا سعيد بكل ما أتعلمه من سلوكيات حميدة تخص أجدادنا وحياتنا، كما أتعلم آداب الزيارة والضيافة وإكرام الضيف». «اليولة» الشهيرة يحظى فن «اليولة» باهتمام كبير وإقبال على أدائه من قبل الأطفال واليافعة، خاصة أنه رقصة تؤدى بشكل منفرد أو ثنائي أو رباعي، وتظهر من خلالها مهارات المؤدي وبراعته. وتعد «اليولة» الفن الرئيسي بعد «العيالة» في الدولة، وتؤدى في الأفراح والأعراس والاحتفالات الوطنية والمناسبات الرسمية، يشير إلى طريقة أدائها المشرف يوسف، يقول: «اليولة رقصة جميلة متميزة يقبل صغار السن على تعلمها أسوة بالشباب والرجال، يقوم فيها المتدرب بتعلم فنونها وطرقها، حيث يحتاج الراقص إلى سلاح البندقية يرميه عالياً، ثم يعود ليقبضه دون أن يسقط منه، ويقوم بحركات أخرى تظهر مهارته». ويضيف: «إن السلاح المستخدم في دورة «اليولة» عبارة عن مجسم خشبي لبندقية، حرصاً على سلامة الأطفال المتدربين». فيما يقول المشارك منصور (9 سنوات): «أهوى هذا الفن الجميل وأتدرب على فنونه، وسأتابع دورات أخرى في المستقبل لأنني أراه فناً جميلاً يمارسه أخي الكبير فأحببته جداً وأريد تعلمه جيداً». تلال «التلي» ثمة فتيات صغيرات اخترن بدورهن قضاء شهر من الصيف في أحضان الدورات التراثية ليتعلمن تراث الجدات والحرف اليدوية التي كن يتقنها، حيث تتألق حرفة «التلي» نتيجة جمالياتها المتصلة بثياب المرأة، وزينة الثوب والسروال، لذا يغطي فرع من الدورة التراثية للفتيات فن التلي الجميل، تقول الاستشارية أم سيف: «نعلم الفتيات كيفية حياكة التلي، ونعرفهن على أدواته مثل «الكاجوجة والدحروي والخيوط» وتفاصيل أخرى مرتبطة بكيفية حياكة أكمام الثوب وصدره ومحيط سرواله من الخيوط الفضية والذهبية والملونة، تبعاً لعدد كل «بادلة». تقول ميثا (11 سنة): «أسعدني انضمامي إلى الدورة لأنها تساهم في صقل شخصيتي الوطنية، وتعرفني بماضي جداتي، كما تعلمني فناً جميلاً خاصة أنني أحب ارتداء الثوب مزيناً بالتلي». مشغولات «الخوص» تساهم الدورات التراثية في صقل شخصية الفتاة، فتتعلم كيفية صنع بعض المنتجات البسيطة، من خلال الاستشاريات اللواتي يشرفن على تعليمهن سبل صناعة مشغولات سعف النخل «الخوص»، إذ تقول الاستشارية أم محمد: «نقوم في دورة «الخوص» بتعليم الفتيات بعض المشغولات اليدوية التي كانت جداتهن في المنطقة يعملن بها ويعملن منها أدوات ولوازم البيت مثل: المكب، الجفيرة، المهفة، السلال، السرود. بهدف التعرف إلى تلك الصناعات من جهة والحفاظ عليها من جهة أخرى». فيما ترى دانة (10سنوات) أن فائدة هذه الدورة تكمن في أمرين «أولهما أكتسب مهارة جديدة وحرفة جميلة، وثانيها أتعرف إلى تراث الجدات، مما يكسبني المتعة والفائدة معا». فيما تشير إدارة «مركز المواهب والإبداع» إلى أنه يتم اصطحاب المتدربين والمتدربات -كل على حدة- في رحلات ميدانية بغية تشجيعهم على الإقبال على هذه الدورات والنجاح فيها، حيث يحظى المتفوق بهدية مكافأة، أو اشتراك مجاني في دورة لاحقة، إلى جانب ضمه إلى فرق مواهب متميزة كفرقة «اليولة» للمشاركة في فعاليات ومهرجانات رسمية. أرقـام - خلافاً للعادة، تتوقف الدورات في 30 -7، ولا توجد دورة في شهر أغسطس لمناسبة شهر رمضان الكريم. - توجد في المركز 5 صالات وخيم ومجالس شعبية، كل منها مجهز بمستلزمات الحياة اليومية للأجداد. - يستوعب المجلس نحو 25 طفلاً متدرباً، وتستوعب خيمة الفتيات ذات العدد. - يشرف على تدريب الأطفال بعض كبار المستشارين التراثيين، من الجنسين، ومنهم من يتجاوز عمره 70 عاماً. - تختص الدورات بمواطني الدولة، من الجنسين، الفئة العمرية (6- 15) عاماً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©