الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

السياب يحضر بمطره وألمه في «كتَّاب» أبوظبي

السياب يحضر بمطره وألمه في «كتَّاب» أبوظبي
4 مارس 2014 00:29
فاطمة عطفة (أبوظبي)- إحياء لذكرى الشاعر بدر شاكر السياب، بمناسبة مرور 50 سنة على وفاته، أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات- فرع أبوظبي، في مقره الجديد بمعسكر آل نهيان، مساء أمس الأول أمسية أدبية قدم فيها شعيب عبد الفتاح، المستشار الإعلامي في السفارة المصرية بدولة الإمارات، ورقة بعنوان: «السياب.. شاعر المطر وأيقونة الألم»، تناول فيها محطات من حياة الشاعر، وأهم قصائده وتأثيره على القصيدة العربية الحديثة. في مستهل الأمسية، تحدث الشاعر محمد المزروعي رئيس الاتحاد فرع أبوظبي، مشيراً إلى أهمية السياب الرائدة في حركة الشعر الحديث، وأوضح أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يحتفي ثقافياً بذكرى السياب، خاصة أن 2014 هو عام السياب عربياً، وفق ما أعلنه المكتب الدائم لاتحادات الكتاب العرب. وأضاف المزروعي أن الاتحاد سوف يواصل احتفالاته بالسياب على أكثر من صعيد، ومن هذه الاحتفالات التعاون مع اتحاد كتاب العراق، إضافة إلى دعوة غيلان ابن الشاعر السياب، ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في أبوظبي. من جانبه، تحدث شعيب عبد الفتاح قائلاً: «السياب فتح باب التجديد في شعرنا المعاصر، وإن لم يكن وحده، فهو من أشهرهم وأشدهم تأثيراً ونفاذاً»، مضيفاً «السياب على الصعيد الإنساني كان ملحمة من الألم النفسي والحسي، مازجاً ألمه الخاص بآلام الوطن والمجتمع، وآلام المشهد الإنساني بشكل عام». وبعد أن تحدث عن مرض الشاعر وملامح من حياته العائلية والعاطفية، وترجماته الشعرية، تناول قصيدة «أنشودة المطر» واصفاً إياها بأنها «بكائية من بكائيات الشعر العربي المعاصر.. كتبها السياب وعمره سبعة وعشرون عاماً، وأرسلها في تواضع جم وعلى استحياء شديد، إلى سهيل أدريس رئيس تحرير مجلة الآداب لينشرها في المجلة». وذكر المحاضر في كلمته أن ما يذكر أن القصيدة نشرت في عام 1945، ربما يكون خطأ مطبعياً أو وقع سهواً، لأن القصيدة نشرت في عام 1954، خاصة أن مجلة الآداب تأسست سنة 1953. وفي معرض حديث شعيب عبد الفتاح عن السياب، قارن المحاضر بين معاناته ومعاناة أمل دنقل مبيناً التشابه بين محنة السياب ومحنة دنقل، قائلاً: «السياب من جنوب العراق، وأمل دنقل من جنوب مصر.. والجنوب لدينا مرتبط بثقافة الظلم والإهمال». وأشار المحاضر إلى واقعة مهمة بين السياب والشاعر المصري الكبير علي محمود طه، وكان السياب قد أرسل إليه قصيدة طويلة مفقودة بعنوان: «بين الروح والجسد»، وهي تناهز ألف بيت، لكن الشاعر طه توفي قبل أن يكتب المقدمة وفقدت القصيدة بوفاته. وقد ركز شعيب في محاضرته على الجوانب المؤلمة من حياة الشاعر السياب، واستشهد بمقاطع من شعره في تلك الفترة. إضاءة أمسية الاحتفاء بذكرى السياب، هذا الشاعر العظيم الذي أسهم بافتتاح آفاق الحداثة في الشعر العربي، لم يكن حضورها من الجمهور يزيد على عدد أصابع اليدين، بما في ذلك أسرة اتحاد الكتاب والإعلاميين. وهذه الظاهرة تدعو للتساؤل والاستغراب حول أسباب عزوف الجمهور عن متابعة الفعاليات الأدبية، رغم حرص اتحاد الكتاب على تكثيف نشاطه الأدبي. فهل هذا يعود إلى قلة القراءة والاهتمام باللغة وآدابها أو انشغال الناس بأمور أخرى؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©