السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية..استراتيجية جديدة

10 مايو 2016 23:44
أعلنت كوريا الشمالية أول خطة خمسية منذ الثمانينيات وأصدر الزعيم «كيم يونج أون» تعليمات «لتطوير الثورة الكورية على مستوى أعلى». والتركيز على الاقتصاد في أول مؤتمر لحزب «العمال» الحاكم يعقد منذ 36 عاماً يؤكد على اهتمام كيم وهو الجيل الثالث من زعماء كوريا الشمالية بتحسين مستويات المعيشة مع مواصلة إنتاج الأسلحة النووية. وهذا الإجراء ينطوي على بعض المخاطر لكيم لأنه قد يصبح مسؤولاً عنه. وفي المؤتمر أيضا أكد «كيم» أن كوريا الشمالية لن تستخدم أسلحتها النووية ما لم يتم انتهاك سيادتها، وهي حجة دأبت بيونجيانج على تكرارها لتصور أن برنامجها النووي والصاروخي ضرورة للدفاع الذاتي، وأشاد «كيم» بالتقدم الذي حققته بلاده في التكنولوجيا النووية في وقت يحذر فيه مسؤولون من كوريا الجنوبية من اقتراب قيام الشمال بتجارب نووية أخرى. ونشر التلفزيون الكوري الشمالي المملوك للدولة ووسائل الإعلام الرسمية التعليقات الكاملة لكيم. والصحفيون الأجانب الذين سمح لهم بالوصول إلى بيونجيانج من أجل المؤتمر بمن فيهم صحفيو «واشنطن بوست» لم يُسمح لهم بأي إمكانية لدخول المؤتمر بالإضافة إلى أنه تم نقلهم إلى ركن في شارع قبالة مقر انعقاد المؤتمر. وتضمنت قائمة أولويات المؤتمر فحص عمل وقواعد حزب «العمال» واختيار «كيم» لأكبر منصب في الحزب، وتعيين آخرين في مناصب رفيعة أخرى. واقتصاد كوريا الشمالية مازال في حال سيئة رغم النمو المتواضع الذي حققه في السنوات القليلة الماضية، ومن المتوقع أن تضع العقوبات الدولية التي فُرضت هذا العام بعد إجراء اختبارات نووية وصاروخية تحديات إضافية على الاقتصاد الكوري الشمالي. ويعتقد «مايكل مادن» الذي يدير موقع على الإنترنت لمتابعة أخبار القيادة الكورية الشمالية أن الخطة مهمة لأنها تجعل «كيم» يتحمل مسؤولية علنية عن التنمية الاقتصادية وهو شيء لم يفعله والده قط. ويحاول «كيم يونج أون» فيما يبدو أن يحكم مثل جده «كيم إيل سونج»، الذي أعطى لحزب «العمال» أهمية أكبر من الجيش وليس كوالده الذي اتبع سياسة «الجيش أولاً». وفي كلمة أثناء المؤتمر الذي بدأ يوم الجمعة الماضي، أعلن كيم «استراتيجية للتنمية الاقتصادية للدولة من عام 2016 إلى عام 2020». ومثل هذه الخطط شائعة في الأنظمة الشيوعية لكن كوريا الشمالية لم تعلن عن واحدة منها منذ الثمانينيات. وأكد كيم أن كوريا الشمالية سوف «ترفع علم الانتصار» في السنوات الخمس المقبلة، ومضى يقول إن بلاده ستصبح «قوة علمية وتكنولوجية واقتصادية رفيعة التمدن». ورغم الافتقار لتفاصيل أخرى، يعتقد محللون أنه من الملفت للانتباه أن كيم تحدث علنا عن خططه للنمو الاقتصادي، فوالده الذي توفي عام 2011 وعاصر فترة من الدمار الاقتصادي والمجاعة واسعة الانتشار لم يتفوه بتصريح علني يحاسب عليه، لكن كيم يونج أون يروج لسياسة «السعي المتزامن» التي حاول من خلالها أن ينمي الاقتصاد ويطور الأسلحة النووية والصواريخ البالستية. ويقدر «بنك كوريا» وهو البنك المركزي لكوريا الجنوبية أن اقتصاد «الشمال» حقق نمواً يتراوح بين واحد واثنين في المئة في العام، لكن محللين مثل اندريه لانكوف وهو متخصص في شؤون كوريا الشمالية في جامعة كوكمين في سيول يعتقدون أن النمو الذي تحقق أعلى بكثير، ويحتمل أنه بلغ سبعة في المئة التي توقعها معهد هيونداي للأبحاث الاقتصادية في سيول. *رئيسة مكتب «واشنطن بوست» في طوكيو. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©